المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بشائر النصر وما بعد الجائحة



المراسل الإخباري
06-15-2021, 21:39
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png بدأت بشائر النصر على الجائحة تلوح في الأفق. أعلنت بعض الدول وصولها إلى المناعة المجتمعية عبر إعطاء اللقاح لغالبية سكانها، وجاءت النتائج مبهرة فيما يتعلق بانخفاض أعداد الحالات الحرجة والوفيات. أثبت اللقاح نجاعته وإمكانية تعديله بحسب التحورات التي تطرأ على الفيروس، وهذا ما أعطى مؤشراً أن الحرب تتجه نحو إعلان الجنس البشري انتصاره على عدوه الضئيل، وأن المسألة هي مسألة وقت فقط. بدأ العالم يتطلع لمرحلة ما بعد الجائحة، المختصون يرتبون أوراقهم لمعرفة تداعياتها وآثارها على المدى البعيد.
المؤكد هو أن عالم ما بعد الجائحة مختلف بشكل كبير عما قبلها، حيث تمر في التاريخ أحداث مفصلية يتغير بعدها لون الحياة وشكلها وطعمها وبدون أدنى شك فإن هذه الجائحة ستكون أحدها، وستترك آثاراً كبيرةً على معاصريها، وليس بالضرورة أن تكون آثاراً سلبيةً؛ بل قد تكون إيجابية إلى حد كبير.
وإذا كانت الكمامة ستتلاشى كأحد المظاهر الأساسية لمرحلة الجائحة، فإن العديد من الآثار ستبقى؛ إذ سيزداد التصاق العالم بالتقنية وسيقل اعتمادهم على الأوراق النقدية، وسيصبح العمل والتعليم عن بعد جزءاً طبيعياً من حياتنا، وتضعف تجارة التجزئة في شكلها التقليدي، لتتحول للقالب الإلكتروني.
جامعة هارفرد نشرت مقالاً عن مرحلة ما بعد الجائحة، أكدت فيه أن ذاكرة هذا الجيل سترتبط ارتباطاً وثيقاً بالجائحة إذ إن قدره هو أن يوصم بها كما كان الأمر مع جيل حقبة الكساد الكبير وغيرها. وتتوقع د. كارستان كوينين، أستاذ علم الأوبئة النفسية بجامعة هارفرد بأن الآثار البعيدة للجائحة هي أكبر مما نتوقع الآن، خصوصاً على الجانب النفسي للشباب وصغار السن، حيث يمثل ما حدث بكل ما اكتنفه من حالة عدم اليقين والترقب والخوف ما يشبه الصدمة النفسية التي تظهر آثارها في المستقبل على شكل قلق واكتئاب. وترى كوينين أن الجائحة ستعزز من عيش الإنسان في العالم الافتراضي والتصاقه به، وابتعاده عن الاجتماعات واللقاءات الجسدية.
الجائحة كشفت أيضاً أن العمل والدراسة عن بعد قابلان للتطبيق، ولوحظ انخفاض كبير في معدل الاختناقات المرورية خلال الجائحة رغم استمرار الأعمال، وهذا ما فتح المجال أمام مناصري البيئة للدفع بشكل أكبر نحو خيارات العمل عن بعد في المستقبل للتخفيف من الانبعاثات الضارة التي تتسبب بها السيارات.
وأخيراً، الجائحة ستلقي بظلال ثقيلة على هذا الجيل، وستعيد تشكيل الكثير من مظاهر حياته، لكنها ليست شراً محضاً، إذ سيشهد العالم جوانب مشرقة وإيجابية كبيرة بعد انقضائها، فالعالم مقبل على ثورات كبيرة في الطب ستقضي على الكثير من الأمراض المستعصية بفضل الإنفاق السخي على الأبحاث خلال الجائحة، وذلك عندما استوعبت الحكومات الأهمية القصوى للعلماء وللأبحاث الطبية وقاموا بدعمها. هذا فقط جانب واحد، وسيكشف المستقبل عن الكثير من الجوانب الإيجابية التي لم نتوقعها من جائحة بائسة مثل جائحة كورونا.




http://www.alriyadh.com/1890862]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]