المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حنا بدو



المراسل الإخباري
05-22-2021, 04:55
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png خلال دراستي الجامعية، كنت أُعرف نفسي أحياناً بأني بدوي، إلى درجة أن بعض زملائي من العرب وغير العرب صار يسميني بهذا الاسم ويناديني به، ولكن بنبرتين مختلفتين: الأولى من أجل التقرب ورفع الكلفة، أما الثانية فمن أجل الاستعلاء، على شاكلة شربل وهبة وزير الخارجية في حكومة تصريف الأعمال اللبنانية. بالفعل، فنحن في المملكة نفتخر بجذورنا التي تمتد إلى البادية، التي تعني الإصرار وقوة البأس والشكيمة والقدرة على التحمل. فمعظمنا جدة الأول أو الثاني أو العاشر كان من سكان الصحراء. فنحن في الأصل بدو إلا ما ندر. وهذا واضح في عاداتنا وثقافتنا وأخلاقنا. فالغيرة والفزعة والاستماتة في الدفاع عن النفس وغيرها، هي من سماتنا وجزء لا يتجزأ من عاداتنا وتقاليدنا. وضمن هذا الإطار فإن اختيار "حنا بدو" شعار للنسخة القادمة لمهرجان الملك عبدالعزيز للإبل موفق جداً.
طبعاً، هناك من يخشى أن يؤدي الانتقال من البادية والعيش في القرى والمدن، إلى إحداث تغيير في ثقافتنا وعاداتنا وتقاليدنا مع مرور الزمن. هذا طبعاً موضوع مهم وحساس. ولكن، نحن إذا نظرنا صوب الشعوب التي سبقتنا، فسوف نلاحظ أن انتقال القبائل الصينية والروسية أو الأوروبية إلى المدن، قد أثر عليها، ولكن لم يقضِ على هويتها. ولذلك، يختلف الألماني عن الياباني والروسي عن الصيني.
وأعتقد أن دور الدولة في هذا المجال على درجة كبيرة من الأهمية. والدليل على ذلك هو احتفاظ الصين بالكونفوشية. فالدولة هي الإطار الذي يجسد أخلاق وثقافة الأمة، والنواة التي تتمحور حولها عادات وتقاليد أي مجتمع. فالتعليم والإعلام هما من أهم الأدوات للحفاظ على الأصالة والعراقة وكل ما يفتخر ويعتز به.
ولكن، هذا لا يعني عدم ضرورة التغير، والاحتفاظ بكل ما تربينا ونشأنا عليه. فهذا غير ممكن، وإلا لكان علينا أن نتخلى عن ركوب السيارة والاعتماد على ما كان يستخدمه أجدادنا من أجل التنقل والقائمة في هذا المجال طويلة. وأعتقد أن الأساس الذي أشار له ولي العهد، خلال المقابلة التي أجراها معه الأستاذ عبدالله المديفر، يمكن أن نتخذها كقاعدة ودليل للاسترشاد به حول التغيرات التي نحتاجها. فهي قاعدة بسيطة، ولكنها سليمة 100 %. لأن أساسها مبني على أرضية صلبة قوامها مصلحة البلد. فكل ما من شأنه أن يقوي بلدنا ويعلي مكانه يجب أن نتمسك به، أو نستحدثه عندما لا يتوفر. وبالعكس فإن كل ما يضر تطور بلدنا والموقع الذي يشغله بين الأمم يفترض أن نتخلى عنه.
وأنا متأكد، إننا سوف نحتفظ بمعظم ما اعتدنا وتربينا عليه، لأنه قائم على أساس سليم وفطرة سليمة.




http://www.alriyadh.com/1886612]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]