تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : يوم الدين



المراسل الإخباري
05-06-2021, 15:25
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png تفاصيل صغيرة هناء حجازي (( ليوم الخمبس 6/5/2021م يوم الدين أول فيلم روائي للمخرج المصري الشاب أبو بكر شوقي. فيلم يسحرك بإنسانيته وبساطته وعفوية ممثليه. فيلم لا يشبه الأفلام، لدرجة أنك حين تشاهده تعتقد للوهلة الأولى أنك تشاهد فيلماً تسجيلياً. البطل، الذي يمثل للمرة الأولى، اختاره المخرج لأنه مصاب حقيقي بمرض الجذام، آثار المرض التي تبدو على وجهه حقيقية، ولأنه يمثل للمرة الأولى فتمثيله عفوي وصادق، وأنت كمشاهد تعود على مشاهدة الأفلام بمختلف أنواعها لا تعرف كيف تستقبل الفيلم فهو فيلم مختلف، بكل المقاييس. فيلم بدون أسماء معروفة. الأبطال الذين يأخذونك في رحلة في مناطق لا تعرفها في مصر، يخطفون قلبك ببراءتهم وبساطتهم. راضي جمال، أو بشاي، البطل المجذوم، بصحبة طفل نوبي يطلقون عليه اسم أوباما، يخوضون تجربة الخروج من عزلة مستعمرة المجذومين للقيام برحلة طويلة للوصول إلى قنا، حيث يعيش أهل بشاي، الذين لا يعرفهم، ولا يعرف لماذا تركوه وحيداً في مستعمرة معزولة عن الناس، يسكنها المجذومون.
بعد مشاهدة الفيلم والقراءة عنه، عرفت أن هناك مستعمرة للمجذومين فعلاً، ولازالت موجودة والناس يعيشون فيها، معلومة مذهلة، أذهلت المخرج الذي تعرف عليها أول مرة منذ سنين بعيدة حين قام بعمل فيلم تسجيلي عنها ومنذ ذلك الوقت وحلم العودة وإخراج فيلم روائي عن المسألة تشغل باله. المخرج الذي يقول إن هاجسه الدائم هو التعبير عن المهمشين في الحياة، وقام بذلك على أكمل وجه في يوم الدين. يخرج من المستعمرة كي يواجه الحياة والناس، ناس لطفاء وناس يخافون من شكله، ناس يطلبون منه الابتعاد وناس يساعدوه على إكمال طريقه. وفتى صغير يلتصق به كأنه ابنه يعيقه أحياناً ويعينه أحايين.
نال الفيلم جوائز كثيرة، أهمها جائزة غير رسمية في مهرجان كان، ولأن الغرب أعجبوا وأشادوا به، كان لابد كالعادة أن تأتي أصوات لتقول إنه فيلم يشوه مصر ويغازل ما يعجب الغرب لذلك نال الجوائز، وهي تهمة مكررة وقديمة، تدرك ذلك حين تشاهد الفيلم بدون معرفة مسبقة بأنه نال جوائز غربية أو تقرأ تلك التهم، لأنك حين تشاهده تغرق في تفاصيله وتنبهر بالأحداث على الطريق وتتألم حين يطرده الشحاذ الذي لا يملك قدمين من منطقته التي يعتقد أنه سينافسه عليها ثم يعود ليعطف عليه ويأخذه مع الطفل ويسوق به الموتوسيكل، ليستضيفه ويطعمه وسط مجموعة عجيبة من مهمشين آخرين. كانت مقومات البطل التي أرادها المخرج أن يكون مصاباً بالجذام يعيش في مستعمرة المجذومين ودمه خفيف.
ومقوماتي لمشاهدة فيلم رائع أن يكون فيلماً حقيقياً، صادقاً، يدخل القلب بدون استئذان.
فيلم مختلف بمعنى الكلمة.




http://www.alriyadh.com/1884186]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]