المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وزارة التعليم.. وتطوير المعلم



المراسل الإخباري
03-18-2021, 22:52
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
وُفِّق هذا البرنامج في التركيز على أهم عناصر العملية التعليمية ألا وهو المعلّم، فالمعلم رأس مال الاستثمار العلمي، ولو افترضنا أن القائم على جهة تعليمية وفَّرَ لها آليات ومقومات التحصيل العلمي ما سوى المعلم المناسب لرأينا أن لا طائل تحت جهده، وبالمقابل نرى أن المعلم الكفء يُستفادُ منه في أيِّ ظرفٍ كان..
العلمُ صفةٌ رئيسةٌ من خصائص الإنسان ومميزاته، وقد شرَّف الله تعالى أبا البشرية آدم عليه السلام بأن أظهر للملائكة تميزه بما علمه من الأسماء، واستنبأ الملائكة عنها فاعترفوا بأن لا علم لهم بها، فأذن لآدم أن يُنبئهم بها، ومنذ ذلك الحين كان العلم ميزةً تُشرِّفُ الإنسان، ولم تزل الدول المرموقة والمجتمعات المتحضرة تتنافس في التعليم، وتتفنن في وسائل تطوير معارفها، وأيُّ مجتمعٍ نجح في الارتقاء بأجيالها علمياً جنى ثمرات ذلك تطوراً وازدهاراً، ومنذ بزوغ فجر هذه الدولة المباركة المملكة العربية السعودية بدأت السير الحثيث في ميدان العناية بالتعليم، وأنجزت في ذلك إنجازات عظيمةً، ولم يزل التطوير جارياً، ومن أواخر الخطوات في ذلك ما خطته وزارة التعليم مشكورة في هذا الاتجاه بما يُسمّى (برنامج تطوير المعلم)، ويُرجى أن يسفر هذا البرنامج عن الكثير من النتائج المحمودة التي تعود على الوطن والمواطن بالخير والنفع العام، ولي مع هذا البرنامج وقفات:
أولاً: وُفِّق هذا البرنامج في التركيز على أهم عناصر العملية التعليمية ألا وهو المعلّم، فالمعلم رأس مال الاستثمار العلمي، ولو افترضنا أن القائم على جهة تعليمية وفَّرَ لها آليات ومقومات التحصيل العلمي ما سوى المعلم المناسب لرأينا أن لا طائل تحت جهده، وبالمقابل نرى أن المعلم الكفء يُستفادُ منه في أيِّ ظرفٍ كان، وإنما ميزة توفير الظرف المثلى له ليقوى عطاؤه، وإلا فأصل العطاء حاصلٌ متى وُجِدَ المعلم المناسب، وبناء على ذلك جاء هذا البرنامج لِيُسهم في تأهيل المعلم وتنمية ملكاته وقدراته؛ لتنضم كفاءته وقوة مستواه إلى سائر الإمكانات التي توفرها الوزارة في سبيل تعليم أبناء الوطن وبناته، فيحصل التكامل المنشود، وتتسارع مسيرة المملكة نحو الرقيِّ والازدهار، ويتنور دربها في التقدُّمِ بمشاعل من أنوار علوم مواطنيها، وفي ذلك مواكبة لرؤية المملكة (2030) الميمونة.
ثانياً: القـرارات الأساسية فـي سياسـة إعـداد المعلـم كانت في الصميم بحيث شملت النواحي التي من شأن الاهتمام بها أن يجوِّد أداء المعلم وقد شملت هذه القرارات:
(إعادة تطوير كافة برامج إعداد المعلم، رسم السياسات العامة لإعداد المعلم في مراحل التعليم المختلفة، تحديد المرجعيات المعيارية لتصميم وبناء برامج إعداد المعلم، تحديد اشتراطات القبول في برامج إعداد المعلم، ربــط مخرجــات برامــج إعــداد المعلــم باحتياجــات المناطــق الإدارية مــن المعلميــن فــي المراحــل والتخصصــات المختلفــة، حصــر برامــج إعــداد المعلــم فــي تســعة برامــج رئيســة، يتضمــن بعضهــا مســارات وفقــاً لمتطلبــات المراحــل الدراســية المختلفــة)، وهذه القرارات قد اتَّسمت بشموليتها لمراحل التعليم، ودقتها في آليات التطوير، وتركيزها على متطلبات التطوير بصورةٍ واقعيةٍ ومعقولةٍ، ولم تكن فضفاضة الجلباب مما آمنها من أن تَضِيعَ الجهود في زواياها، كما أنها مركزة عن الأولويات بحيث تَضْمَنُ عدمَ إهدارِ الجهود فيما لا ينبغي أن تُهدرَ فيه.
ثالثاً: يتوقع القائمون على البرنامج أن يتمتع خريجو البرنامج بخصائص بالغة الأهمية لتحسين مستوى التعليم، ومن تلك الخصائص:
1 - المقـدرة المعرفيـة العاليـة: وذلك بتوسعة مدارك الخريج في الجوانب الأساسية سواء منها اللفظية والكمية والتحليلية، وهذا يمدُّهُ بجزءٍ أساسيٍّ مما يحتاج إليه ليكون مربياً حاذقاً، ألا وهو ثراء الرصيد المعرفي وزيادةً على ذلك يمدُّهُ بوسيلة إيصال معارفه إلى طلابه بشكلٍ مناسبٍ، ومعلومٌ أن المهارة الأولى (المعرفية) لا تغني عن الثانية (اللفظية والتحليلية)؛ فالإبانة عن المعرفة بأسلوبٍ يُوضحها ميزة مستقلة، ومما دعا به نبي الله موسى عليه السلام لما أمر بإبلاغ الرسالة أن تُحلَّ عنه عقدة اللسان؛ ليفقهوا قوله، (قَالَ رَبِّ اشْرَحْ لِي صَدْرِي وَيَسِّرْ لِي أَمْرِي وَاحْلُلْ عُقْدَةً مِنْ لِسَانِي يَفْقَهُوا قَوْلِي).
2 - التمكــن فــي التخصــص: والتمكن في التخصص من أهم مقومات التعليم الناجح، ويمتاز المعلم المتخصص على غيره بأنه المتمكن من إيصال المعلومة على الوجه الدقيق، وهو الـمُفرِّقُ بين لُبِّ المادة وقشورها، وغوامض العلم لا يُذلِّلُ صعوبتها إلا من خَبَرَهَا وتخصَّصَ فيها.
3 - الإيجابية: وتشمل الـمُثُلَ العليا التي ينبغي أن يتحلَّى بها المعلم باعتباره قدوة طلابه، ومن ذلك التفكيـر البنـاء والتفـاؤل وإحسـان الظـن والتركيز على العمـل والإنجاز، والمعلم الإيجابي بركة على تلامذته، وكم منا من لا يزال يشعر بطاقة معنوية تدفعه إلى الإمام قد استمدَّها من لفتةٍ إيجابيةٍ رآها من معلمه، ولا ينطفئ نور تلك اللفتة الإيجابية بمرور السنين.
4- المسـؤولية: وغرس المسؤولية في نفس المعلم مهم جداً؛ إذ به يدرك أن وظيفته أم الوظائف وأساسها، فيركز على إتقانها موقناً أنه يؤدي واحدة من أعظم المهمات.
5- التعاون: وهو روح العمل الجماعي أيًّا كان، والتعليم من أحوج الأعمال إليه؛ لأنه عمل تراكمي الحصيلة.
6- التأمـل: وبه يستفيد من أهل الخبرات من زملائه ومن المشرفين، بل ومن كُلِّ مُبدعٍ يراه أو يقرأ عنه.




http://www.alriyadh.com/1875590]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]