المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : يصنعون فنهم..!



المراسل الإخباري
06-05-2021, 15:52
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png «اللي ركب الفيديو مطلوب.. حي أو ميت» عبارة تصدّرت دائماً تلك الفيديوهات التي تمت إعادة تركيبها صوتًا أو صورة، وهي عبارة افتتانية محفّزة للمشاهدة وباتت كما يبدو لازمة لهذا الفن الوليد الخلاق، ولا أعرف فعلاً المصطلح التقني الخاص بهذه العملية.. لكنني أجد نفسي إزاء فنّ عصري متطوّر وموجّه، وإن جاء في جلّه ساخراً، إلا أنه يخفي وراءه دائماً شخصية مبدعة على مستوى الانتقاء والتنفيذ معاً، ويبدو أن العالم الرقمي وبعض مخرجاته المتمثلة بالأجهزة الذكية على اختلاف أنواعها بدت في تجاوز عملية تقديم الخدمات المعلوماتية أو الخدمات الموازية لذاكرتنا والداعمة لها، إلى خلق فنون إبداعية جديدة تتوالد من رحمها الرقمي.
فعملية القلب والاستبدال في الفيديوهات المتناثرة عبر منصات التواصل الاجتماعي كتويتر وسناب شات وغيرها ومنها إلى رسائل الواتس، تعتمد في بنائها إلى وعي بالهدف من هذا التحريف أو التحوير وهو وعي نوعي خلاق بالضرورة، ومن ثم البحث في مكتباتنا المرئية الضخمة لالتقاط ربما ثواني معدودات، يلي ذلك البحث في مكتبتنا السمعية وانتقاء ثوانٍ معدودات أخرى وخلق سياق فني جديد لكل هذا، أو الوعي النوعي بلغة الجسد في الصورة واختيار سياق صوتي آخر لها.. أو انتقاء صوت وتجسيده بصورة أخرى إلى آخر كل ذلك المشمول في التدخل في السياقات العامة للمحفوظ وإعادة توجيهه بسياق نوعي آخر موجّه.
وهو كما أشرت وإن بدا في جلّه ساخراً، إلا أنه يعكس قدرات هائلة لهذا المبدع أو ذاك بالإمكان توظيفها لخلق فن إبداعي جديد والتنافس فيه، إنه فن جديد بدأ بفرض وجوده بقوة على المستوى الشعبي، وسنتعامل معه ثقافياً عاجلاً أم آجلاً.. لكن عملية احتوائه وتنظيمه وخلق أفق له تظل واجب كل المؤسسات الثقافية التي يمكن أن تتماس معه..!
والحقيقة أنه منذ البدء.. ومنذ حضور المكتبة الرقمية وإمكاناتها في ساعاتنا واهتماماتنا اليومية، بدا لي أن هناك فنوناً ستظهر، وستنتشر وسيتفاعل معها مجتمع العصر، وهي إما تطوير رقمي لفنون تقليدية كما هو شأن « الفيديو كليب» الذي يقدم النص الشعري صورة حين يغنى أو يتلى صوتاً، أو حتى بعض تجارب الشعراء في عملية النص الرقمي الذي لا يمكن أن تكتمل رؤياه بعيداً عن عالمه الرقمي ووجوده فيه، أو غيره مما يمكن تسميتها بوسائل رقمية تساعد النص على الحضور والانتشار أو حتى التطور في عملية تلقّيه.. لكن ما أعنيه هنا وأخصه بالوقوف هو هذه الأشكال الفنية الجديدة والبراعة فيها، فهي على المستوى البلاغي تتناص مع المنقول لتعيد توجيهه، وهي تفعل هذا بتلقائية لكنها على المستوى النقدي تضع المنقول القديم، وإن كان بدون قصد تحت مشرط النقد العصري، فتوجد له حضوراً آخر مختلفاً، سواء جاء له أم عليه.. ثم تخلص في النهاية إلى قول ما تريد هي من خلال ما استدعته أو أحضرته يقينًا.. إنها عملية خلق إبداعية لا يمكن أن نغفلها كفنّ يتولّد وسيكبر بنا ولنا.. شئنا أم أبينا..!
فاصلة:
رضا الناس.. آية لا تترك..!




http://www.alriyadh.com/1889145]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]