المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : تخاريف كورونية



المراسل الإخباري
03-26-2021, 20:58
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
إن اختيار هيئة الترفيه -بقرار معالي تركي آل الشيخ- لفضاءات الصحارى للموسم القادم مثال حي على القدح الذهني وابتكار المشروعات ذات النكهة السعودية الوثابة، وبنت المكان مثلما يقال، أيضا هي فكرة تدر استثمارا متوائما مع الرؤية الاستثمارية للمشروعات الجديدة في المملكة..
كنا في مجالس الماضي القريب، نتحدث بكل صدق وبوفاء وشيمة ومروءة، وبكل المعاني التي يشترط أن تكون من سمات الفروسية العربية، ولكن إذا ما رام هذا الكلام بعض من النقيصة نسمعهم يقولون للمتحدث حينها: (ياخي يا حسرتي عليك)!
حينها يتراجع المتحدث ويعرف أنه مال بعض الميل مما قد ينتقص بتحَّسُر المجلس عليه كنوع من التنبيه، وهي كارثة إذا ما تحسرت (أسفت) مجالس الرجال على رجل يقدرونه حق تقديره!
من مطالعتنا لما ينشر ولما يقال ويرى ويسمع عما يطلقون عليه سياحة (الريف الأوروبي) نجد أنه أصبح نوعا من الماركات العالمية التي تدور رحاها بين عجلات التسويق العالمية للسياحة.
والحقيقة أنه يكتنفه نوع من المصداقية والاستحسان، فالكل يعرف كيف يكون جمال الريف الأوروبي سواء على مستوى الشكل أو حتى على مستوى المحتوى من متعة بصرية ووجدانية وثقافية ومعرفية أيضا.
الحكاية كلها تسويق (براند) يدور في حلوق البشرية ينتشر مع دوامات الهواء أشد من انتشار كورونا في التجمعات! ولكن -ومع علم (كُهان التسويق)- نجد جيوبنا تنتفخ لتفرغ حمولتها في الأرياف الأوروبية، نتاج ما أصابنا من لوثة الخروج لكل ما هو مألوف وتباهٍ بالأجنبي كما يسمونه في الثقافة الأوريانتالية بـ(عقدة الخواجة) وبطبيعة الحال، الكل ينتظر إفراج كورونا وفتح المطارات أو نجاح التطعيمات أيهما أقرب! مما يذكرنا بأنفسنا نحن ننتظر جرس الفسحة في فناء المدرسة!
ولعل من هذه المقدمة الطويلة يكون القارئ العزيز قد استشف كُنْه المقال، بأننا يجب أن نفيق لما بين أيدينا من ثروات تحمل تقاسيمنا نحن، وفيها عطر أجدادنا ثم عودة المنفعة على بلادنا إن كان الواحد منا مهموما باقتصاد بلاده.
لقد كانت هذه الأمنيات ممكنة فيما مضى ولكن في أطر محددة، لكننا الآن -ومع تأسيس وزارة السياحة بشكل كبير وبحسب رؤية 30/20- نجد أن السياحة السعودية تفتح مصراعيها للسياحة العالمية.
لم يكن قرارا جزافيا بقدر ما هو قرار يتكئ على علم ومعرفة بمقدراتنا السياحية والتي يعلمها المتخصصون ويعملون ليل نهار في البحث عن سبل ترويج لائق يليق بمكانة المملكة وبوضعها على الخارطة العالمية في هذا الصدد.
لكن هنا أفكار لا بد أن تولد، ومشروعات يجب أن تبتكر، وعقول قداحة، يجب أن تقدح الجديد الذي لم يولد بعد.
إن اختيار هيئة الترفيه -بقرار معالي تركي آل الشيخ- لفضاءات الصحارى للموسم القادم مثال حي على القدح الذهني وابتكار المشروعات ذات النكهة السعودية الوثابة، وبنت المكان مثلما يقال، أيضا هي فكرة تدر استثمارا متوائما مع الرؤية الاستثمارية للمشروعات الجديدة في المملكة، كما أن ولع العالم كله بالصحارى كبير كما يعشقها أيضا المواطن السعودي كل ذلك في هواء طلق ومناخ صحراوي يتماشى مع أمان متاح من هذه الجائحة اللعينة.
بالرغم مما تحدثنا عنه من نجاح يعود إلى هيئة الترفيه، إلا أنه من الضروري للغاية تداخل هذه الهيئات كتعامل وبروتوكولات يجب أن تُتخذ، لأنها جميعها ذات اشتباك علمي ومعرفي وتنفيذي أيضا.
إن لدينا مقوما مهما لما يفي بصناعة سياحة تحت شعار (سياحة الريف السعودي) ليصبح هذا المسمى علامة تجارية سياحية استثمارية عالمية جاذبة لكل سياح العالم وهذا لعدة أسباب منها:
شغف السائح الأجنبي بمعرفة عالم يجهله (الريف في السعودية) بعاداته وتقاليده وجمالياته وطبيعة أهله، السبب الثاني هو غرائب الريف السعودي عن كل ما كان يتخيله السائح العالمي على أن السعودية أرض صحراوية متصحرة، غير ذي دراية بأن الريف السعودي مليء بالشلالات وبالأمطار والمساحات الشاسعة من النخيل والبساتين والهضاب السيالة بأنهار من العسل، والمحميات النادرة وكل الخيال المثار حول هذا العالم الذي لم يعرفه العالم بالرغم من أنني سجلته بالصور بالتحليل بالتفسير في موسوعتي (الجزيرة العربية المكان الإنسان).
هذا من ناحية الشكل (form) أما أهم ما فيه كمضمون فطبيعة الشخصية في الريف السعودي والتي لم تُكتشف بعد، ولم تختبرها وزارة السياحة، وأعتقد أن هذا سيكون مشروعا كبيرا حين يطلق تحت شعار(سياحة الريف السعودي) بل سيكون له أثره الكبير على اقتصاد أبناء الريف والعاملين في هذه الحقل بالإضافة إلى تحسين صورة المملكة وتغيير النظرة النمطية على أنها أرض النفط والجِمال وبيوت الشعر فقط لا غير.
أتذكر أنه طلب منى فكرة مشرع سياحي في منطقة عسير حينها قدمت فكرة مشروع (الممشى) للتسابق العالمي وتتلخص فكرته في إنشاء ممشى بمحاذات جبال عسير ذلك لتنوع كل الأجواء في هذا المكان من مرتفعات ومنخفضات وأمطار وغابات كل تناقضات الرؤية البصرية. ثم تنشأ على جانبيه الاستراحات والمقاهي المحطات وكل ما يحتاجه المتسابق من أساليب الراحة إذا ما احتاج لذلك. ويوضع نصب تذكاري في آخر الممشى ينقش عليه اسم المسابق في احتفال عالمي كبير يعد له من قبل هيئة الترفية وهيئة السياحة بكل عناصر الجذب السياحي.
كل هذه أفكار تُلقي الإضاءات على كيفية الصناعة التي أصبحت السياحة أحد دواليبها في هذا المضمار والتي يجب أن نستثمر الفضاءات المفتوحة لدينا في غضون هذه الجائحة كوسيلة تسويق وكعنصر من عناصر الجذب أيضا.
من هنا نستطيع أن نضيف البيئة الريفية الطبيعة، التي تشكل السحر الطبيعي غير الصناعي الذي تنشئة كثير من الشركات العالمية كنوع من ريف زائف مصنع على غرار ماكيتات على طاولات المشروعات بلا طعم ولا حس بالطبيعة البكر الصادقة.




http://www.alriyadh.com/1877106]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]