المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : فلسطين وتبعية الشعارات



المراسل الإخباري
05-26-2021, 06:09
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png ‏قراءة الماضي السحيق يتطلب عدسات مكبرة، وحاسة بصرية عادلة، ويحتاج إلى وعي نقي بمضامين الأحداث على حقيقتها.. حكاية القدس وقضيته كتبت في بواكير التاريخ السعودي وسجلاته بمداد لا يمحى.
قضية القدس تمددت في مشاعر كل سعودي منذ الصغر وكانت قضيته الخاصة، وكان التفاعل عاطفيا وماديا يطغى على اهتماماته.
اليوم سياسة الأشخاص، وتوجهات الأسماء، وتمفصل الجماعات، وتحزب الفصائل، وميول النوايا كل ذلك يعبث في قضية القدس العادلة التي لايوجد عاقل لا يدعم الحق فيها، وينبذ المعتدي الإسرائيلي الصهيوني الذي يستبيحها ليل نهار.
اليوم السعودية تتعامل مع القضية من منطلقات إسلامية وعربية وجغرافية وتاريخية، بعكس معسكرات الإطماع والتغرير يتعاملون بمنطلقات سياسية وحزبية.. والجريح المقدسي لا يفهم واقعه جيدا لأنه مشغول بتبعية الشعارات التي يتم تصديرها من قِبل متصدري المشهد الفلسطيني في قطاعات مجتزئة من الأرض الفلسطينية.
من هم الفلسطينيون الذي يمكن أن نتعامل معهم اليوم، ومن يمثلهم رسميا أمام العالم.. ومن يمثل من؟ هل يتوجب علينا أن نتعامل مع حركة حزبية أم مع سلطة رسمية؟ من يخبرنا عن الذي يدافع عن المقدس ويمنع الظلم حقا.. ومن يسبب الدمار في مقومات الفلسطينيين،و من يعلمنا لماذا هذا الشتات، والتعكسر، والتخندق الانتقائي مع قوى إقليمية لا تعنيها القضية الفلسطينية أبدا!؟
التساؤل الحقيقي يكمن في الاستفهام عن حالة التطبيع العربي الموجودة مع الفلسطينيين أنفسهم قبل رفض أي تطبيع مع العدو.. هل العرب مطبّعون مع كل مكونات الأرض الفلسطينية، هل العلاقات طبيعية.. وكيف تتحد الرؤى، وتتفق التوجهات العربية وبالأخص السعودية مع مشهد فوضوي متفرق ومشتت يقوم بعض عناصره باجتهادات تمثل فصائلهم الخاصة، وليست تطلعات مكونات دولة فلسطين المنشودة. هل صنعوا الوئام مع الأطراف العربية كم ينبغي ويجب، وهل صنعوا السلام بينهم لكي يصنعوه مع عدونا وعدوهم الصهيوني..!؟
الحالة الفلسطينية مرتبكة سياسيا وذلك بسبب المعطيات التحزبية على الأرض المحتلة والتي تصدر المشهد بطرائق متعددة في الواقع العربي والمتطلب العالمي.. فلسطين وقضيتها المصدرة أزليا اليوم في أحضان من.. ومن الوصي عليها قبل أن يفرض الفلسطينيون على الآخرين وصايتهم أو يبحثون عن حلول لمشكلاتهم.. حرق أعلام وشعارات وتحزبات ومطامع وسباب لدول يطالبونها بالدعم ذلك ليست من أدبيات شعب يريد السلام.
على الفلسطيني العاقل أن يعود لزمن الغابرين من أجدادهم الذي فرطوا في فرص السلام حتى ضاقت ثم تلاشت، وسيخلد التاريخ أنهم عسفوا حكمة السياسة وجعلوا عقاب إسرائيل الطاغية في أن تفقد الدول العربية سيادتها وأمنها ومصالحها لأجل قضية يفترض أن تكون عادلة شوهها المدافعون والمحامون عنها.
الأجيال القادمة ستذكر أن في فلسطين الأسماء التي تقودهم لا تتبدل، والعقول لا تتغير لذلك سيعيد التاريخ نفسه مرات عديدة. لذا من يريد السلام عليه أن يتصالح مع شقه ومكونه الآخر، وأن يصدق بأفعاله لا أن يكثر أقواله، ويغيّر ما بنفسه حتى يغير الله عليهم.. ويحترم في خطابه الإعلامي والسياسي الدول التي وقفت معه تاريخيا في كل حالاته وعلى رأسها المملكة فهل أنتم منتهون؟




http://www.alriyadh.com/1887377]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]