المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عيون ينبع و .." كبيكلج"!



المراسل الإخباري
05-01-2021, 09:01
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png مع عودة العيون والينابيع لينبع النخل - وهي المنشأ والانشغال بلا شك -.. عادت إليها الحياة القديمة بكل ما فيها، حتى تلك الخرافة التي ترى في أن هندسة القنوات الأرضية لتلك العيون تعود إلى عهد حنود النبي سليمان من الجن .. جرّاء روعة هندستها والإبداع فيها، والحقيقة أن تكريس هذا المفهوم وتناقله من جيل إلى جيل يحيلنا إلى قضية القوة الخارقة التي ظلّت دائما هاجس رؤيا.. ونافذة أحلام ونداء مستحيل ، لهذا ارتبط هاجس الإبداع في ذاكرتنا العربية بقوةٍ خارقة.. في جميع أشكاله وعلى مستوياته كافة فعلى سبيل المثال كان قرين الشاعر في تاريخنا ماردًا يقف على لسانه يقول ما لايستطيعه غيره حتى توهّمَ المؤرخون واديًا ينهل منه الشعراء قرناءهم "عبقر"، وحسبنا أن نتذاكر (رسالة التوابع والزوابع) لابن شهيد الأندلسي حيث رحلته مع تابعه زهير بن نمير الأشجعي في وادي الجن، لندرك كيف نبني خيالاتنا على مانحب أن يظنه عنا الآخرون وإن لم يكن فينا، أو أن نصوغ من ظنونهم مانحب أن نوثّقه معتمدين عليها، حيث قامت تلك الرسالة أو "الرواية الدرامية التاريخية" على رؤيا القرين في الشعر يطوّف بصاحبه على قرناء الشعراء قبله لينشدهم شعره، ويطارحهم شؤونه وشجونه الأدبية، وهي فنتازيا رؤيا لاتكون إلا على ركامٍ معرفي يستخدمها لاستقبال الإبداع وتبرير مايراه أكثر من قدراته، والأكثر من هذا ما يحب أن يشي به بعض الرواة المتحمّسين لرؤيا القرين من الجن من أن أول مرثية شاعر لنفسه ونعني بها يائية مالك بن الريب التميمي الشهيرة إنما كتبها تابعه من الجن بينما كان ابن الريب يحتضر استناداً على ندرة شعره باستثناء قصيدته الشهيرة هذه التي دخل بها التاريخ.
وإذا كان كل ذلك قد ارتبط بالشعر والشعراء ..فلقد كان "كبيكج" وفي ذكرٍ آخر(كبيكلج) حارس الورق الذي يحفظه من الأرَضة في التدوين القديم.. فكم من المخطوطات تصدّرت بعبارة "احفظ الورق ياكُبيكج" وهو اسم (جني الورق) الذي تعارف عليه الورّاقون وتوهّموا بقدراته الخارقة في حفظ الورق من التلف..
تابع الشاعر أو كبيكلج كلاهما توالدا من رؤيا القوى الخارقة التي راودتها الأحلام، وصدّقها العجز أحياناً.. لهذا أحيلت قدرات أجدادنا السابقين في شق هذه القنوات مع تقادم التضاريس، وتقلبات المناخ واختلاف المواسم عبر تعاقب القرون على هذه الينابيع، إلى قوى خارقة تمثلت في أسطورة جن سليمان وقدراتهم الخارقة في هندسة هذه الينابيع في الأرض والحقيقة أن تلك القوى الخارقة لم يجد القدماء غير الجن معينين عليها لهذا ينسبون إليهم كل ما يدركه غيرهم حين يقصرون عنه.. ويمنحونهم الأسماء حدّ استحضارهم من الغيب والإيمان بهم من وراء إبداع، لكن أولئك الأجداد القدماء لو أنّ أحدهم بيننا الآن لرأى أن (كبيكلج) لن يقوم بما تقوم به شريحة ممغنطةٌ لايتجاوز قطرها الملمتر، أو أن من بنى ناطحات السحاب والجسور المعلقة والأحياء العلوية.. لن تعجزه أو ترهقه هندسة قنوات أرضية بدائية حتى على مستوى عصرها..!




http://www.alriyadh.com/1883336]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]