المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصاصات عبدالله عبدالجبار



المراسل الإخباري
04-28-2021, 11:40
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png آخر كتب عابد خزندار، هو الكتاب الذي رحل قبل أن ينهيه، وعملت على نشره سارة ابنته. تقول سارة في المقدمة التي كتبتها: لمثل هذا العمل عدة أعماق، ربما أولها هو العمق الإنساني.. ثم عمق اجتماعي.. وأخيراً العمق اللغوي الذي لا تخلو كتابات عابد خزندار منه.
والحقيقة أنني لو نقلت ما كتبت سارة في المقدمة، فسيكون ذلك أبلغ بكثير مما سأكتبه عن الكتاب، فهي لخصت بجمل غاية في البراعة مقصد الكتاب وأهميته وأهمية عبدالله عبدالجبار وعابد خزندار في المشهد الثقافي السعودي.
ككل كتب عابد خزندار، تجده مختلفاً في الشكل، لكنه يحمل ذات النكهة، تلك الطريقة المتفردة التي يتحدث بها بمنتهى العفوية والسلاسة، مازجاً بين زمن مضى وزمن يعيش فيه، سيرة من يتحدث عنه مختلطة بسيرته، ورأي صاحب القصاصات ورأيه في هذا الرأي.
في مقدمته هو عابد خزندار للكتاب، يتذكر أيامه في القاهرة، وتعرفه على عبدالله عبدالجبار، ونفهم منه، أو أفهم منه شخصياً، من هو عبدالله عبدالجبار ولماذا يحمل له المثقفون كل هذا الإجلال. يقول: في إحدى الزيارات أعطاني عدة دفاتر، وقال لي احتفظ بها فإنني أخشى أن تضيع بعد وفاتي وعندما عدت إلى منزلي وجدت أنها تحتوي على القصاصات التي كان يقصها من الصحف والمجلات مع مختارات من الشعر والتعليقات على الأحداث وكذلك بعض مذكراته ولم يوصني بنشرها، ولكنني أنشر القصاصات الآن لأنها انطباعات إنسان عاش التاريخ الذي كتبت فيه وتفاعلت معه، وأعتقد أن نشرها يلقي ضوءاً على أحداث هذا التاريخ، كما يلقي ضوءاً على شخصيته ككاتب ومناضل.
لم ينشر عابد القصاصات كما هي، بل أضاف تعليقاته عليها، وهذا ما يجعل للكتاب هذه القيمة العظيمة، فأنت تقرأ قصاصات اختارها في زمن بعيد عبدالله عبدالجبار وربما علق عليها بعبارات محدودة، وتقرأ تعليق عابد خزندار على اختيار عبدالجبار للقصاصة وتعليقه على ما جاء فيها، مقرونة بذكرياته وآرائه التي يعلنها بمنتهى الشفافية والصراحة، وبمنتهى الوضوح والعفوية، كأنك تسمعه وهو يتحدث، فقد كان ذلك أسلوبه في الحديث، بصوته الخفيض يعلن أشد الآراء جرأة ببساطة متناهية، لا تملك معها سوى أن تبتسم، وتعجب بهذا المفكر الفذ.
في الكتاب تتعرف على أسماء لم ينصفها الزمن، على إداريين شعراء وعن كتب وترجمات، عن رأيه في الشعر الإنجليزي القديم، عن ناظم حكمت، وأجاثا كريستي، عن شعراء يصنفهم ناظمين ولا يرتقون إلى مرتبة الشعر، عن شارلي شابلن، عن الأدب الروسي والنقد السينمائي، عن مصطلحات في الفن والمسرح. عن حسين سرحان وبرنارد شو. عن أشياء كثيرة ودنيا واسعة وثقافة مبهرة.
لم يكتب عابد خزندار سيرته، لكنه نثرها بين صفحات كتبه، وهذا أحدها.




http://www.alriyadh.com/1882818]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]