المراسل الإخباري
03-03-2021, 12:10
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png ذكريات الصبا خطرن ببالي
حالمات الرؤى كطيف الخيـالِ
دون أن أبلغ الثلاثيـــن حولا
عصفت بي نـــوازلٌ بالتتـــالي..
من أبيات الأديب طاهر زمخشري - رحمه الله -، ولم يغادر اسمه بالي أبدا منذ أن سمعته لأول مرة في المرحلة المتوسطة، والاسم معروف معناه، أتى من الطهر أي النقاء والنظافة والخلو من كل دنس، ورد في القرآن بضع مرات، مثل قوله الله: "وثيابك فطهّر". وفي السنة يصف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البحر فيقول: "هو الطهور ماؤه، الحِلُّ ميتته".
في كتاب "الطهر والخطر Purity and Danger" تحلل الكاتبة ماري هارت فكرة الطُّهر والوساخة منذ بداية تعامل الجنس البشري المسجل معها، وكيف وضع البشر قوانين وطقوس للتنقية من الدنس سواءً الحسي - كالأتربة والأدران - أو حتى المعنوي، بما في ذلك الشعائر الدينية التي تهدف إلى ذلك، في إشارة إلى أهمية الطهارة الفائقة للبشر، وكيف أن الطهر لما زاد تحول إلى قداسة، وكيف أن الوساخة لما ازداد خوف الناس منها استفحلت إلى مفهوم جديد وهو النجاسة، فيمكن لو أن قبيلةً ترى أن شعر الثعلب نجس (وهذا مثال تخيلي) فإن سعيها نحو الطهارة سيجعلها تصنع ما نرى أنه مبالغة، مثل أن أي إنسان لمس شعر الثعلب لا يُمَسّ لثلاثة أيام.
من الأخطاء اللغوية الشنيعة في رأيي استخدام معنى طيب - كالطهر والطهارة - لوصف معنى شرير، مثل كلمة "التطهير العرقي"، والتي تعني إبادة البشر فقط بسبب عِرقهم وجنسهم. كلمة التطهير العرقي ترجمة لكلمة ethnic cleansing الإنجليزية فيما يبدو، واللغة الإنجليزية ضعيفة مضطربة مشتتة، والاعتماد على مصطلحاتها بلا مساءلة يصنع مثل هذه الكلمات النشاز التي ترفضها الطبيعة البشرية، فها قد ربطوا بين الطهر وبين المذابح! وهذه التناقضات موجودة في الإنجليزية، مثل كلمة civil war والتي تعني الحرب الأهلية، لكن كلمة civil أيضا تعني مهذبا متحضرا مؤدبا دمثا، فكأنها تصف الحرب بذلك.
لكن أرجو أن تكون هذه الاستعمالات استثناءات، ويبقى الطهر بمعناه المعروف في لغتنا الفريدة.
http://www.alriyadh.com/1872838]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
حالمات الرؤى كطيف الخيـالِ
دون أن أبلغ الثلاثيـــن حولا
عصفت بي نـــوازلٌ بالتتـــالي..
من أبيات الأديب طاهر زمخشري - رحمه الله -، ولم يغادر اسمه بالي أبدا منذ أن سمعته لأول مرة في المرحلة المتوسطة، والاسم معروف معناه، أتى من الطهر أي النقاء والنظافة والخلو من كل دنس، ورد في القرآن بضع مرات، مثل قوله الله: "وثيابك فطهّر". وفي السنة يصف رسول الله - صلى الله عليه وسلم - البحر فيقول: "هو الطهور ماؤه، الحِلُّ ميتته".
في كتاب "الطهر والخطر Purity and Danger" تحلل الكاتبة ماري هارت فكرة الطُّهر والوساخة منذ بداية تعامل الجنس البشري المسجل معها، وكيف وضع البشر قوانين وطقوس للتنقية من الدنس سواءً الحسي - كالأتربة والأدران - أو حتى المعنوي، بما في ذلك الشعائر الدينية التي تهدف إلى ذلك، في إشارة إلى أهمية الطهارة الفائقة للبشر، وكيف أن الطهر لما زاد تحول إلى قداسة، وكيف أن الوساخة لما ازداد خوف الناس منها استفحلت إلى مفهوم جديد وهو النجاسة، فيمكن لو أن قبيلةً ترى أن شعر الثعلب نجس (وهذا مثال تخيلي) فإن سعيها نحو الطهارة سيجعلها تصنع ما نرى أنه مبالغة، مثل أن أي إنسان لمس شعر الثعلب لا يُمَسّ لثلاثة أيام.
من الأخطاء اللغوية الشنيعة في رأيي استخدام معنى طيب - كالطهر والطهارة - لوصف معنى شرير، مثل كلمة "التطهير العرقي"، والتي تعني إبادة البشر فقط بسبب عِرقهم وجنسهم. كلمة التطهير العرقي ترجمة لكلمة ethnic cleansing الإنجليزية فيما يبدو، واللغة الإنجليزية ضعيفة مضطربة مشتتة، والاعتماد على مصطلحاتها بلا مساءلة يصنع مثل هذه الكلمات النشاز التي ترفضها الطبيعة البشرية، فها قد ربطوا بين الطهر وبين المذابح! وهذه التناقضات موجودة في الإنجليزية، مثل كلمة civil war والتي تعني الحرب الأهلية، لكن كلمة civil أيضا تعني مهذبا متحضرا مؤدبا دمثا، فكأنها تصف الحرب بذلك.
لكن أرجو أن تكون هذه الاستعمالات استثناءات، ويبقى الطهر بمعناه المعروف في لغتنا الفريدة.
http://www.alriyadh.com/1872838]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]