المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التسارع المحمود.. وعدوه



المراسل الإخباري
03-16-2021, 06:56
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png المراقب الحصيف للحياة الجديدة، في كل العالم، يمكنه أن يميز السمة الأبرز عند البشر؛ وهي الإيقاع السريع.
نستطيع الدفع بهذا التوصيف في سياقه الإيجابي أو السلبي، حيث يعتمد التصنيف على السياق، والمخرج النهائي، وتأثيرات هذا التسارع على محيطه الكلي.
قد يأتي التسارع كفكرة أساسية ملحة تسبب العديد من النتائج، وفي مواضع أخرى يكون مجرد نتيجة لعوامل وإرهاصات متنوعة، وهذا الخلط بين المفهومين في التعاطي معه؛ يوجد ما يمكن وصفه بـ»وهم التسارع»، التذبذب واللا توازن، وعدم التمييز بين الأمرين، ما يفضي إلى نتائج معكوسة، أو جريان للحظات أو المخرجات بوتيرة أسرع من الطبيعي.
«البدائل التقنية» هي الأرضية لكل هذه التحولات، تستطيع التقنية أن تحرق الوقت في الإنتاج، وخلق التنوع في خيارات الوصول للنتائج النهائية، ما أفضى - بشكل مباشر وغير ذلك - إلى رغبة ملحة (في دواخلنا) لإيجاد طرق مختصرة، أو لنقل أسرع، لأي نقطة، بغض النظر عن جودة الطريق وطريقته.
الفكرة الأخرى، كما أظنها تأتي ثانية، هي معضلة «فرز الأولويات»، التداخل بين ما نريده وبين ما يمكن فعله، بين ما نرغب به وما توفره الحياة لنا، ما يسبب تشتيت قوائمنا الذاتية الخاصة، ويربك التمرحل التقليدي للأشياء، ويدفع بنا للركض أكثر من المفروض، أو البطء أقل مما يجب، كتسارع معكوس.
النقطة الثالثة، هي طرق التواصل الحديثة، لا يمكن نفي قدرة الشبكات الاجتماعية (بمختلف الأساليب والتصاميم) على تغيير سلوكنا في التواصل، سواء برغبتنا أو من دون، فيما يتعلق بماهية التواصل «المتن» أو بكيفيته «الهامش»، وطبيعة الصورة المتشكلة عن الحياة المثالية.. وهي الفخ الكبير للجري المرتبك.
أظن أن المشكلة الأهم، أو القضية الأكبر، هي «هوس المنجز»، والرغبة بالوصول سريعًا، من أجل غايات كثيرة، بعضها سامية وغيرها استعراضية، ما أدت بشكل كبير إلى خلط وتداخل بين ما يمكن وصفه منجز وبين ما هو منتج طبيعي، وكل هذا يجبرنا على إعادة تعريف صورة المنجز في أذهاننا، وتصديرها من جديد، لتكون معينًا على التركيز.
«التسارع» ليس سيئًا، ولا جيدًا، إنه يعتمد بالكامل على نتيجته، وما نريد، ومحصلته الكلية النهائية، والسلام..




http://www.alriyadh.com/1875127]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]