المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : متع لن يفهمها أهل المستقبل



المراسل الإخباري
03-15-2021, 10:55
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png أن تأوي إلى مضجعك مرتاح البال بلا جوال، لا هم لك إلا الاستغراق في النوم، أو مسامرة إنسان حقيقي بجانبك، أو قراءة كتاب، ولا رسائل ولا مسؤولية الردود عليها والأخبار القاتمة التي تودع بها يومك.
أن تمسك بكتابٍ ورقي وتقرأه صفحة صفحة، تركيزك كله عليه، ليس يشغلك عنه برنامج محادثة أو إيميلات كل عدة دقائق ولا روابط إنترنت مشتتة.
تذهب في رحلة برية أو في الطبيعة فتستمتع بها حقاً، تندمجان، ولا يعكر عليك جهاز صغير ينقلك من الطبيعة الجميلة إلى عالم رقمي بارد.
تلعب بألعاب الفيديو في أوقات محددة لأنك لا تستطيع أن تحملها باستمرار، فتصير متعتها أعظم بدلاً من أن تنقلها معك في كل مكان وفي جوالك غيرها عشرات الألعاب الأخرى، فضاع الغموض والإبهار وقلّت المتعة والتشويق. ألعاب صخر وأتاري وكوليكو وسيغا وننتندو القديمة كان لها نكهة رائعة ساحرة.
تجلس مع قريب أو صديق فينصب اهتمام كلٍّ منكما على الآخر فقط، تنصت له، ينظر إليك، باله معك، انتباهك له. اليوم يجلس الناس بجانب بعضهم ولكن كل عدة دقائق يطل جوال أحدهم بوجهه القبيح ليقطع التواصل ويشتت الانتباه ويفصل الناس عن بعضهم، حتى ما كأنهم تجالسوا بل كأن بينهم قاراتٍ كاملة من البعد.
إذا أخذت إجازة من العمل كنت فعلاً في إجازة، لا يفكر العمل في الوصول إليك حتى ولا يرغب بذلك أصلاً لأنه يعرف أنه من غير اللائق أن يتصلوا على هاتف منزلك لشأن عادي من شؤون العمل، أما اليوم فلو غبت خمس دقائق فقط لتقضي بعض شؤونك أو لتأتي بكوب قهوة، يستطيع العالم كله أن يتواصل معك ولو كانوا في دول أخرى.
المجلات والكتب والأفلام والقصص المصورة والمسلسلات والموسيقى لها أماكن وأوساط وأوقات معينة، لا تستطيع أن تستمتع بها في كل وقت ومكان كاليوم، هذا الشُّح جعل لها لذة لن يعرفها اليافع اليوم الذي يضغط زراً فيأتيه ألف فيلم وعشرة آلاف مسلسل ومليون أغنية وأرشيف هائل من القصص المصورة والكتب والمجلات الرقمية. الوفرة قتلت تميّز الفن.
أفتقد تلك الأيام، لكني سعيد أني عشتها، عوضكم الله خيرا يا أهل المستقبل!




http://www.alriyadh.com/1874958]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]