المراسل الإخباري
06-04-2021, 17:04
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png سألني أحد معارفي: "ماذا أفعل إذا طلب مني مديري المباشر فعل شيء، ووجهني مدير مديري بفعل الشيء النقيض؟". أجبته، بداية يجب عليك احترام مديرك المباشر وفق الهيكل التنظيمي لأنه هو مرجعك في نهاية الأمر. وكما أنه لا يجوز لك كموظف أن تتجاوز مديرك المباشر فلا يصح للمدير أن يتجاوز من تحته من المديرين ويوجه الأوامر المباشرة إلى الموظفين أو المسؤولين تحتهم. وعليه، ففي مثل هذه الحالات، إذا جاءك أي توجيه من مدير مديرك فعليك أن تطلب بكل أدب واحترام منه أن يبلغ ذلك التوجيه لمديرك المباشر ضماناً لعدم حصول أي سوء فهم أو مشاكل في التواصل، وأنك على أتم الاستعداد لتنفيذ التوجيه بعد ذلك. مقالة اليوم بعنوان لا تحارب مديرك المباشر.
يروي لي صديق عن مدير جامعة عربية كانت تحقق نجاحات مميزة وتتصدر صفحات الجرائد والأخبار في المحطات التلفازية تحت قيادة ذلك المدير الاستثنائي الذي أحدث نقلة نوعية بكل المقاييس. وفي ذلك البلد لم تكن للجامعات استقلالية وكانت تعمل تحت إشراف وزارة التعليم. وفي أحد الأيام زار تلك الجامعة مسؤول رفيع المستوى من خارج وزارة التعليم وطلب من مدير الجامعة أن يرفع له مباشرة بمقترح ليرفعه إلى صانع القرار في الدولة. وفعلاً رفع مدير الجامعة المقترح لذلك المسؤول متجاهلاً وزير التعليم والذي يعد مديره المباشر. وما هي إلا أيام قليلة، ويصدر القرار بإقالة مدير الجامعة مباشرة بسبب تلك الغلطة التي لا تغتفر. فمهما كانت إنجازاتك كبيرة وأداؤك مميزاً فلا يعني ذلك أنه بإمكانك تجاهل أو تجاوز مديرك المباشر.
في الواقع، يقع الكثير من المميزين والطموحين في خطأ تجاوز المدير المباشر وفي أسوأ الأحوال محاولة التمرد عليه. وقد تكون الدوافع هي الرغبة في إبراز أنفسهم للإدارات العليا والرغبة في إزاحة المدير المباشر ليحلوا محله. السبب الرئيسي خلف ذلك ناتج عن غرور وثقة زائدة بالنفس واستصغار لدور ومهام المدير. ولكن الشيء الذي ينساه هؤلاء، أنه مهما كانت القدرات عالية والمهارات استثنائية فهنالك قوانين وثقافة لا بد من احترامها والحفاظ عليها. فبالنسبة لمسؤول كبير في أي منظمة، إذا تسامحت مع موظف يتجاوز مديره المباشر بل وكافأته بترقية أو تعيين، فأنت بذلك تخلق ثقافة هدامة داخل المنظمة وثق أن الدور التالي سيكون عليك.
وفي الوقت نفسه، لا يعني كل هذا أن لا يكون هنالك تواصل فعال ونقد بناء بين الموظف ومديره المباشر فيما يخدم مصلحة العمل. ولا شك أن الأخطاء الكبرى من فساد مالي وإداري وأخلاقي وغيرها لا بد أن يتم إيقافها عبر الطرق النظامية من تواصل مع الإدارات المختصة ولكن دون أي يكون هنالك افتراء أو ادعاءات كاذبة لأن الشكوى الكيدية ستعني مباشرة مخالفة كبرى وجريمة يعاقب عليها القانون.
وباختصار، مهما كنت موهوباً وصاحب إنجازات كبيرة، لا تغتر والتزم بالأنظمة والتعليمات. وقبل ذلك احترم مديرك المباشر ولا تحاربه ولا تتجاوزه مهما كان هنالك اختلافات في وجهات النظر. وختاماً، ثق تماماً أنك إن صدقت النية وصابرت وأتقنت عملك فلن يخذلك الله ابداً!
http://www.alriyadh.com/1888999]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
يروي لي صديق عن مدير جامعة عربية كانت تحقق نجاحات مميزة وتتصدر صفحات الجرائد والأخبار في المحطات التلفازية تحت قيادة ذلك المدير الاستثنائي الذي أحدث نقلة نوعية بكل المقاييس. وفي ذلك البلد لم تكن للجامعات استقلالية وكانت تعمل تحت إشراف وزارة التعليم. وفي أحد الأيام زار تلك الجامعة مسؤول رفيع المستوى من خارج وزارة التعليم وطلب من مدير الجامعة أن يرفع له مباشرة بمقترح ليرفعه إلى صانع القرار في الدولة. وفعلاً رفع مدير الجامعة المقترح لذلك المسؤول متجاهلاً وزير التعليم والذي يعد مديره المباشر. وما هي إلا أيام قليلة، ويصدر القرار بإقالة مدير الجامعة مباشرة بسبب تلك الغلطة التي لا تغتفر. فمهما كانت إنجازاتك كبيرة وأداؤك مميزاً فلا يعني ذلك أنه بإمكانك تجاهل أو تجاوز مديرك المباشر.
في الواقع، يقع الكثير من المميزين والطموحين في خطأ تجاوز المدير المباشر وفي أسوأ الأحوال محاولة التمرد عليه. وقد تكون الدوافع هي الرغبة في إبراز أنفسهم للإدارات العليا والرغبة في إزاحة المدير المباشر ليحلوا محله. السبب الرئيسي خلف ذلك ناتج عن غرور وثقة زائدة بالنفس واستصغار لدور ومهام المدير. ولكن الشيء الذي ينساه هؤلاء، أنه مهما كانت القدرات عالية والمهارات استثنائية فهنالك قوانين وثقافة لا بد من احترامها والحفاظ عليها. فبالنسبة لمسؤول كبير في أي منظمة، إذا تسامحت مع موظف يتجاوز مديره المباشر بل وكافأته بترقية أو تعيين، فأنت بذلك تخلق ثقافة هدامة داخل المنظمة وثق أن الدور التالي سيكون عليك.
وفي الوقت نفسه، لا يعني كل هذا أن لا يكون هنالك تواصل فعال ونقد بناء بين الموظف ومديره المباشر فيما يخدم مصلحة العمل. ولا شك أن الأخطاء الكبرى من فساد مالي وإداري وأخلاقي وغيرها لا بد أن يتم إيقافها عبر الطرق النظامية من تواصل مع الإدارات المختصة ولكن دون أي يكون هنالك افتراء أو ادعاءات كاذبة لأن الشكوى الكيدية ستعني مباشرة مخالفة كبرى وجريمة يعاقب عليها القانون.
وباختصار، مهما كنت موهوباً وصاحب إنجازات كبيرة، لا تغتر والتزم بالأنظمة والتعليمات. وقبل ذلك احترم مديرك المباشر ولا تحاربه ولا تتجاوزه مهما كان هنالك اختلافات في وجهات النظر. وختاماً، ثق تماماً أنك إن صدقت النية وصابرت وأتقنت عملك فلن يخذلك الله ابداً!
http://www.alriyadh.com/1888999]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]