المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الصهينة الإخوانية!



المراسل الإخباري
06-09-2021, 21:13
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png عُرفت جماعة الإخوان المسلمين خلال العقود الأخيرة بتناقضاتها وقدرتها على التكيّف مع قوالب المجتمع الذي تعشش داخله، هذه الحركة المطاطية شكلت الاتجاه الحركي الذي يغلف فكر جماعة الإخوان المسلمين، من التشدد إلى الانفتاح، من الانقباض إلى الانبساط بحسب الظروف، حتى أن بعض النصوص والخطابات تتماهى مع التنظيمات الإرهابية، وبعضها الآخر حين تنبسط الموجات تذهب بعيداً حتى تستفزّ التيارات الإسلامية التقليدية، وتصل إلى حالة تطابق مع الخطاب الليبرالي والعلماني، يمشون على بيت الشعري القائل: "البس لكل حالةٍ لبوسها". صار خطاب الإخوان لباساً تحدده الأجواء السياسية من زمهرير الشتاء إلى جمرة الصيف!
ورغم ما اشتهرت به جماعة الإخوان ولكي تُثبت مصداقيتها المخادعة لدى أتباعها والمتعاطفين والمخدوعين بها من خلال إطلاقها لاتهامات التخوين والعمالة لكل من يخالفها أو لا يتفق معها أو من يحاربها ويجرّمها إلا أنها وعلى سبيل التناقضات السياسية المثيرة للسخرية والضحك على العقول المغيبة قد ضربت الأسبوع الماضي مثالاً على قمة التناقض حينما تداول رواد مواقع التواصل الاجتماعي صورة نشرها زعيم الحركة الإسلامية في الداخل العربي منصور عباس، زعيم القائمة العربية الموحدة وهو يصلي عقب توقيعه اتفاق الشراكة في ائتلاف حكم إسرائيل الجديد وأرفق رواد مواقع التواصل صورته على سجادة الصلاة بصورة توقيعه على اتفاق الشراكة مع اليميني الصهيوني المتطرف نافاتالي بينت، واليساري شيائير لابيد زعيم حزب "هناك مستقبل" وبحسب العربية أفادت وسائل إعلام إسرائيلية بسماح مجلس شورى الحركة الإسلامية الجنوبية لزعيم القائمة العربية الموحدة منصور عباس، بالانضمام لرئيس حزب "هناك مستقبل" يائير لابيد ليتمكن من تشكيل حكومة إسرائيلية!
طبعاً هذا المثال الصارخ والذي يدل على قمة تناقضات جماعة الإخوان والمتاجرين بالقضية الفلسطينية من حماس ومن دار في فلكهم قد أثبت بالدليل القاطع وأظهر حقيقة مرئية ثابتة أن الإخوان لا مشروع دينياً لديهم كما يزعمون ويروجون وإنما كل ما في الأمر هو مشروع سياسي يُسوّق له باسم الدين وشعارات دينية يتاجرون بها ومن خلالها باسم القضية الفلسطينية وقضايا المسلمين والذين لا يمتون لها بصلة وإن ادعوا زعماً أنهم ينتسبون لهم وسموا أنفسهم بالإخوان المسلمين!
يتحالفون مع إسرائيل ويعقدون الصفقات سراً وجهراً ويوقعون الاتفاقية أمام مرأى الجميع وفي ذات الوقت رغم تزعم قياداتهم وأدواتهم ووسائلهم الإعلامية وأتباعهم عداءهم لإسرائيل والتي يصفونها (بالكيان الصهيوني) لدغدغة مشاعر هتّيفتهم وأتباعهم ويصمون بتهمة الصهينة كل من لا يتفق معهم أو يخالفهم أو يكشف حقيقتهم وفي الواقع هم أكبر صهينة إخوانية تلعب على حبال التناقض والخداع وتتاجر بالقضية الفلسطينية!
ولا يغيب عن ذهننا تباكي راشد الغنوشيء، ابن الحركة الإسلامية والإخواني التاريخي، للراحل هشام جعيط، حين نعاه بأنه ابن خلدون هذا العصر، إنما أراد من ذلك كله تحقيق مكاسب انتخابية، ولكن حين تمحص التجارب والذكريات قولها نجد أن الغنوشي أكبر المهاجمين لجعيط سليل مدرسة الزيتونة، إنهم ملة واحدة.




http://www.alriyadh.com/1889832]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]