المراسل الإخباري
04-25-2021, 19:08
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
إنّ أعضاء هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية جاؤوا للإسكان منذ ما يقرب من عشرين سنة تقريباً، ومذ سكنوا وشغلُهم الحديثُ عن المدارس داخل الجامعة: متى تُبنى؟ ومتى يستطيع أولادهم الدراسة فيها؟ وما زالوا إلى هذه الساعة يطرحون هذين السؤالين، وينتظرون مَنْ يُجيبهم عليهما، فلا هم عرفوا الجواب، ولا هم حُلَّ لهم ما يواجهونه في تدريس أبنائهم في المدارس المجاورة..
السعي وراء الحكمة غاية الفرد والجماعة والدولة، وعوائدها على الجماعة والدولة أعظم وأبلغ، فحكمة المرء تنفعه، وترفع شأنه، وتُريح في الحياة ضميره، وحكمة الجماعة تصونها، وتحميها، ويصلب معها عودها، وحكمة الدولة تُقوّيها، وتُرهب شانئها، وتُعمم خيراتها، وتُربّي مواطنيها، فيكونون لها عوناً في الملمات، وسنداً في النوازل، يُكمّلون النقص، ويجبرون الكسر، ويقفون بما يقدرون وراء المؤسسات وخلف الإدارات، يُنبّهونها، وجلّ مَنْ لا يسهو، إلى ما قصّرت فيه، وضعُفت في أدائه، وما هم في ذلك كله متطفلّون ولا متجاوزون؛ لأنّهم يسعون بعملهم هذا في مصالح أنفسهم، ويجلبون الخير لها ولغيرها، يدفعهم إلى ذلك حسنُ ظنهم بِمَن تولّى إدارة شؤونهم، وسلامة صدورهم تجاه ما يرون مما كانوا يحسبونه لا يُرى ولا يُبصر؛ فهم في هذا أعوان على الخير، ودعاة إليه.
ومن الدلائل على التلاحم بين مؤسسات الدولة والمواطن؛ أن يكون لها شريكاً في إيصال ما كان واجباً عليها أن تقوم به، وتتولّى أعباءه، إن كان فيه نقص، أو اعتوره خلل، وداعي الدول إلى تسهيل مهمة الفرد الإصلاحية، وكونه عيناً على ما يجري؛ أمران: الأول: أن الفرد حين يقوم بتعقّب النقص، ورصْد الهفوات؛ يُصلح من شأن نفسه أولاً، وهو أقرب إليه وأدرى به، ولا يُلام المرء حين يجتهد، وإن أخطأ، في مصلحة نفسه والقيام عليها. والثاني: أنّ الدولة حين تُشرّع لهذه العين، وتسمع لأصحابها؛ تتخذ من ذوي المصالح عيوناً تُراقب بها الأداء، وتتلافى بها الزلل، ولا يغيب عنا أنّ الدعوة إلى هذا، والحثّ عليه، والترغيب فيه؛ ستكون سبيلاً من سبل تربية الإنسان على التعاون للخير والتواصي به.
ومن حكمة الدولة، وهي تسهر على مصالح أفرادها، أن جعلتْ ضمن هيكلها الإداري مؤسسات دورُها المتابعة والرقابة، ومن حكمتها أيضاً أن صيّرت المواطن رقيباً على الأداء، مشاركاً في تجويده وتحسينه، والفرق كبير بين الرقيبين، رقيب المؤسسات عدده قليل، ووقت عمله محدود، ومكان وجوده ضيّق، ورقيب المجتمع، وهو المواطن، عدده كبير، وزمنه مفتوح، ويُغطّي بجهده كل مكان، وهذه الوجوه تجعل المواطن أحد أقوى عوامل الإصلاح وأمضى السيوف فيه، ولعل هذا ما دعا بعض المؤسسات، ومنها مثلاً وزارة الشؤون البلدية، إلى إخراج تطبيق (بلدي) الذي مكّن الإنسان أن يُقدّم بلاغاته عمّا يرى من نقص الخدمات، وفساد الشوارع، وعلل المطاعم، ودنس المتنزهات، فكان للوزارة نصيراً ومعيناً، وبه حققت ما تسعى إليه، وتنتظره القيادة منها.
وإذا كانت المؤسسة تُحسِن حين تُهيئُ للناس وسيلة الاتصال بها، وتُخرجها لهم؛ فقد بقي عليها أن تُعلن عنها، وتُعرّف بها، وتدعو الناس إليها، وتتخذ ما تستطيع في سبيل تبصيرهم بها وتنبيههم لها، وليس بكافٍ منها أن تقول: عندي تطبيق للتواصل، وتضعه في موقعها، بل لا بدّ عندي أن تبذل جهدها في إطلاع الناس جميعاً على خبره، وطريقة عمله، وغايات إخراجه، ولتكن للمؤسسات في إخبار المواطنين عن تطبيقات التواصل معها مثل ما كان لوزارة الداخلية في حملتها عن حزام الأمان! بل إن تطبيقات المؤسسات، التي تُعينها على الوصول إلى المستفيدين والعلم بما عندهم من رأي وشكوى، جديرة بحملة أكبر وجهد في التعريف أعظم.
إنّ أعضاء هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية جاؤوا للإسكان منذ ما يقرب من عشرين سنة تقريباً، ومذ سكنوا وشغلُهم الحديثُ عن المدارس داخل الجامعة: متى تُبنى؟ ومتى يستطيع أولادهم الدراسة فيها؟ وما زالوا إلى هذه الساعة يطرحون هذين السؤالين، وينتظرون مَنْ يُجيبهم عليهما، فلا هم عرفوا الجواب، ولا هم حُلّ لهم ما يواجهونه في تدريس أبنائهم في المدارس المجاورة.
إن إسكان الجامعة اليوم يقوم مقام حيين، وليس حياً واحداً، ففيه ما يقرب من ألف وحدة سكنية أو يزيد، وداخله جمهور بشري عظيم، وأقرب الأحياء إليه لدراسة أولاده فيه حي الندى وحي الوادي، وفيهما من المواطنين ما يملأ تلك المدارس، ويستوعب كراسيها، والذي ينتظره الساكنون ويرجونه أحد أمرين: أن يُعجّل بالمدارس داخل الجامعة، وتُنهى الرحلة في البحث عن مدارس تقبل الأولاد في الأحياء القريبة، أو أن تُوسّع مدارس الحيين القريبين حتى يكون لأولادهم فيها متسع ومكان، وغالب ظني أنهم، وهم جمهور عريض، لو عرفوا سبيلاً لرفع هذه القضية، وإيضاحها للمسؤولين، وكشف ملابساتها لهم؛ لانتفعوا واستفادوا وعرفوا العلة وراء ما هم فيه من عشرين سنة تقريباً، وحالهم هذه وجهٌ من وجوه تقصير المؤسسات في إمداد المواطن بوسائل التواصل معها، وتعريفه بها، ولو أنّهم وقفوا على وسيلة، واستعانوا بعد الله تعالى بها؛ لنقلوا ما هم فيه، وعَرّفوا به، وتلقّوا بعد ذلك الجواب الشافي، وفصل الخطاب فيه.
http://www.alriyadh.com/1882288]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
إنّ أعضاء هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية جاؤوا للإسكان منذ ما يقرب من عشرين سنة تقريباً، ومذ سكنوا وشغلُهم الحديثُ عن المدارس داخل الجامعة: متى تُبنى؟ ومتى يستطيع أولادهم الدراسة فيها؟ وما زالوا إلى هذه الساعة يطرحون هذين السؤالين، وينتظرون مَنْ يُجيبهم عليهما، فلا هم عرفوا الجواب، ولا هم حُلَّ لهم ما يواجهونه في تدريس أبنائهم في المدارس المجاورة..
السعي وراء الحكمة غاية الفرد والجماعة والدولة، وعوائدها على الجماعة والدولة أعظم وأبلغ، فحكمة المرء تنفعه، وترفع شأنه، وتُريح في الحياة ضميره، وحكمة الجماعة تصونها، وتحميها، ويصلب معها عودها، وحكمة الدولة تُقوّيها، وتُرهب شانئها، وتُعمم خيراتها، وتُربّي مواطنيها، فيكونون لها عوناً في الملمات، وسنداً في النوازل، يُكمّلون النقص، ويجبرون الكسر، ويقفون بما يقدرون وراء المؤسسات وخلف الإدارات، يُنبّهونها، وجلّ مَنْ لا يسهو، إلى ما قصّرت فيه، وضعُفت في أدائه، وما هم في ذلك كله متطفلّون ولا متجاوزون؛ لأنّهم يسعون بعملهم هذا في مصالح أنفسهم، ويجلبون الخير لها ولغيرها، يدفعهم إلى ذلك حسنُ ظنهم بِمَن تولّى إدارة شؤونهم، وسلامة صدورهم تجاه ما يرون مما كانوا يحسبونه لا يُرى ولا يُبصر؛ فهم في هذا أعوان على الخير، ودعاة إليه.
ومن الدلائل على التلاحم بين مؤسسات الدولة والمواطن؛ أن يكون لها شريكاً في إيصال ما كان واجباً عليها أن تقوم به، وتتولّى أعباءه، إن كان فيه نقص، أو اعتوره خلل، وداعي الدول إلى تسهيل مهمة الفرد الإصلاحية، وكونه عيناً على ما يجري؛ أمران: الأول: أن الفرد حين يقوم بتعقّب النقص، ورصْد الهفوات؛ يُصلح من شأن نفسه أولاً، وهو أقرب إليه وأدرى به، ولا يُلام المرء حين يجتهد، وإن أخطأ، في مصلحة نفسه والقيام عليها. والثاني: أنّ الدولة حين تُشرّع لهذه العين، وتسمع لأصحابها؛ تتخذ من ذوي المصالح عيوناً تُراقب بها الأداء، وتتلافى بها الزلل، ولا يغيب عنا أنّ الدعوة إلى هذا، والحثّ عليه، والترغيب فيه؛ ستكون سبيلاً من سبل تربية الإنسان على التعاون للخير والتواصي به.
ومن حكمة الدولة، وهي تسهر على مصالح أفرادها، أن جعلتْ ضمن هيكلها الإداري مؤسسات دورُها المتابعة والرقابة، ومن حكمتها أيضاً أن صيّرت المواطن رقيباً على الأداء، مشاركاً في تجويده وتحسينه، والفرق كبير بين الرقيبين، رقيب المؤسسات عدده قليل، ووقت عمله محدود، ومكان وجوده ضيّق، ورقيب المجتمع، وهو المواطن، عدده كبير، وزمنه مفتوح، ويُغطّي بجهده كل مكان، وهذه الوجوه تجعل المواطن أحد أقوى عوامل الإصلاح وأمضى السيوف فيه، ولعل هذا ما دعا بعض المؤسسات، ومنها مثلاً وزارة الشؤون البلدية، إلى إخراج تطبيق (بلدي) الذي مكّن الإنسان أن يُقدّم بلاغاته عمّا يرى من نقص الخدمات، وفساد الشوارع، وعلل المطاعم، ودنس المتنزهات، فكان للوزارة نصيراً ومعيناً، وبه حققت ما تسعى إليه، وتنتظره القيادة منها.
وإذا كانت المؤسسة تُحسِن حين تُهيئُ للناس وسيلة الاتصال بها، وتُخرجها لهم؛ فقد بقي عليها أن تُعلن عنها، وتُعرّف بها، وتدعو الناس إليها، وتتخذ ما تستطيع في سبيل تبصيرهم بها وتنبيههم لها، وليس بكافٍ منها أن تقول: عندي تطبيق للتواصل، وتضعه في موقعها، بل لا بدّ عندي أن تبذل جهدها في إطلاع الناس جميعاً على خبره، وطريقة عمله، وغايات إخراجه، ولتكن للمؤسسات في إخبار المواطنين عن تطبيقات التواصل معها مثل ما كان لوزارة الداخلية في حملتها عن حزام الأمان! بل إن تطبيقات المؤسسات، التي تُعينها على الوصول إلى المستفيدين والعلم بما عندهم من رأي وشكوى، جديرة بحملة أكبر وجهد في التعريف أعظم.
إنّ أعضاء هيئة التدريس في جامعة الإمام محمد بن سعود الإسلامية جاؤوا للإسكان منذ ما يقرب من عشرين سنة تقريباً، ومذ سكنوا وشغلُهم الحديثُ عن المدارس داخل الجامعة: متى تُبنى؟ ومتى يستطيع أولادهم الدراسة فيها؟ وما زالوا إلى هذه الساعة يطرحون هذين السؤالين، وينتظرون مَنْ يُجيبهم عليهما، فلا هم عرفوا الجواب، ولا هم حُلّ لهم ما يواجهونه في تدريس أبنائهم في المدارس المجاورة.
إن إسكان الجامعة اليوم يقوم مقام حيين، وليس حياً واحداً، ففيه ما يقرب من ألف وحدة سكنية أو يزيد، وداخله جمهور بشري عظيم، وأقرب الأحياء إليه لدراسة أولاده فيه حي الندى وحي الوادي، وفيهما من المواطنين ما يملأ تلك المدارس، ويستوعب كراسيها، والذي ينتظره الساكنون ويرجونه أحد أمرين: أن يُعجّل بالمدارس داخل الجامعة، وتُنهى الرحلة في البحث عن مدارس تقبل الأولاد في الأحياء القريبة، أو أن تُوسّع مدارس الحيين القريبين حتى يكون لأولادهم فيها متسع ومكان، وغالب ظني أنهم، وهم جمهور عريض، لو عرفوا سبيلاً لرفع هذه القضية، وإيضاحها للمسؤولين، وكشف ملابساتها لهم؛ لانتفعوا واستفادوا وعرفوا العلة وراء ما هم فيه من عشرين سنة تقريباً، وحالهم هذه وجهٌ من وجوه تقصير المؤسسات في إمداد المواطن بوسائل التواصل معها، وتعريفه بها، ولو أنّهم وقفوا على وسيلة، واستعانوا بعد الله تعالى بها؛ لنقلوا ما هم فيه، وعَرّفوا به، وتلقّوا بعد ذلك الجواب الشافي، وفصل الخطاب فيه.
http://www.alriyadh.com/1882288]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]