المراسل الإخباري
06-02-2021, 14:29
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png ألكسندر فليمينغ عالم أحياء أسكتلندي.
ليس ألكسندر رجلاً مهملاً ولكن هذه هي الصورة التي تركها بدون قصد، وداعبه أصدقاؤه في هذا كثيراً. لما كان يعمل في معمله كان إذا انتهى يومه وذهب لبيته ترك وراءه أطباقه التي يصنع فيها تجاربه العلمية، وتركيزه كان على البكتيريا ومستعمراتها، فيزرعها ويحفزها ويدرس أفعالها وتأثيراتها، وكان لا يرمي أي طبق من أطباق مستعمرات البكتيريا إلا بعد أن يتأكد تماماً أنه درس البكتيريا بشكلٍ شامل ودقيق حتى لم يبقَ فيها أي شيء يمكن أن يستفاد منه، وفي صيف عام 1928م ترك معمله وذهب لإجازة مخلّفاً وراءه أطباقاً كثيرة لم ينظفها أو يرتبها كالعادة، ولما رجع عاين أطباقه مرة أخيرة قبل أن يرميها، ولكنه أثناءها لاحظ شيئاً غريباً لم يره من قبل.
إنه نوع من الفطريات في أحد تلك الأطباق، قضى على المستعمرة البكتيرية الموجودة فيه. تأمَّلَ هذا قليلاً ثم قال: هذا غريب! كان الفطر من النوع الذي ينمو على الخبز واسمه بنسليوم، فدوَّنَ ألكسندر ملاحظاته في ورقة علمية ومن ثم وضعها جانباً ولم يتابع الأبحاث في هذا الشأن. لما التهبت نار الحرب العالمية الثانية وتعاظمت أعداد القتلى والجرحى بحث العلماء عن وسيلة لتعقيم الجروح ضد العدوى، وجربوا هذا وذاك ولم يعثروا على بغيتهم، حتى وقعوا ذات مرة على تلك الورقة العلمية التي كتبها ألكسندر وأثار اهتمامهم فعل الفطر بالبكتيريا، ولما جربوا تجارب عملية أثار دهشتهم قوة تلك المادة في مكافحة الجراثيم، ومع المزيد من التجارب والتطبيق توصلوا إلى أحد أهم الاختراعات الطبية في القرن الماضي: البنسلين، المضاد الحيوي المكافح للبكتيريا التي تسبب العدوى القاتلة، وبدأت المصانع تتسابق في تصنيع هذا الدواء الباهر المنافع وإرساله إلى جبهات القتال.
ها نحن بعد عشرات السنين من ذلك الاختراع ولا زال البنسلين أكثر المضادات الحيوية استعمالاً في العالم، وهذا الاسم يشمل نوعية من المضادات وليس نوعاً معيناً.
اختراع رائع، لكن يظل المرء يَعجَب من دور الحظ والصدفة في الاكتشافات والاختراعات العلمية.
http://www.alriyadh.com/1888619]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
ليس ألكسندر رجلاً مهملاً ولكن هذه هي الصورة التي تركها بدون قصد، وداعبه أصدقاؤه في هذا كثيراً. لما كان يعمل في معمله كان إذا انتهى يومه وذهب لبيته ترك وراءه أطباقه التي يصنع فيها تجاربه العلمية، وتركيزه كان على البكتيريا ومستعمراتها، فيزرعها ويحفزها ويدرس أفعالها وتأثيراتها، وكان لا يرمي أي طبق من أطباق مستعمرات البكتيريا إلا بعد أن يتأكد تماماً أنه درس البكتيريا بشكلٍ شامل ودقيق حتى لم يبقَ فيها أي شيء يمكن أن يستفاد منه، وفي صيف عام 1928م ترك معمله وذهب لإجازة مخلّفاً وراءه أطباقاً كثيرة لم ينظفها أو يرتبها كالعادة، ولما رجع عاين أطباقه مرة أخيرة قبل أن يرميها، ولكنه أثناءها لاحظ شيئاً غريباً لم يره من قبل.
إنه نوع من الفطريات في أحد تلك الأطباق، قضى على المستعمرة البكتيرية الموجودة فيه. تأمَّلَ هذا قليلاً ثم قال: هذا غريب! كان الفطر من النوع الذي ينمو على الخبز واسمه بنسليوم، فدوَّنَ ألكسندر ملاحظاته في ورقة علمية ومن ثم وضعها جانباً ولم يتابع الأبحاث في هذا الشأن. لما التهبت نار الحرب العالمية الثانية وتعاظمت أعداد القتلى والجرحى بحث العلماء عن وسيلة لتعقيم الجروح ضد العدوى، وجربوا هذا وذاك ولم يعثروا على بغيتهم، حتى وقعوا ذات مرة على تلك الورقة العلمية التي كتبها ألكسندر وأثار اهتمامهم فعل الفطر بالبكتيريا، ولما جربوا تجارب عملية أثار دهشتهم قوة تلك المادة في مكافحة الجراثيم، ومع المزيد من التجارب والتطبيق توصلوا إلى أحد أهم الاختراعات الطبية في القرن الماضي: البنسلين، المضاد الحيوي المكافح للبكتيريا التي تسبب العدوى القاتلة، وبدأت المصانع تتسابق في تصنيع هذا الدواء الباهر المنافع وإرساله إلى جبهات القتال.
ها نحن بعد عشرات السنين من ذلك الاختراع ولا زال البنسلين أكثر المضادات الحيوية استعمالاً في العالم، وهذا الاسم يشمل نوعية من المضادات وليس نوعاً معيناً.
اختراع رائع، لكن يظل المرء يَعجَب من دور الحظ والصدفة في الاكتشافات والاختراعات العلمية.
http://www.alriyadh.com/1888619]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]