تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : مستقبل مشرق



المراسل الإخباري
03-27-2021, 04:02
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png بإلقاء مسرحي جميل أبهر محمد ابن الأربعة عشر عاماً لجنة مكونة من أدباء فرنسيين بقراءته فقرة من كتاب البؤساء لفيكتور هيغو، في برنامج "المكتبة الكبيرة" لفرانسوا بيسنال، وبثقة نفسٍ عالية مثيرة للإعجاب شرح لماذا اختار فقرة تروي مصير "غافروش" إحدى شخصيات الرواية الشريرة.
كان واضحاً أن الصبي موهوب، لكن ما نفع الموهبة لو أن الصبي ذي الأصول المغاربية لم يتواجد في الزمن والمكان المناسبين لاحتضان موهبته؟
بإمكاننا اعتبار محمد واحداً من المحظوظين الذين حالفهم الحظ ليكونوا ضمن المنطقة الشمالية للبحر الأبيض المتوسط، لأنه لو ظلّ في واحد من بلدان الشمال الإفريقي المتواجدة في جنوبه لاحتاج لمعجزة ليكون بالصورة التي أطل بها في مسابقة بيسنال.
تراجع التعليم في بلدان عربية كثيرة، أثر بشكل كارثي على مستوى الأجيال الجديدة، التي لا نكفُّ عن اتهامها بالتقصير الدراسي وإدمان ما تقدمه لهم هواتفهم الذكية من سخافات.
لكن في الواقع، يرى اختصاصيون أنه لا يوجد تعارض بين استخدام الشاشات والقراءة. فالمراهقون في هذا العمر تثيرهم القصص الجيدة وتجذبهم إذا ما توفرت ونُبِّهوا إليها. ففي استطلاع قام به المركز الوطني للكتاب في باريس أظهر أن فئة الشباب هي الأكثر رغبة في الحصول على مزيد من الوقت للقراءة، بنسبة 80 % لمن تتراوح أعمارهم بين 15 – 25 سنة، مقابل 69 % لجميع الأعمار.
في خلال هذه الدراسة عبّر كثيرون عن صعوبة تخلصهم من شاشاتهم، لكنهم بالمقابل عبروا أيضاً عن سعادتهم حين يتممون قراءة كتاب، ويجدر بنا هنا أن نشير أن المدارس والجامعات في أغلب البلدان المتقدمة إمّا تفرض كتباً أدبيةً على طلابها خلال الموسم الدراسي قد تصل لاثني عشر كتاباً، أو تقدم لهم مادة حول الكتابة الإبداعية أو تاريخ الأدب أو ماشابه ذلك، وهي مواد تجعل الطالب يكتشف قدرة الأدب على صنع رؤية مستقبلية تعزز معارفه وتجاربه الخاصة لخوض الحياة.
يجدر بنا أيضاً الإشارة إلى أن مجهودات توجيه الطلاب للقراءة لا تخص المدارس فقط، إذ على مدار السنة يلتزم مكتبيون، وأمناء مكتبات، وبائعو كتب، وهواة قراءة مسؤولون عن نوادٍ تخص الكتاب، ينظمون لقاءات ومناقشات بحضور مؤلفين، يتبادلون أفكارهم بشأن قراءاتهم، ويمنحون الفرصة لمراهقين لقول آرائهم ما يشعرهم بأهميتهم، وارتباط تلك الأهمية بما يقرؤون.
إن ما يسعد المراهق أيضاً هو إثبات حضوره كشخص غير مهمش، وهذه خطوة أخرى من أهم الخطوات التشجيعية التي تجعله يهتم بالقراءة، إذ تكفيه شاشة هاتفه وتطبيق مثل الزوم ليجد نفسه في جلسة جادّة مع أشخاص مهمين لتبادل الأفكار.
تخلص الدراسة السالفة الذكر إلى أن "مستقبل القراءة مشرق" وفي إشارة مهمة جداً، تضيف أن الأجيال الجديدة تقرأ لتعرف، وليس لتتسلى، وأنها تفرّق بين الكتاب (المعرفة) والشاشة (التسلية) بقي على الكبار أن يفهموا ذلك.




http://www.alriyadh.com/1877193]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]