المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أبشري.. يمه



المراسل الإخباري
06-18-2021, 21:40
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
إن تكريم كبار السن لا يقتصر على التوعية بكيفية التعامل معهم، أو الاحتفال باليوم العالمي المخصص لهم، القضية أشمل من ذلك، المنتظر من مؤسسات المجتمع تحويل الاهتمام بهذه الفئة الغالية إلى أفعال تحقق لهم الاحتياجات الضرورية..
يطلب الطفل من أبيه طلبا فيستجيب الأب قائلا: "أبشر يبه"، وتستجيب الأم لطلب الطفلة: "أبشري يمه"، هكذا يحترم الوالدين أطفالهما بمخاطبتهم بجعلهم بمقام الأب والأم، ما يدل على المكانة العظيمة للوالدين.
من الذي في قلبه حجر ليمارس الإساءة لوالديه أو لكبار السن، والله سبحانه وتعالى يقول: "وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما".
يذكرنا العالم هذه الأيام باليوم العالمي للتوعية بشأن إساءة معاملة كبار السن، معظم الناس لا يحتاجون إلى تذكير، وبعضهم يحتاج إلى توعية، المسن قد تضعف لياقته أو بصره أو سمعه، أما قلبه فهو نبع حب لا ينضب، وأما عقله فهو الحكمة والتجارب والمسؤولية، وأما جسده فقد أنهكه العمل والعطاء وتوفير ظروف المعيشة الآمنة لأسرته.
الاحترام والوفاء والتقدير وتقديم الرعاية للوالدين وكبار السن واجب ومسؤولية وعطاء إنساني ينشر المحبة والسعادة داخل الأسر وفي المجتمع.
كبير السن بحاجة إلى من يجلس معه ويستمع إليه ويسأل عن أحواله واحتياجاته، يؤلمه أن يكون وحيدا وآخر اهتمامات الأبناء. الأب والأم، وكبير السن ليسوا فقرة في المشاغل اليومية للشباب والأبناء، هم الحب والحياة والوفاء ومنبع السعادة والأمان، ما أجمل الحديث مع كبار السن، عفويتهم وصراحتهم وتواضعهم وذكرياتهم، متعة أن تستمع إليهم، ومتعة لهم حين يجدون من يحترم ويقدر وينصت. المسن بحاجة إلى إشباع حاجته النفسية المتمثلة في الشعور بالأهمية والحاجة إلى آرائه وتوجيهاته، كان هو المسؤول وصاحب القرار، كان الأب الذي يتعهد أبناءه بالتربية ويوفر متطلبات الحياة، كانت الأم التي يبحث عنها الجميع وتلبي احتياجات الجميع وتوزع حنانها على الجميع، كان الصديق الرائع والجار المتعاون وصاحب الدكان الأمين والمزارع الكادح والموظف المخلص، والرجل الحكيم، والمعلم المبدع.
في مملكتنا الإنسانية يوجد 900 جهة حكومية وأهلية في كافة مناطق ومحافظات المملكة تسهم في تقديم الخدمات لكبار السن حسب تصريح سابق لنائب رئيس مجلس إدارة الجمعية السعودية لمساندة كبار السن، تهتم بشؤون كبار السن ورفع مستوى الوعي باحتياجات كبار السن وحقوقهم، والتعريف بالأنظمة واللوائح المتعلقة بهذا الشأن البالغ الأهمية. بعض هذه الجمعيات لا تكتفي بالتوعية وإنما أوجدت أندية خاصة تقدم الرعاية والخدمات لكبار السن وتوفر لهم بيئة اجتماعية وثقافية وترفيهية ورياضية، وتستثمر خبراتهم وقدراتهم، وتدريب مقدمي الخدمة لهم على أساليب التعامل المناسبة.
إن تكريم كبار السن لا يقتصر على التوعية بكيفية التعامل معهم أو الاحتفال باليوم العالمي المخصص لهم، القضية أشمل من ذلك، المنتظر من مؤسسات المجتمع تحويل الاهتمام بهذه الفئة الغالية إلى أفعال تحقق لهم الاحتياجات الضرورية ومن أهمها التأمين الصحي، وكسر عزلتهم من خلال استثمار خبراتهم لفائدة الشباب، وتوفير الخدمات الاجتماعية المناسبة، ومساندتهم على الاستقرار والتكيف للظروف المتغيرة.
في موضوع ذي صلة أُجري استطلاع قبل سنتين قام به المركز السعودي لاستطلاع الرأي العام بطلب من مجلس شؤون الأسرة لتحديد معرفة المواطنين بالخدمات المقدمة لكبار السن أشارت بعض النتائج إلى أن 71 % لا يعلمون بخدمة إجراء الفحوص الطبية المبكرة للكبار، 79 % لا يعلمون عن برامج التوعية بالتغذية المناسبة، و 55 % يجهلون وجود برامج العلاج المنزلي، و80 % لا يعلمون بوجود برامج توعية لأفراد الأسرة بحاجات الكبار، وهكذا بقية النتائج التي تدل على وجود خدمات متنوعة توفرها الدولة لكبار السن مثل الخدمات الحكومية المنزلية والإعفاء من بعض الرسوم الحكومية وبرامج التعليم وغيرها.
هذه نتائج تتطلب منا التوقف والمراجعة والتقييم للوصول إلى برامج تواصل أفضل مع المجتمع.




http://www.alriyadh.com/1891542]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]