المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الحفاظ على المياه حفاظ على الحياة



المراسل الإخباري
04-04-2021, 21:03
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
المؤسف أننا اليوم مع نعمة تيسير الماء لا نتفكر من أين تأتينا تلك المياه؟ وكيف يكون الحال إن لم نحافظ على بقائها واستمرارها؟ وما السبيل للحفاظ عليها إن لم نتثقف ونقرأ ونطلع ونتعلم ونعلّم وسائل الترشيد واستخدام المياه؟..
العبث بالحياة ولو لمجرد لحظات منها، أمر لا يتقبله أحد، ولا يرضى أحد أن يوصف بالعبث، ولن تجد أحدًا مستعدًا للعبث ولو بلحظات من أيامه، تلك الحياة التي وهبها الله لنا نعمةً من عنده، كان أساسها الماء، والله قادر أن يجعلنا خلقًا آخر من الصخور والجماد خاليًا من الحياة، لا ندري بوجودنا ولا نشعر بشيء مما حولنا، فأراد الله أن يجعلنا هكذا أحياء، نشعر ونحس ونتنفس، ونفرح ونحزن، واختلفت ألسنتنا واختلفت ألواننا، ولكن تجمعنا الحياة بإنسانيتنا، وتجمعنا مع الخلق بحياتنا "كمخلوق أساس حياته على الماء" «وجعلنا من الماء كل شيء حي»، وفي الصحيح عن النبي صلى الله عليـه وآله وسلم "بينا رجل يمشي، فاشتد عليه العطش، فنزل بئرا، فشرب منها، ثم خرج فإذا هو بكلب يلهث يأكل الثرى من العطش، فقال: لقد بلغ هذا مثل الذي بلغ بي، فملأ خفه، ثم أمسكه بفيه، ثم رقي، فسقى الكلب، فشكر الله له، فغفر له "، قالوا: يا رسول الله، وإن لنا في البهائم أجرا؟ قال: "في كل كبد رطبة أجر"، وهذا الفعل من هذا الرجل، وحفظ هذه القصة وقص النبي صلى الله عليه وسـلم لأمته، لم يكن شيئًا عابرًا بل هو أساس للتذكير بهذه النعمة العظيمة، التي بفضلها دخل هذا الرجل الجنة، وبها أنقذ الله على يديه روحًا حيّة.
وذكر الماء في القرآن كأساس للحياة في الدنيا والآخرة، أما كونه أساس الحياة في الدنيا، فواضح «وجعلنا من الماء كل شيء حي» فلا يقدر مخلوق على الاستغناء عن الماء، وأما كونه أساس الحياة في الآخرة، فواضح أيضًا في قول النبي صلى الله عليه وآله وسلـم: "لا يقبل الله صلاة أحدكم بغير طهور". وقد جعل الماء الأساس في الطهارة «وأنزلنا من السماء ماء طهورا» وقال «ليطهركم به»، فالدخول في الصلاة وفي العبادات هو حقيقة باب الدخول إلى الجنة.
ولكننا نجد شيئًا يختلف، لا أقول قليلاً، بل كثيرًا وكثيرًا، فقد كانت صعوبة الحصول على شربة ماء تحفزهم على الحفاظ على مصادر بقائهم وحياتهم، فقد كانت آبار وعيون تغذيهم بالماء، ربما بعيدة عن بيوتهم، وغير آمنة من عبث الحيوانات والطيور، ومع ذلك، يفرض عليهم واقعهم غض الطرف عن كل معيب فيها، ولم يغضوا الطرف عن أهمية تكريمها والحفاظ عليها.
واليوم تطور الحصول على هذه النعمة بتطور التقنيات الحديثة، فليس هناك قِرَب ولا دلاء، ولا آبار مكشوفة تلقى فيها مخلفات البشر، بل هناك مياه تصل إلى بيوتنا، وبمجرد ضغط مكبس في الجدار، يأتيك "ماء نقي" وليس ذلك وحسب، فقد تفننت الشركات والمصانع في تنقية الماء من الأملاح والميكروبات التي لا نراها، فأصبح الناس لا يشربون إلا ماءً معقمًا، وبوسائل أغنتهم عن البكور في الفجر، لحمل المياه إلى البيوت، كما كان يفعله الأسلاف، بل لنا أن نتصور نبيًّا من الأنبياء ينزع ماءً «فَسَقَى لَهُمَا ثُمَّ تَوَلَّى إِلَى الظِّلِّ فَقَالَ رَبِّ إِنِّي لِمَا أَنْـزَلْتَ إِلَيَّ مِنْ خَيْرٍ فَقِيرٌ» فكم كانت تلك النزعات التي سقى بها موسى "القطيع"؟! وقد كانت عادة الأسلاف إلى وقت قريب، ولكن المؤسف أننا اليوم مع نعمة تيسير الماء لا نتفكر من أين تأتينا تلك المياه؟ وكيف يكون الحال إن لم نحافظ على بقائها واستمرارها؟ وما السبيل للحفاظ عليها إن لم نتثقف ونقرأ ونطلع ونتعلم ونعلّم وسائل الترشيد واستخدام المياه؟ فنحن أمة المليار، ولو أن كل فردٍ منّا أسرف لترًا واحداً في يومه لكان "مليار لتر من الماء" في اليوم الواحد تذهب هدرًا، فكيف بكثرة الأيام وكثرة الجهل واللامبالاة؟! وعلى مستوى الوطن لك أن تحسب كم مقدار ما يهدر من المياه، إن لم نمتثل لترشيد الاستخدام؟ هذا، والله من وراء القصد.




http://www.alriyadh.com/1878665]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]