المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مرآة العمل المؤسسي



المراسل الإخباري
04-04-2021, 21:03
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png إذا نظرنا بدقة إلى عمل أي مؤسسة، فإن عملها مرآة لها. تزور موقعا إلكترونيا، تتصل بالهاتف المجاني لطلب خدمة ما، تشاهد إعلانا، كل ذلك يدل بطريقة أو بأخرى على ثقافة المؤسسة، وكلما كان العمل مرتبطا بالعمل الجماعي كان العمل صورة أقرب لشخصية المؤسسة، عند ذلك يكون عمل الفريق كما لو أنه صورة للمؤسسة بلغة أخرى تتشكل من مادة يتمازج فيها المادي بالمعنوي، والمدرك باللامحسوس، والواقعي بالرمزي، وإذا أخذنا تقرير مجموعة (ستاندش) الأخير عن مشروعات البرمجيات مثالا، فسنجد أن عوامل النجاح والفشل التي يطرحها التقرير كلها مرتبطة بثقافة المؤسسة وليس بالتقنية فقط.
يصف تقرير (ستاندش) الأخير ثلاثة عناصر لنجاح المشروع البرمجي أو التقني: الرعاية الجيدة، والفريق الجيد، والمكان الجيد. العنصر الأول والأهم الذي يشدد عليه التقرير هو الرعاية الجيدة، راعي المشروع هو عضو المؤسسة الذي يملك توفير الإمكانات المالية والبشرية والتقنية للفريق، وهو الممثل للمشروع والمدافع عنه عند الإدارة العليا أو مجلس الإدارة، وهو العنصر الذي يبث الروح في أعضاء الفريق، ويدفع بهم إلى الأمام لتجاوز العوائق المختلفة. العنصر الآخر هو الفريق الجيد، فمن دون فريق جيد يصعب تحقيق أي نتائج تذكر، فمع توفر القدرات التقنية العالية، ينصح التقرير بتكوين فرق صغيرة حيث يسهل التواصل بين الأعضاء وبناء الثقة. العنصر الأخير هو المكان الجيد، وهو كل ما يحيط بالمشروع من عناصر مساندة يوفرها المكان من بنية تحتية، أو نماذج منهجية، أو غير ذلك مما يندرج ضمن عوامل النجاح المساندة.
على عكس ما نتصوره أحيانا، فقد نظن أن النجاح التقني مرتبط بالمهارة أو المعرفة بأحدث الأدوات، لكن نجد العناصر المذكورة كلها ثقافية، وإذا نظرنا إلى العناصر الثلاثة، سنجد أنها ليست مقصورة على نجاح المشروعات التقنية إنما تشمل المشروعات كلها التقنية وغير التقنية.
وإذا عممنا نتائج التقرير إلى نطاقات أخرى في العمل المؤسسي، سنجد أن ما يصفه التقرير هو اختزال لسبل نجاح مؤسساتنا من خلال الفرق التي تتكون فيها، وإذا أدركنا أن عناصر النجاح هذه ليست تقنية بالمعنى المعتاد، إنما ثقافية إنسانية، ستتكون لدينا صورة مختلفة لما يجب علينا فعله مستقبلا.
إن ما أعلنه سمو ولي العهد مؤخرا عن أكبر استثمار في تاريخ الدولة بالشراكة مع القطاع الخاص، يعد فرصة للنظر بحرص لعوامل النجاح الحقيقية لمؤسسات المستقبل، إذا استثمرنا في التقنيات ولم نستثمر بمنهجيات العمل الحديث، في إعداد القيادات، في أفضل الممارسات؛ فلن تحقق استثماراتنا أثرا دائما، ما يجب أن نؤسس له اليوم هو أثمن ما يمكن أن يحققه أي استثمار، ذلك هو تأسيس ثقافة العمل المؤسسي في اقتصادنا، فإذا كان اقتصادنا يهدف إلى أن يصبح شعار (صنع في السعودية) شعارا للجودة، فعلينا أن ندرك أن منتجاتنا مرآة تعكس ثقافة العمل المؤسسي في بلادنا.




http://www.alriyadh.com/1878666]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]