تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الإخلاص واستثمار الفرص



المراسل الإخباري
06-05-2021, 15:52
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
الدكتور محمد الفقيه من مدينة ضرما، ومنها انتقل إلى مدينة حرمة ثم إلى الزبير حيث درس كل مراحل التعليم العام، وبعدها درس الطب في بغداد، حيث تم ابتعاثه من قبل بلده إلى هناك..
في واحد من أنجح البرامج الحوارية على مستوى العالم العربي، أجرى الأستاذ عبدالله المديفر لقاءً ناجحاً مع الدكتور محمد الفقيه جراح القلب ورئيس الأطباء سابقاً في المستشفى العسكري بالرياض، لقاء جمع بين المعلومات الموثقة عن الصحة وصحة القلب بشكل خاص، وبين المواقف التي تنم عن الإخلاص والشجاعة، لقاء لم يأخذ حقه من التغطية والإشادة، فالكثير من الناس بحاجة إلى إيضاح ما تطرق إليه اللقاء مثل خطورة بعض أنواع الحمية التي يُروَج لها لفقدان الوزن، وما يشاع عن فوائد الكحول وخاصة النبيذ، والكلسترول وما ينشر عنه من مغالطات من أفراد قد يكونوا أطباء، مع أن الجمعيات على مستوى العالم تفند ذلك وتؤكد خطورة الكوليسترول، ونصائح أخرى كثيرة عن القلب وصحته.
أبدع الدكتور محمد في جراحة القلب للأطفال مع ما تحتاجه من دقة وحذر، فكان من الأوائل على مستوى العالم العربي، حيث لم تكن متوفرة إلا في دول العالم الأول، وقد أحب هذا العمل وتفانى فيه حتى أنه في أحد الأيام كان مريضاً في بيته، وحضر بسيارة إسعاف لإجراء العملية لطفل يوشك أن يفقد حياته ولا يوجد من يقوم بالعملية غيره على مستوى مستشفيات الرياض، لينتقل من غرفة العمليات في المستشفى العسكري في الرياض وبطائرة الإخلاء الطبي إلى غرفة العمليات خارج المملكة لإجراء عملية له في الظهر.
ومن القصص التي تدل على التواضع واحترام النظام، زيارة قام بها خادم الحرمين الملك سلمان حين كان أميراً للرياض لزيارة مريض في المستشفى العسكري، وحين همّ بأخذ المصعد أخبره الحارس أن المصعد مخصص للمرضى فقط، وأرشده إلى مصعد الزوار حيث توجه إليه الملك دون مناقشة، وبعد أن علم الحارس من الزائر خاف، لكن بعد يوم من الزيارة اتصل الملك بالحارس وشكره وحوّل له مبلغ عشرة آلاف ريال.
ومن القصص التي أوردها وتدل على الإخلاص والشجاعة تجهيز ملف لإنشاء مركز أبحاث للقلب في المستشفى العسكري، لكنه لم ينفذ لعدم وجود اعتمادات مالية، فما كان منه إلا أن استثمر وجود الأمير سلطان في المستشفى لزيارة مريض وسلمه الملف حيث أمر الأمير بأن يعرض عليه في مكتبه في اليوم الثاني، حيث وافق الأمير سلطان على إنشائه مع تأمين كل ما يتطلب المشروع من مبالغ وتجهيزات، وفي مناسبة أخرى توقف الدكتور محمد في الجزائر وهو في طريقه للمملكة بعد حضوره لمؤتمر في أمريكا، وذلك لمقابلة الأمير سلطان - رحمه الله - الذي كان متواجداً هناك في رحلة المقناص، حيث سلمه ملفاً لتوسعة مركز القلب في المستشفى العسكري ليصبح الأول على مستوى الشرق الأوسط، وقد رحب به الأمير سلطان ووجه بالتوسعة في نفس اليوم الذي تسلم فيه الملف.
ومن القصص التي تدل على الأمانة والعفة وتطبيق النظام هو رفضه لمبلغ مليون ريال كهدية من مسؤول في دولة مجاورة كعربون شكر لما قام به من عمل ناجح، وهو إجراء عملية قلب لذلك المسؤول، وبعد إلحاح تسلم المبلغ بشرط أن يوزع على العاملين بالمستشفى دون أن يأخذ منه ريالاً واحداً كما أشار في مقابلته.
الدكتور محمد من مدينة ضرما، ومنها انتقل إلى مدينة حرمة ثم إلى الزبير حيث درس كل مراحل التعليم العام، وبعدها درس الطب في بغداد حيث تم ابتعاثه من قبل بلده إلى هناك. وقد تخصص في طب القلب للأطفال وأبدع إلى درجة أنه عرض عليه فرص كثيرة داخل المملكة وخارجها، لكنه بقي مخلصاً وحريصاً على العمل داخل المملكة حيث أجاب: بلدي صرف عليّ الكثير وفي جميع مراحل الدراسة والتخصص وأغدق علي بكل كرم، ألا يستحق أن أخدمه بما أستطيع؟
أتمنى من الدكتور محمد وغيره من العصاميين الناجحين أن يدونوا مذكراتهم الشخصية بكل نجاحاتها وإخفاقاتها بأمانة وإخلاص وتفصيل، لتصبح دروساً تستفيد منها الأجيال اللاحقة، ولنتذكر المثل السنغالي الذي يقول: "إذا مات شيخ كبير ماتت معه مكتبة كبيرة".




http://www.alriyadh.com/1889147]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]