المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الإدارة وأحفاد النينجا



المراسل الإخباري
05-01-2021, 09:01
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png يقول المثل الياباني: "الجدران لها آذان" كناية عن ضرورة الحذر من المتنصتين ورسل الظلام الذين يسعون خلف سرقة المعلومات. مقالة اليوم تتحدث عن الإدارة والجواسيس..
نتوجه إلى مرابع الساموراي في اليابان وتحديداً في القرن الخامس عشر في فترة الممالك المتحاربة وهو الزمن الذي شهد ظهور مقاتلي النينجا والذي كان يطلق عليهم وقتها (شينوبي). يمكن تعريف عمل مقاتلي النينجا في ذلك الزمن بما يعرف بجهاز الاستخبارات في زمننا المعاصر والتي كانت تتركز على نقل المعلومات الاستراتيجية ومراقبة العدو ورصد تحركاته. واشتملت أعمال النينجا على نصب الكمائن وافتعال الحرائق وأعمال التخريب مع التركيز دوماً على تجنب المواجهات والقتال الذي لا فائدة منه حيث كان الهدف الأساسي دوماً هو جمع المعلومات. ومن أشهر أدوات القتال التي كان يستخدمها النينجا النجوم حادة الشفرات المسماة (الشوريكين) بالإضافة إلى أسلوب القتال بسيوف صغيرة يتم إخفاؤها سلفاً (كاتانا كاكوشي). ونشير هنا إلى أنه لا مصادر تاريخية تؤكد أن لباسهم كان أسود اللون أو كحلياً غامقاً لكن المؤكد أنها كانت ألواناً تساعد على التخفي والتنقل بمرونة وخفة في الظلام.. وتجدر الإشارة إلى أن الحاجة إلى النينجا قلّت في اليابان بعد انتهاء عصر الحروب الداخلية ودخول البلاد مرحلة الاستقرار السياسي النسبي.
ومازلنا في شرق آسيا ولكن هذه المرة في الصين مع كتاب فن الحرب لصن تزو والتي كتبها في فصل (استعمال الجواسيس) حيث يقول: "إن العنصر الذي يعين الحاكم الحكيم والقائد العسكري المحنك على تنفيذ الضربات القوية وتحقيق النصر والتي لا يمكن للرجال التقليديين تحقيقها، هذا العنصر هو المعرفة المسبقة بأمور العدو". وإذا ما حاولنا تطبيق هذه المبادىء في عالمنا المعاصر في القرن الحادي والعشرين فنجدها متمثلة في الحروب السيبرانية وأجهزة الاستخبارات العلمية والصناعية والتقنية. في الواقع شهد تطوير اللقاحات المضادة لفيروس كورونا معارك استخباراتية لأجهزة دول حاولت سرقة نتائج الأبحاث من المعامل الغربية. ونفس الأمر ينطبق في المجال الصناعي حيث هنالك حروب قضائية بين شركات صينية وغربية بزعم الاستيلاء بشكل غير قانوني على معلومات تقنية وعلمية دقيقة لمنتجات صناعية متقدمة تسهم في تغيير المعادلة وموازين القوى التجارية في الأسواق العالمية.
بطبيعة الحال ليس المقال هنا ليناقش الجوانب العسكرية بقدر ما هو يسلط الضوء على أهمية اتخاذ التدابير اللازمة من ناحية إدارية فيما يتعلق بأمن المعلومات والتقنيات في المنظمات في القطاعات المختلفة.
وفي نفس الوقت، فلا يمكن أن تنجح إدارة لا تطلع على أحدث التطورات في السوق والمجال الذي تعمل فيه سواء من الابتكارات التقنية أو أفضل الممارسات القيادية والتسويقية والتغيرات الاجتماعية والقانونية والتي أصبحت متاحة بدرجة كبيرة على وسائل الإعلام ومصادر المعلومات في الإنترنت.
وختاماً، في الماضي كان الاحتياج إلى النينجا لجمع المعلومات وسرقتها، أما اليوم ومع الانفجار المعلوماتي، فالحاجة أصبحت إلى كفاءات مميزة تستطيع استخلاص أهم المعلومات وتحليلها ووضع التوصيات الصحيحة لصناع القرار.




http://www.alriyadh.com/1883342]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]