المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : وطني بحفظ الله تعالى



المراسل الإخباري
04-29-2021, 15:31
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
وقد خص الله هذه البلاد بخصوصياتٍ متعددةٍ أولها أن هيأها في الأزل لتكون مهد الرسالة المحمدية التي لا تُنسخُ ولا حدود لها، ومن هنا انبثقت مشاعل هذه الرسالة مضيئة آفاق المشارق والمغارب..
من الحكم التي خلق الله لها أبا البشرية آدم عليه السلام أن يكون في الأرض خليفة، ولكي تنفذ تلك الإرادة جرى قدر الله تعالى بإنزاله من الجنة إلى الأرض ليبدأ في عمارتها، وتعمرها ذريته إلى أن يرث الله الأرض، ولم تكن عمارة الناس للأرض لتتم بلا كبدٍ ولا كدٍّ في العمل، ومن عادة الناس تفاوت هممهم وتباين مواهبهم، فكان منهم من يعمرون ويبنون، ومنهم من لا يُلقي بالاً لغير المقومات الضرورية للحياة، وعلى أيدي أصحاب الهمم تُؤسس الدول، وبسواعد أهل الجلد تُبنى، وبذكاء وعبقرية القادة تزدهر، لكن كل ذلك لا يكون منه شيء إلا بإذن الله وتوفيقه، وقد خص الله هذه البلاد بخصوصياتٍ متعددةٍ أولها أن هيأها في الأزل لتكون مهد الرسالة المحمدية التي لا تُنسخُ ولا حدود لها، ومن هنا انبثقت مشاعل هذه الرسالة مضيئة آفاق المشارق والمغارب، وفي العصور الأخيرة بعد ما نال هذه الأمة من الوهن ما هو معروف هيأ الله تعالى قيام هذه الدولة المباركة المملكة العربية السعودية، وأمدها بالعديد من وسائل البناء والازدهار، ومع ما تثيره هذه النعمة من حسدٍ في نفوس أعداء المملكة إلا أنها ظلت قذى في عيونهم لأسبابٍ نسأل الله أن تستمر وتتضاعف ومنها:
أولاً: حفظ الله لها بحفظه الذي لا تخترق حصنه، وهذا مصداق ما وعد به من أقاموا الإيمان والتوحيد في قوله: (وَعَدَ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنْكُمْ وَعَمِلُوا الصَّالِحاتِ لَيَسْتَخْلِفَنَّهُمْ فِي الْأَرْضِ كَمَا اسْتَخْلَفَ الَّذِينَ مِنْ قَبْلِهِمْ وَلَيُمَكِّنَنَّ لَهُمْ دِينَهُمُ الَّذِي ارْتَضى لَهُمْ وَلَيُبَدِّلَنَّهُمْ مِنْ بَعْدِ خَوْفِهِمْ أَمْناً يَعْبُدُونَنِي لا يُشْرِكُونَ بِي شَيْئاً وَمَنْ كَفَرَ بَعْدَ ذلِكَ فَأُولئِكَ هُمُ الْفاسِقُونَ)، وهذه الدولة المباركة تولت مهمة تصحيح العقيدة الإسلامية مما عَلِقَ بها من شوائب الخرافة التي لا شك في استشرائها عند المتأخرين، ولا شك أن تلك الخرافة استهدفت التأثير السلبي على ركائز الإيمان الأساسية المتعلقة بعلاقة العبد بربه، وبتوفيق الله تعالى للدولة السعودية في بداية نشأتها أن سددها لأن تعالج تلك الندوب فخطت أول خطوة في بناء مجتمعٍ عظيمٍ صالحٍ للرقي، وقد اقتطف الناس في أقطار العالم الكثير من ثمرات هذا الجهد المبارك.
ثانياً: الوسطية والاعتدال، والاعتدال مطلوبٌ في كل شيءٍ، ولا تخلو جزئية من حياة الناس -دقّت أو جلّت- من كون استقامتها مرتبطة بأن تُمارس على وجه الاعتدال، وكون الإفراط فيها مُضرَّاً، والتفريط مقوِّضاً لأركانها، سواء في ذلك أمور الدين وأمور الدنيا العامة والخاصة حتى المطعم والمشرب، لكن كلما كان الأمر أهم كان اعتدال مُزاوله فيه أكثر ضرورية، ومن أهم المهمات القيادة والسلطة، والتاريخ خير شاهد على يمن وبركة القادة الذين يتحلون بالوسطية، وقد أنعم الله تعالى على المملكة بكون قادتها من أهل الاعتدال والوسطية، تمر بالعالم موجات حادة ينجرف في تيارها المتهورون ويبحر فيها قادة المملكة بكل حنكةٍ وحكمةٍ، فهنيئاً للملكة بقيادتها الرشيدة، وهنيئاً لقيادتها الموقَّرة بمزاياها الفريدة التي ثبت للقاصي والداني أنها فريدة، وفرضت احترامها على المستوى العالمي.
ثالثاً: يقظة الشعب السعودي واستحالة استغفاله، حيث استطاع التحصن من الأفكار الهدامة العابرة للآفاق، فمع سهولة إيصال الكلمة إلى الآخرين في هذا العصر سهولة عجيبة لم تزل تتجدد وتتطور حيث بدأت من خلال الطباعة ثم الإذاعات ثم التلفزة ثم انفتق بحرها بواسطة وسائل التواصل الاجتماعي فبكل هذه الوسائل حاول أصحاب الأفكار الهدامة التأثير السلبي على الشعوب وشحن نفوسهم بكمية استغفال عجيبة، وأمكنهم بذلك زعزعة دول وهدّ أركان مجتمعات، لكن أثبت الشعب السعودي أنه غير مُستعدٍّ لأن يخرب بيته بيده، بل فوق ذلك لن تسلم يد الآخرين إذا امتدت لتشاغب ببيته، بل إن هذا الشعب الأبي لقَّنَ بعض المستهترين الذين تطاولوا على قيادته درساً سيتذكره طيلة عمره، وسيتعظ به أمثاله من بعده.
رابعاً: جد ومثابرة القائمين على مفاصل الدولة بمختلف مسميات وظائفهم وتفاوت رتبهم، وقدرتهم على مواكبة التطورات وتطوير العطاء، ونرى لذلك نماذج لا تُحصى، ونتطلع إلى أن يتكلل ذلك بقيامهم بإنجاز مخططات رؤية ولي العهد الأمير محمد بن سلمان حفظه الله وأيده بتأييده والمعروفة برؤية 2030.
وأخيراً: علينا شكر الله على نعمته التي أنعم بها علينا، وأن ندعوه أن يديمها علينا، وأن نحرص على أن نستمر فيما نحن عليه من أسباب هذه النعمة، ومن كان منا يعرف في قرارة نفسه أنه مُقصِّرٌ في شيءٍ يعود على هذا الوطن بخيرٍ أو أنه تلبَّسَ بتصرفٍ أو فكرٍ يَعُوقُ تطور وطننا الغالي فليبادر بتصحيح مساره، ولُيقلع عما هو فيه من التقصير.




http://www.alriyadh.com/1882992]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]