المراسل الإخباري
03-25-2021, 16:38
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png رحيل الكاتبة نوال السعداوي أوحى لي بالموضوع، فليس هناك مثل أكبر على شجاعة الكاتب من نوال السعداوي التي جاءت من قرية صغيرة لتقول فقط بالكتابة لا، وتثير كل هذه الصدمات، فقط بالكلمات، والعجيب أن يشبهها أحدهم بإرهابي بينما هي لم تدعُ إلى حروب ولم تلوث يديها سوى بحبر الأوراق.
كل كتابة كاشفة تحوي بعضا من شجاعة، كل كتابة لها معنى فيها قدر من الشجاعة؛ لأن الكاتب لو كان سيقول المألوف والمعتاد وما يوافق الناس عليه ويهزون عليه رؤوسهم، لأنه يكرر ما فيها، فما الداعي له. لكن مقدار الشجاعة والقدرة على المصادمة يختلف من كاتب لآخر. والموضوع أيضا. وموضوع حقوق النساء دائما صادم، للرجال والنساء على حد سواء، أعرف ذلك لأنني وأنا صغيرة في العمر كنت أنظر لنوال السعداوي باستهجان، وأنظر إلى آرائها وأتعجب.
الآن بعد أن كبرت، أدرك مدى شجاعتها وجرأتها، أقارن بين الأزمان وأقول كيف استطاعت أن تعلن كل ما يجول في عقلها، من دون فلتر، من دون مراجعة من خوف أو قلق. الآن أدرك، وأعرف كم نحن الكتاب نداري ونلطف ونجمل ونغلف كتاباتنا كي تصبح مقبولة وغير صادمة. وكم هو الفرق بيننا وبينها كبير.
حتى الآن، الكثير وهم يرثونها يذكرون ضمن الرثاء على الرغم من اختلافي معها في الكثير من الأفكار، يكتبون هذه العبارة كي لا ينتقدهم الآخرون الذين يكرهون ويحاربون نوال السعداوي لأفكارها المجنونة، التي كانت تفلتها من دون عقال طوال حياتها. وهم ليسوا مضطرين لكتابة هذه العبارة، لأننا جميعا نختلف، من الطبيعي جدا أن لا أؤمن بكل أفكار كاتب ما أو ما يقوله، من الطبيعي جدا أن أنتقده في فعل ما أو ممارسة ما، لا يعني إعجابي بكاتب أن أهز رأسي لكل ما يقول، لأن الكاتب المهم هو الذي يدفعك للتفكير، يخلق لديك الرغبة في السؤال، لذلك حين ترثيه لا يعني ذلك أنك هززت رأسك ووافقت على كل ما كتب وقال طوال حياته، أنت فقط تودع شخصا قال كلمته ومضى. وكاتب بشجاعة نوال السعداوي أنت تحيي شجاعتها فيما كانت تكتب وشجاعتها في إثارة التساؤلات في رؤوسنا، بغض النظر عن رفضك بعدها لآرائها. يمكنك أن تحيي نفسك بعدها لقدرتك على النظر والاستماع إلى ما يقوله شخص مهما كان بالنسبة لك موغلا في رفض كل ما تؤمن به، لأنه لم يرغمك على تقبله، لم يخضعك تحت قوة السلاح ولم يجبرك لاعتناق ما يقول، هو فقط طرح الموضوع، بإمكانك أن ترفض، ببساطة. لكن. حين يكون العالم ضده، يمكنك أن تحييه على قدرته على طرح الموضوع، في عالم، يشبه الكاتب بالإرهابي.
http://www.alriyadh.com/1876867]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
كل كتابة كاشفة تحوي بعضا من شجاعة، كل كتابة لها معنى فيها قدر من الشجاعة؛ لأن الكاتب لو كان سيقول المألوف والمعتاد وما يوافق الناس عليه ويهزون عليه رؤوسهم، لأنه يكرر ما فيها، فما الداعي له. لكن مقدار الشجاعة والقدرة على المصادمة يختلف من كاتب لآخر. والموضوع أيضا. وموضوع حقوق النساء دائما صادم، للرجال والنساء على حد سواء، أعرف ذلك لأنني وأنا صغيرة في العمر كنت أنظر لنوال السعداوي باستهجان، وأنظر إلى آرائها وأتعجب.
الآن بعد أن كبرت، أدرك مدى شجاعتها وجرأتها، أقارن بين الأزمان وأقول كيف استطاعت أن تعلن كل ما يجول في عقلها، من دون فلتر، من دون مراجعة من خوف أو قلق. الآن أدرك، وأعرف كم نحن الكتاب نداري ونلطف ونجمل ونغلف كتاباتنا كي تصبح مقبولة وغير صادمة. وكم هو الفرق بيننا وبينها كبير.
حتى الآن، الكثير وهم يرثونها يذكرون ضمن الرثاء على الرغم من اختلافي معها في الكثير من الأفكار، يكتبون هذه العبارة كي لا ينتقدهم الآخرون الذين يكرهون ويحاربون نوال السعداوي لأفكارها المجنونة، التي كانت تفلتها من دون عقال طوال حياتها. وهم ليسوا مضطرين لكتابة هذه العبارة، لأننا جميعا نختلف، من الطبيعي جدا أن لا أؤمن بكل أفكار كاتب ما أو ما يقوله، من الطبيعي جدا أن أنتقده في فعل ما أو ممارسة ما، لا يعني إعجابي بكاتب أن أهز رأسي لكل ما يقول، لأن الكاتب المهم هو الذي يدفعك للتفكير، يخلق لديك الرغبة في السؤال، لذلك حين ترثيه لا يعني ذلك أنك هززت رأسك ووافقت على كل ما كتب وقال طوال حياته، أنت فقط تودع شخصا قال كلمته ومضى. وكاتب بشجاعة نوال السعداوي أنت تحيي شجاعتها فيما كانت تكتب وشجاعتها في إثارة التساؤلات في رؤوسنا، بغض النظر عن رفضك بعدها لآرائها. يمكنك أن تحيي نفسك بعدها لقدرتك على النظر والاستماع إلى ما يقوله شخص مهما كان بالنسبة لك موغلا في رفض كل ما تؤمن به، لأنه لم يرغمك على تقبله، لم يخضعك تحت قوة السلاح ولم يجبرك لاعتناق ما يقول، هو فقط طرح الموضوع، بإمكانك أن ترفض، ببساطة. لكن. حين يكون العالم ضده، يمكنك أن تحييه على قدرته على طرح الموضوع، في عالم، يشبه الكاتب بالإرهابي.
http://www.alriyadh.com/1876867]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]