المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : التهويل؟



المراسل الإخباري
04-24-2021, 17:25
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png قد نتعرض في أي وقت ما لحادث كجرح الإصبع أو حساسية أو التواء أو زيادة في ضربات القلب وصعوبة في التنفس.. إلخ، وبما أننا قد لا نعرف كيف حدث ذلك إلا أنه في اليوم التالي قد نجد أنفسنا نتألم أكثر فأكثر وقد نشعر بألم أو احمرار أو تورم وفي هذه الحالة وعلى الفور يتخيل عقلنا السيناريو الأسوأ الى حد التخيل بأننا سينتهي بنا المطاف في المستشفى.
اليوم كل واحد منا في بعض الأحيان قد يقفز به السيناريو إلى أسوأ فمثلاً قد نتخيل بأن أحد أحبابنا الذي قرر أن يسافر بالسيارة سيتعرض لحادث مروع وأننا سنفقده، وقد نرتكب خطأً في العمل ونخشى أن يتم التعامل معنا بطريقة قاسية ونفصل من العمل، وقد نتخيل بأن شريكنا غير سعيد ونعتقد أنه سيتركنا.. إلخ من المواقف والأحداث التخيلية التي تهول من الموضوع وتعتبره كارثياً.. مع أن التهويل ليس سيئًا بالكامل ويمكن أن يساعدنا تخيل الأسوأ إلى تجنبه أو الوقاية منه، بينما التهويل يمكن أن يكون عائقًا حقيقيًا خاصةً عندما نقع في قبضة الأفكار المخيفة ونجد صعوبة في التحرر منها.
اليوم من المهم أن نستبصر بمثل هذه الحالة من التخيلات الكارثية والأفكار السلبية ونسميها باسمها وأنها أفكار كارثية حتى نكون أكثر وعياً بخطورتها على صحتنا النفسية.. وهذا التصنيف لا يعني بالضرورة اختفاء هذه الحالة (التهويل) ومن القلق غير المبرر ولكنه الخطوة الأولى نحو الحصول على مسافة منه لأننا سنعلم عندها أن عقولنا قد تصنع الكثير من القصص والسيناريوهات الكارثية والمروعة.
اليوم من المهم أن نعمل على زيادة وعينا واستبصارنا بالمواقف والأحداث التي لا تغدو كونها سيناريوهات تخيلية وليست واقعية كون السيناريوهات الكارثية تؤدي إلى أفكار مخيفة وإلى استجابة أجسامنا للتوتر والإحباط والخوف والكرب الدائم وبالتالي فإن العقل قد تنتابه حالة من الفوضى الفكرية ويصبح شبه مشلول وغير قادر على التفكير العقلاني.. وفي هذا الصدد من المهم الإجابة لما تطرحه أفكارنا من أسئلة مخيفة.. كون الأفكار التهويلية تنتهي على شكل أسئلة مخيفة؛ "ماذا لو حدث كذا وكذا؟" ونتوقف عند هذا الحد من الأسئلة بردود فعل فكرية صادمة لا نحب أن نسمعها من داخلنا.. وتكون الإجابة بأن نسأل أنفسنا ماذا سيحدث بعد ذلك لأنه بغض النظر عن ما نخاف منه سيكون هناك دائمًا الشيء التالي الذي يتعين علينا القيام به والخروج من حالة الإنغلاق الفكرية ونتجمد مكاننا وننتظر وقوع الكارثة.
اليوم توقع الاحتمالات هو دافعنا الأول للخروج من حالة الجمود الكارثية وتوقع ما هو أسوأ إلى مرحلة التقبل والجاهزية والمواجهة، وفي هذه الحالة يمكننا أن نكون منفتحين على احتمال حدوث ما نخشاه، وإذا حدث يصبح مشكلة عادية وليس فكرة كارثية، وفي هذه الحالة يتعين علينا التعامل معها وحلها، مثلها مثل أي مشكلة أخرى تمر علينا في حياتنا.




http://www.alriyadh.com/1882167]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]