تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : وطني؟!



المراسل الإخباري
03-05-2021, 15:10
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png كتب المفكر العراقي صلاح المختار عن الوطنية: "من يبحث عن جوهر الوطنية، بعقل هادئ وموضوعي، يجد أنه أخلاقيتها المتجذرة، بل المتناسقة خلاياها وعناصرها (الجينية) المكونة.. فلا وطنية حقيقية بلا التزام أخلاقي ثابت وعميق، وحينما تنفصل الوطنية عن جوهرها الأخلاقي، تصبح محض انتهازية رخيصة تزيل الحدود، التي تفصل بين الإنسان والحيوان".
وبمفهوم أبلغ من ذلك قال جندي سعودي من أبطال الحد الجنوبي في لقاء تلفزيوني: "إن لم ندافع عن وطننا.. فلا نستحق أن نعيش فيه".. وكأني هنا بهذا الجندي الباسل يؤكد المعنى الأصيل للمواطنة الحقة فحينما يكون الأمر خاصاً بنزاع خارجي ولأجل المحافظة على حقوق يريد الآخر أن يهدرها على بلادي.. فإن وطني على حق دائماً وأبداً وإلى يوم يبعثون، ولا سبيل للتنازل عن هذا المبدأ.
وهنا وجب التأكيد أنه حينما يحضر الوطن بكل تجلياته تسقط كل التحديات والعوائق، ولا بأس من تغيير المفاهيم والعلاقات لأجل هذا الوطن، بل والحب والكره والصداقة والعداوة، وان كنا مع تمسكنا بالمبادئ الإسلامية الحقة والأخلاق النبيلة في التعامل والتواصل وحتى التضاد والتحارب.. بشرط أن لا يكون فيها أي إضرار للوطن.
نعلم علم اليقين أنّ وطننا مثالي وتلك ليست مبالغة أو اعتداداً بالنفس، بل لأن التاريخ نفسه يثبت ذلك، فلم يعرف قديماً وحديثاً أن السعودية بلد معتدٍ أو مثير فتن وصانع فرقة، وحينما تكون ردة فعل بلادي تجاه ضرر طالها فمن منطلق سلامة نهجها أن يكون كل من على أرضها خط الدفاع الأول عنها.. وحتى لو كان الاعتداء لفظياً فلن استغرب حينما تكون أعلى الردود عالمياً وبـ"ترندات" لافتة قد صدرت من السعودي تجاه من أراد الإساءة لبلاده وقادتها.
اذن نحن هنا في المملكة العربية السعودية لا يلتبس علينا مفهوم الوطنية وندركه جيداً من منطق الحق واتباعه، نَهُبّ مدافعين عن قيمنا والحقيقة الصادرة منّا، والثبات مع قادتنا في خندق واحد، نرفض المساس بمصداقيتنا وأخلاقنا المتجذرة.. نعمل بما تربينا عليه من مجموعة الأدبيات السامية المتجذرة من الأباء والأجداد، من يدرك ذلك الأكيد أنه يعي جيداً أن لا وطنية صادقة بدون التزام أخلاقي بمبادئ الوطن وأهل الوطن وقادته.. منها تعلّمنا كيف نضع حداً فاصلاً وحاسماً بين الصح والخطأ بين المبادرة المدروسة والتهور، رسّخ فينا كيف نحافظ على هويتنا وكيف نستمر منتصرين لها.
الأهم في القول إن وطننا ليس ممر عبور وصرف أموال، والتقاء مصالح نستطيع أن نستبدله متى ما شئنا، بل هو حياة والتزام أبدي نتمتع بخيراته، ونلتزم له بحمايته.. ومتى ما احتاجنا نندفع تاركين كل المتع والامتيازات وما تريده النفس من خيرات خلفنا ووراء ظهورنا، فنحن نحب وطننا وقيادته، في ارتقائه وتراجعه، في حربه وسلمه، ولا خير فينا إن لم نكن كذلك.




http://www.alriyadh.com/1873261]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]