المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عيد كورونا الثاني



المراسل الإخباري
05-15-2021, 16:47
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png كل عام وأنتم بخير.. هذا هو العيد الثاني الذي يحل علينا ونحن نرتدي الكمامات، ونشرع بوتيرة متسارعة في تلقي اللقاح أو اللقاحات التي تحد من العدوى، وفي التطلع لليوم الذي ننطلق فيه على حريتنا في رحاب الأرض دون قيود؛ مع أن كافة المؤشرات تقول لنا بصريح العبارة، إن أمامنا وقت طويل، حتى تصبح هذه "الجائحة" ذكرى من ذكرياتنا، مثلها مثل الكوليرا، والطاعون، وأنفلونزا الخنازير، والوادي المتصدع، هذه "الجائحة" ألقت بظلالها القاتمة على السياحة، وعلى العديد من الفنادق والمنشآت السياحية والمطاعم، لكنني سوف أبقى مع العيد، فلي معه ذكريات تحضر في مثل هذا الوقت من كل عام؛ وهي ذكريات تتمثل غالبا في المأكل والملبس، ففي العيد يرتدي كافة الناس ملابس جديدة أو نظيفة، وقبل العيد بشهر كان رب الأسرة يأخذ أبناءه والأم تأخذ بناتها، لتفصيل الملابس والأحذية، في وقت لم تكن فيه الملابس الجاهزة قد غزت الأسواق، وفي وقت كان من يقومون على هذه المهنة قلة من الرجال والنساء، والأغلبية الساحقة من أصحاب هذه المهن كانوا من أبناء البلد، وبسبب هذه القلة كان أغلب الخياطين يعتذرون اعتبارا من نهاية شعبان، عن استلام القماش لتفصيل الملابس، بينما الآن تجد الخياطين في كل ركن وعندهم القماش والعمال. الآن هناك وفرة في كل شيء، في العاملين والملابس والنقود، وفوق ذلك كله أشكال وألوان من الملابس الجاهزة، وبأرخص الأسعار! وفي تلك الأيام كانت المباسط تنتشر في الميادين والأسواق، اعتبارا من العشر الآواخر من رمضان، لتسويق حلويات العيد وماء الورد والطاولات، وباقات الزهور البلاستيكية، التي تزين بها المجالس. وبعض أصحاب المنازل، كانوا يحضرون المنجدين، الذين يحلون أمام المنزل هم وعمالهم، لإعادة تنجيد المراتب والمساند والمخدات، التي يجلس عليه المعيدون، في وقت لم تكن أطقم الكنب قد عرفت طريقها للمنازل.
وكان المتزوجون بعد العيد السابق، يولمون لأهلهم ويقدمون لهم الحلويات والزهور، وتتزين العروس من جديد، بهذه المناسبة، لتراها من لم تكن قد رأتها عند الزفاف. وفي العيد يمر الشخص الذي كان يدور في الأحواش على حماره، منبها السكان إلى حلول وقت السحور، لأخذ ما يجود به السكان من الحلوى والهدايا البسيطة، عرفانا وامتنانا للدور الجليل الذي كان يؤديه طوال شهر رمضان.
وكان بعض الناس لا ينامون ليلة العيد، وبعضهم يستيقظون مبكرا لحضور صلاة العيد، وبعد ذلك الجلوس في منازلهم لاستقبال المهنئين، وكثير من الشباب والمراهقين كانوا يذهبون للميادين المعروفة، للعب في المراجيح، وبعض الرجال أو الشباب، يذهبون للسهر في الضواحي والمزارع طوال أيام العيد، وتكثر في بعض الأحياء ألعاب الزير والمزمار والزواجات، لكن في الغالب لا يحل أذان الظهر من أول أيام العيد إلا وأغلب السكان نيام من الإرهاق، وقد قيل في الأمثال: "إن ليالي العيد تبان من عصاريها".




http://www.alriyadh.com/1885619]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]