المراسل الإخباري
05-04-2021, 12:38
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png نستغرق في الحاضر على مسؤوليتنا!
هذا ما نفعله باستمرار، إننا ننغمس في عصرنا الحاضر ولا نعير الكثير من الاهتمام للماضي، رغم أنه مشبع بالفوائد والدروس التي ستجعل حاضرنا أفضل وتحمينا من الوقوع في مصائد تاريخية سقط فيها الكثيرون.
في أوائل القرن العشرين ظهرت إرهاصات الحضارة المعاصرة التي نعرفها ونعيشها اليوم، فقد بدأت الاكتشافات العلمية تتوالى بتتابعٍ مُبهر، وأتى ماكس بلانك ونيلز بور وألبرت أينشتاين وآيفان بافلوف وغيرهم وفتحوا البوابة على مصراعيها، وبدا للجميع أن العالم مقبل على سعادة وتطور ورخاء، لكن ثارت أعظم حرب في تاريخ البشر العام 1939م فحصدت 100 مليون روح وقتلت الأمل والتفاؤل لدى أجيال كاملة، وهذا ما قصدته الفيلسوفة الفرنسية سيمون ويل لما قالت العبارة المذكورة في العنوان.
هي قرأت الإلياذة -تحفة هوميروس الخالدة- وكتبت عنها إحدى أقوى المقالات التحليلية، والرسالة الخطيرة التي توجهها هي أن التاريخ ليس شيئا قد ذهب، وكتب التاريخ ليست مجرد قطع ميتة من الماضي نقرؤها للمتعة، بل إن قراءة التاريخ تجعلك جاهزا للحاضر والمستقبل، ترى أنماط وطباع البشر والمجتمعات والساسة، وتستطيع الحذر من أشياء معينة تفتح كتب التاريخ أعيننا عليها، فسيمون رأت اتجاها هادئا نحو الحرب في الثلاثينات الميلادية يشابه ما رأته أوروبا قبلها بخمس وعشرين سنة فقط لما ثارت الحرب العالمية الأولى، لكن الناس لم يقرؤوا التاريخ القريب فضلا عن البعيد!
والبعيد هو ما كتب عنه هوميروس في ملحمته الشعرية الإلياذة، فلما قرأَتها ويل رأت انطباقا كاملا بينها وبين واقعها، وتقرأ ويل وصف هوميروس للحرب وكيف أنها تحول الأحياء إلى أشياء، فترى نفس واقعها رغم أن بينهما 2700 سنة. رأت ويل ظلام الحرب يسقط على أوروبا ورأت والديها يفران من باريس ثم من فرنسا كلها بينما الحرب تُبيد في أوروبا.
تقول ويل إننا نجد نوعا من الخلود في الكتابات التاريخية، لأن مرور الكثير من الوقت يفصل بين ما هو خالد وغيره، فالحكم والعبر التي تبقى راسخة حتى بعد مرور مئات وآلاف السنين تكتسب الخلود، وهي التي يجب أن نعطيها اهتمامنا، بدلا من تقديس الحاضر والانغماس فيه.
فعلاً، التاريخ أجمل مرآة.
http://www.alriyadh.com/1883802]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
هذا ما نفعله باستمرار، إننا ننغمس في عصرنا الحاضر ولا نعير الكثير من الاهتمام للماضي، رغم أنه مشبع بالفوائد والدروس التي ستجعل حاضرنا أفضل وتحمينا من الوقوع في مصائد تاريخية سقط فيها الكثيرون.
في أوائل القرن العشرين ظهرت إرهاصات الحضارة المعاصرة التي نعرفها ونعيشها اليوم، فقد بدأت الاكتشافات العلمية تتوالى بتتابعٍ مُبهر، وأتى ماكس بلانك ونيلز بور وألبرت أينشتاين وآيفان بافلوف وغيرهم وفتحوا البوابة على مصراعيها، وبدا للجميع أن العالم مقبل على سعادة وتطور ورخاء، لكن ثارت أعظم حرب في تاريخ البشر العام 1939م فحصدت 100 مليون روح وقتلت الأمل والتفاؤل لدى أجيال كاملة، وهذا ما قصدته الفيلسوفة الفرنسية سيمون ويل لما قالت العبارة المذكورة في العنوان.
هي قرأت الإلياذة -تحفة هوميروس الخالدة- وكتبت عنها إحدى أقوى المقالات التحليلية، والرسالة الخطيرة التي توجهها هي أن التاريخ ليس شيئا قد ذهب، وكتب التاريخ ليست مجرد قطع ميتة من الماضي نقرؤها للمتعة، بل إن قراءة التاريخ تجعلك جاهزا للحاضر والمستقبل، ترى أنماط وطباع البشر والمجتمعات والساسة، وتستطيع الحذر من أشياء معينة تفتح كتب التاريخ أعيننا عليها، فسيمون رأت اتجاها هادئا نحو الحرب في الثلاثينات الميلادية يشابه ما رأته أوروبا قبلها بخمس وعشرين سنة فقط لما ثارت الحرب العالمية الأولى، لكن الناس لم يقرؤوا التاريخ القريب فضلا عن البعيد!
والبعيد هو ما كتب عنه هوميروس في ملحمته الشعرية الإلياذة، فلما قرأَتها ويل رأت انطباقا كاملا بينها وبين واقعها، وتقرأ ويل وصف هوميروس للحرب وكيف أنها تحول الأحياء إلى أشياء، فترى نفس واقعها رغم أن بينهما 2700 سنة. رأت ويل ظلام الحرب يسقط على أوروبا ورأت والديها يفران من باريس ثم من فرنسا كلها بينما الحرب تُبيد في أوروبا.
تقول ويل إننا نجد نوعا من الخلود في الكتابات التاريخية، لأن مرور الكثير من الوقت يفصل بين ما هو خالد وغيره، فالحكم والعبر التي تبقى راسخة حتى بعد مرور مئات وآلاف السنين تكتسب الخلود، وهي التي يجب أن نعطيها اهتمامنا، بدلا من تقديس الحاضر والانغماس فيه.
فعلاً، التاريخ أجمل مرآة.
http://www.alriyadh.com/1883802]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]