المراسل الإخباري
04-23-2021, 12:40
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png وأنا في هذه السن المتقدمة، أيامي الرمضانية غالباً أصبحت ذات وتيرة واحدة؛ أدخل إلى فراشي بعد صلاة الصبح، وأفارقه عند صلاة الظهر؛ أما النوم فلم يعد كما كان، الراحة فيه غدت أقل من القلق، وكأن عمي «المتنبي»، تنبأ بمن هم في وضعي أو درجتي، وهو يقول: «على قلق كأن الريح تحتي!»، بعد الاستيقاظ انشغل بأمور عديدة حتى الرابعة عصراً، حيث يبدأ مشوار التسوق، أو الأكثر دقة؛ التجول على مهل في أحد المولات التجارية لساعة واحدة. في طريقي إلى المنزل اشتري الفول والفلافل والتميز واللبن وغيرها، من مقاضٍ تتكرر يومياً.
أعود من الخارج إلى مكتبي، لأقضي ساعة الكتابة اليومية التي لا أفارقها، إلا عند الشديد القوي من الظروف الاجتماعية أو الصحية. قبل كورونا كانت هناك سهرات في المنازل والمقاهي، سهرات على كل شكل ولون، رياضية وترفيهية وثقافية. الآن ليس أمامك إلا منزلك، وربما شارعك، لتمارس فيه رياضة المشي، إذا كنت من هواتها، حتى زيارات الأصدقاء أو الخروج مع بعضهم إلى مقاهي الرصيف، باتت تستلزم الحذر، فربما حضنك، أو اقترب منك، أحد المصابين، أو المخالطين، عفواً أو تهوراً. هذا ليس حالي فقط، ولكنه حال السواد الأعظم من الناس، فقد أقفلت الجائحة بالضبة والمفتاح، على عديد من منافذ الحركة الاجتماعية والاقتصادية والترفيهية، ولم يبقَ أمام الناس إلا أقل القليل، ليشعروا أن حياتهم ليست حلقة مفرغة، خالية من أي تجديد منذ أكثر من عام. أفضال محدودة لهذه الآفة منها؛ أنها أطلقت العنان لهواة صف الكلام وبثه، عبر وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية، ومعها أو قبلها رسخت دور وسائل التوصيل السريع والبطئ، من الداخل والخارج وبأسعار منافسة؛ وبناء على كل هذه المعطيات، التي فرضتها كورونا، أصبح الخاسر الأكبر عديداً من المنشآت التي تعتمد الخدمة المباشرة، ما انعكس على تسريح واسع للعمالة، وإقفال مطاعم وأماكن خدمات، وتوقف رحلات السفر والسياحة، حتى الجلوس على كرسي العمل في عديد من المرافق، افتقد الجالسين عليه، بعد أن أصبحوا يديرون ءمورهم، عبر وسائل التواصل الإلكترونية، وما حصل في المرافق الحكومية والخاصة حصل في المدارس، فتوقفت اللقاءات في الصف والمقصف والملعب، بعد أن أصبح البيت هو المدرسة، والوالدان هم هيئة التدريس، حالة سوف يبقى ظلها طويلاً في النفوس، بعد زوال الجائحة أو تقلصها.
أتأمّل هذا الوضع، وأنا أعيش أيامي الرمضانية؛ فيلبسني الاكتئاب، رغم أنني لم أعد ملزماً بأداء أي عمل، منذ ربع قرن تقريباً، مكتفياً بتقليب راتب التقاعد، والكتب والقلم وشاشة الكمبيوتر، ورياضة المشي، التي تحضر وتغيب، حسب الظروف والمزاج. إحساسي باستحالة الذهاب إلى دور الدرس، والمؤسسات الحكومية والخاصة، وتقلص الأعمال المباشرة، يشعرني بالضيق ويجعل الرتابة تطبق على رأسي ومفاصلي؛ هذه حالي فهل هي حال عامة الناس؛ يوم رمضاني، تأملوا فيه، لعلكم تجدون بعضاً من السلوى التي نفتقدها.
http://www.alriyadh.com/1882014]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
أعود من الخارج إلى مكتبي، لأقضي ساعة الكتابة اليومية التي لا أفارقها، إلا عند الشديد القوي من الظروف الاجتماعية أو الصحية. قبل كورونا كانت هناك سهرات في المنازل والمقاهي، سهرات على كل شكل ولون، رياضية وترفيهية وثقافية. الآن ليس أمامك إلا منزلك، وربما شارعك، لتمارس فيه رياضة المشي، إذا كنت من هواتها، حتى زيارات الأصدقاء أو الخروج مع بعضهم إلى مقاهي الرصيف، باتت تستلزم الحذر، فربما حضنك، أو اقترب منك، أحد المصابين، أو المخالطين، عفواً أو تهوراً. هذا ليس حالي فقط، ولكنه حال السواد الأعظم من الناس، فقد أقفلت الجائحة بالضبة والمفتاح، على عديد من منافذ الحركة الاجتماعية والاقتصادية والترفيهية، ولم يبقَ أمام الناس إلا أقل القليل، ليشعروا أن حياتهم ليست حلقة مفرغة، خالية من أي تجديد منذ أكثر من عام. أفضال محدودة لهذه الآفة منها؛ أنها أطلقت العنان لهواة صف الكلام وبثه، عبر وسائل الإعلام المسموعة والمقروءة والمرئية، ومعها أو قبلها رسخت دور وسائل التوصيل السريع والبطئ، من الداخل والخارج وبأسعار منافسة؛ وبناء على كل هذه المعطيات، التي فرضتها كورونا، أصبح الخاسر الأكبر عديداً من المنشآت التي تعتمد الخدمة المباشرة، ما انعكس على تسريح واسع للعمالة، وإقفال مطاعم وأماكن خدمات، وتوقف رحلات السفر والسياحة، حتى الجلوس على كرسي العمل في عديد من المرافق، افتقد الجالسين عليه، بعد أن أصبحوا يديرون ءمورهم، عبر وسائل التواصل الإلكترونية، وما حصل في المرافق الحكومية والخاصة حصل في المدارس، فتوقفت اللقاءات في الصف والمقصف والملعب، بعد أن أصبح البيت هو المدرسة، والوالدان هم هيئة التدريس، حالة سوف يبقى ظلها طويلاً في النفوس، بعد زوال الجائحة أو تقلصها.
أتأمّل هذا الوضع، وأنا أعيش أيامي الرمضانية؛ فيلبسني الاكتئاب، رغم أنني لم أعد ملزماً بأداء أي عمل، منذ ربع قرن تقريباً، مكتفياً بتقليب راتب التقاعد، والكتب والقلم وشاشة الكمبيوتر، ورياضة المشي، التي تحضر وتغيب، حسب الظروف والمزاج. إحساسي باستحالة الذهاب إلى دور الدرس، والمؤسسات الحكومية والخاصة، وتقلص الأعمال المباشرة، يشعرني بالضيق ويجعل الرتابة تطبق على رأسي ومفاصلي؛ هذه حالي فهل هي حال عامة الناس؛ يوم رمضاني، تأملوا فيه، لعلكم تجدون بعضاً من السلوى التي نفتقدها.
http://www.alriyadh.com/1882014]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]