المراسل الإخباري
03-17-2021, 12:06
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png ما شأن هذه الغواصة؟ إنها صورةٌ غامضة!
مخطط تصميمي لغواصة، معلق على جدار هذا المقهى، الخلفية زرقاء، المخطط أبيض، كأنه مخطط البيت قبل بنائه، بيتٌ في عمق البحر، فيه يعملون وينامون ويأكلون، لكن المفارقة أنهم غالبا لا يستطيعون أن يسبحوا!
الإنسان يعشق الطبيعة، بل إنه يتضرر لو حُرمها فترات طويلة، منظر البحر يبهجه، الخضرة تبث فيه الحياة، ها قد غاص في درك المحيط، لا ليتشبع بالحياة بل ليبيدها، الغواصات حاملة الأسلحة النووية أفظع وسيلة تدمير صنعتها يد الإنسان، من قعر الماء المظلم تُطلق الصواريخ النووية معتمدة على تقنيات بالغة التطور فتقدر في لحظة أن تحرق مئة ألف روح، ناهيك عن الملايين التي ستموت فيما بعد من تبعات الانفجار، لم تطلق غواصة حتى الآن رأسا نوويا على أحد، لكن هذا هدفها، لهذا صُنِعَت تلك النوعية من الغواصات، هذه مهمة طاقمها، حتى الطباخ الذي يصنع الطعام للطاقم العسكري، يصحو وينام ليضمن أن آلة الدمار في وضعٍ تشغيلي عالٍ.
إنها أوهام البشر! كل منهم يعتقد أنه صالح المعدن، بل يرى أن جرائمه دررٌ نبيلة يجب أن يُشكر عليها، فلو قرأتَ ما قاله مجرمو الحرب في بعض الحروب الهائلة في القرن الماضي لوجدتَ نفس المنطق: إنه يلفّ ظلمه بعباءة الخير، ويتذرع بالوطنية، من أجلها يبيد وينحر ويحرق، هكذا يزعم، والوطنية من هذا براء، المذابح صُنعت باسمها، التعذيب باسم النضال، الاغتصاب باسم الدفاع عن الوطن، وحتى القنبلة النووية ألقيت على الأبرياء العزّل ليس مرة بل مرتين باسم الوطنية، وقد ذهب الطيار الذي ألقى الأولى إلى قبره غير نادم على فعلته.
أرى مخططكِ الجميل أمامي أيتها الغواصة، تحفة تقنية، علمٌ مدهش، وشرٌّ مريع، ليتك بقيت رسما تخطيطيا على الورق، فلعدمكِ خير من وجودك.
http://www.alriyadh.com/1875474]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
مخطط تصميمي لغواصة، معلق على جدار هذا المقهى، الخلفية زرقاء، المخطط أبيض، كأنه مخطط البيت قبل بنائه، بيتٌ في عمق البحر، فيه يعملون وينامون ويأكلون، لكن المفارقة أنهم غالبا لا يستطيعون أن يسبحوا!
الإنسان يعشق الطبيعة، بل إنه يتضرر لو حُرمها فترات طويلة، منظر البحر يبهجه، الخضرة تبث فيه الحياة، ها قد غاص في درك المحيط، لا ليتشبع بالحياة بل ليبيدها، الغواصات حاملة الأسلحة النووية أفظع وسيلة تدمير صنعتها يد الإنسان، من قعر الماء المظلم تُطلق الصواريخ النووية معتمدة على تقنيات بالغة التطور فتقدر في لحظة أن تحرق مئة ألف روح، ناهيك عن الملايين التي ستموت فيما بعد من تبعات الانفجار، لم تطلق غواصة حتى الآن رأسا نوويا على أحد، لكن هذا هدفها، لهذا صُنِعَت تلك النوعية من الغواصات، هذه مهمة طاقمها، حتى الطباخ الذي يصنع الطعام للطاقم العسكري، يصحو وينام ليضمن أن آلة الدمار في وضعٍ تشغيلي عالٍ.
إنها أوهام البشر! كل منهم يعتقد أنه صالح المعدن، بل يرى أن جرائمه دررٌ نبيلة يجب أن يُشكر عليها، فلو قرأتَ ما قاله مجرمو الحرب في بعض الحروب الهائلة في القرن الماضي لوجدتَ نفس المنطق: إنه يلفّ ظلمه بعباءة الخير، ويتذرع بالوطنية، من أجلها يبيد وينحر ويحرق، هكذا يزعم، والوطنية من هذا براء، المذابح صُنعت باسمها، التعذيب باسم النضال، الاغتصاب باسم الدفاع عن الوطن، وحتى القنبلة النووية ألقيت على الأبرياء العزّل ليس مرة بل مرتين باسم الوطنية، وقد ذهب الطيار الذي ألقى الأولى إلى قبره غير نادم على فعلته.
أرى مخططكِ الجميل أمامي أيتها الغواصة، تحفة تقنية، علمٌ مدهش، وشرٌّ مريع، ليتك بقيت رسما تخطيطيا على الورق، فلعدمكِ خير من وجودك.
http://www.alriyadh.com/1875474]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]