المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : كويناك وعلى الله شفاك



المراسل الإخباري
06-18-2021, 21:40
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png «تحذير: النبات سام ولا يستعمل إلا تحت إشراف المختصين». هذا التحذير وتحذيرات شبيهة متنوعة تنتشر في صفحات متفرّقة من الكتاب الجميل (النباتات المستخدمة في الطب الشعبي السعودي) للأستاذ الدكتور محمد الشنواني، وفي هذا الكتاب الصادر قبل سنوات بدعم من مدينة الملك عبد العزيز للعلوم والتقنية يجد الناظر تعريفاً بأعشاب توصف لطالبي العلاج بواسطة المعالجين الشعبيين مع أنها سامة وقاتلة أو ضارة لأعضاء حيوية في جسم الإنسان: كالقلب والكبد والكلى. ومنها ما يؤدي لأعراض بالغة الخطورة على مستخدمها كالإجهاض، بالنسبة للنساء، وارتفاع ضغط الدم والهلوسة وغيرها.
وتزداد قيمة نشر مثل هذه الدراسات في مجتمعنا لأسباب عديدة من بينها تعرضها لواحد من أخطر أساليب العلاج الشعبي على صحة الإنسان وهو العلاج الدوائي، والذي تزداد خطورته دائماً بحجم إيمان الناس به، وبحجم تساهل المعالجين، لاسيما من فئة «الرُّقاة»، في وصف أعشاب يتجاور فيها الشفاء والموت، ومن دون إدراك لخصائصها أو معرفةٍ بمدى ملاءمتها للمريض. وقد أكدت دارسة أجريت في إحدى الدول العربية أن 70 % من العطارين وأدعياء الخبرة في الطب الشعبي لم يحصلوا على الشهادة الثانوية فضلاً عن إمكانية معرفتهم للأسماء العلمية للنباتات التي يتعاملون معها؛ ومع ذلك يتساهلون في خلط المواد العشبية وبيعها للناس زاعمين أنها تعالج أمراضاً مستعصية يستحيل أن تعالجها.
ومن القصص الطريفة التي تؤكد على خطر فئة من المعالجين الشعبيين على صحة الناس أن أحد الأطباء النفسيين قام هو وزملاؤه بعقد دورة تدريبية مبادرةً منهم لتعريف مجموعة من المعالجين الشعبيين على أعراض الأمراض النفسية التي تستدعي تحويلها لعيادات الأطباء للتعامل معها، وقد أصيب هذا الطبيب بالإحباط بعد أن اكتشف أن بعض المعالجين قاموا بتسجيل أسماء الأدوية النفسية وأضافوها إلى خلطاتهم!
وإذا عدنا لتأمل أسباب زيادة إيمان الناس بالعلاج بالأعشاب لوجدنا سبباً آخر يمكن إضافته للأسباب التي أشارت لها الدراسات، كاليأس من وجود علاج طبّي فعّال أو الميل إلى الاعتقاد بأن التداوي بمواد طبيعية أنفع من العلاج بالمواد الكيميائية. ففي الماضي، وقبل انشار العلم، تعامل أجدادنا مع الحالات المرضية التي عسر عليهم تشخيصها بأساليب علاجية أخرى قلَّ اعتقاد الناس بجدواها اليوم، ومنها على سبيل المثال (العلاج الخرافي) اعتماداً على أداء طقوس قولية وفعلية، أو العلاج بتناول مواد مأخوذة من الحيوانات والكائنات في بيئتهم، وفي موسوعة (الثقافة التقليدية في المملكة العربية السعودية) تفصيل لهذا النوع من العلاج وذكر لنماذج توضّح مدى اعتقادهم به، وجاء في أمثالهم: «شبعةٍ من ذيب تكفي عن ميَّة طبيب» لتأكيد اعتقادهم بالفائدة الكبيرة لتناول أجزاء من الذئب في العلاج من أمراض معينة، أو استعمالها للحصول على قوى لا يملكها الإنسان.
اندثار مثل هذه الأساليب التقليدية في العلاج، والترويج الكبير لخلطات سحرية وذهبية قادرة على الشفاء من كل داء، كلها عوامل إضافية ساهمت في ازدهار سوق العلاج الشعبي بالأعشاب. ومن الجيد أن تستمر الجهود والمبادرات التي تساعد على نشر الوعي والتحذير من خطورة الثقة المفرطة في العلاج بالأعشاب لمجرد اعتماده على مواد مصدرها الطبيعة.




http://www.alriyadh.com/1891539]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]