المراسل الإخباري
06-19-2021, 04:36
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png من يقرأ - مثلاً - في (الأدب الكبير)، و(الأدب الصغير) لابن المقفع (ت142هـ) سيدهشه ما يقوم به المؤلف من تفكيرٍ يشبه - إلى حد قريب - ما يفعله اليوم مؤلفو كتب تطوير الذات، وبناء الشخصية، على أن ابن المقفع لم يكن متقدماً زمناً فحسب، بل هو متفوق على المعاصرين بطريقة العرض، ويكاد أن يبزّهم في جمال الوصف، وحسن الرصف، وقد ألّف (أدبيه) مستفيداً من آثار السابقين وحكمهم، وتجارب الأولين وتصوّراتهم، فوضعها لنا في قالبٍ يحوي خلاصة الفرائد، وعصارة الفوائد.
ولعل من أميز ما حواه (الأدبان) تنوع الموضوعات، وعمق التوجيهات، ففي (الأدب الكبير) يدعو المؤلف في غير موضع إلى الخلال الحميدة، وتجنب الأخلاق الذميمة، والإفادة من علم الأولين، وفضيلة العلم، وإصلاح الجسد، وتجنب الحسد، والحث على الجود والسخاء، والترفع عن المدح، والفوز برضا الأخيار، وحسن التدبير، وسوء عاقبة الغضب، وتحاشي سوء الظن، وأهمية التثبت في المواقف، ومراعاة حق السلطان، وتقدير صحبته، والوفاء للصديق، وتوخي رضاه، والتودد للعامة، واختيار الأصحاب، وتجنّب الهزل، ومغبة الغرور، وفضيلة المصابرة، وحسن المناظرة، ومراعاة تباين الطبائع، وعدم التجاوز، والتهويل، وتجنب السفه، والتمسك بالمروءة، وحسن المعاشرة، وآداب المجالسة، وإصلاح عورات النفس، وغيرها.
وفي (الأدب الصغير) يشير المؤلف إلى بعض الموضوعات الدقيقة، وكيفية التعامل معها، كالمحاسبة، والخصومة، والتعقّل، والصحة، والتخيّر، وفضل العلم، وآداب التعامل مع السلطان، والصدق، والجود، والعفو، والمال، والأعوان، ونحو ذلك من النصائح والحكم التي تدعو إلى بث السلوك الإيجابي، ونشر نفعه وأثره بين الفرد والمجتمع، بالإضافة إلى تحسين أداء الإنسان ومهاراته، والقدرة على التواصل مع الآخرين بشكل جيد، سواء كانوا من الخاصة، أم العامة، وهو ما تنظّر له اليوم أكثر كتب (تطوير الذات)، وتسعى إليه أكثر الدورات التدريبية المهتمة بـ(بناء الشخصية)، و(تعزيز الثقة بالنفس).
ولعل ما يلفت النظر في (الأدب الكبير) مثلاً، تلك المفضليات النثرية التي يتدرّج من خلالها الكاتب في إقناع مخاطبه، فيبدأ بأمر مفضّل، ثم ينتقل إلى ما هو أفضل منه، يقول مثلاً: «وأصل الأمر في الجود، ألا تضّن بالحقوق على أهلها، ثم إن قدرتَ أن تزيد ذا الحق على حقه، وتطول على من لا حق له فافعل؛ فهو أفضل»، ومثله قوله: «وأصل الأمر في الكلام أن تسلم من السقط بالتحفظ، ثم إن قدرت على بارع الصواب فهو أفضل»، ونحو ذلك من القواعد التفاضلية التي تخيّر المتلقي بين الجيد والأجود، والطيب والأطيب، والصواب والأصوب، والمهم والأهم.
ولعل هذا التفاضل يذكرنا بالعادة الثالثة عند (ستيفن كوفي) في كتابه (العادات السبع للناس الأكثر فعالية)، وهي قاعدة (ابدأ بالأهم قبل المهم)، غير أن ابن المقفع يركّز على فعل المهم، والاكتفاء به دون الأهم؛ لأن في تحقيقه قيام بما يسد ويكفي، وهذا الأمر على مستوى القناعة والرضا قد يكون مقبولاً، أما (ستيفن كوفي) فهو ينطلق من مستوى التطلع والطموح، وتحقيق الأهداف، وعموماً فإن في التصورين معاً ما يشير إلى تناص الفكر الحديث مع القديم، في التعاطي مع الدروس الفعالة، والقواعد المؤثرة في عملية التغيير الشخصي التي تنتهجها كتب تطوير الذات في زمننا هذا.
http://www.alriyadh.com/1891666]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
ولعل من أميز ما حواه (الأدبان) تنوع الموضوعات، وعمق التوجيهات، ففي (الأدب الكبير) يدعو المؤلف في غير موضع إلى الخلال الحميدة، وتجنب الأخلاق الذميمة، والإفادة من علم الأولين، وفضيلة العلم، وإصلاح الجسد، وتجنب الحسد، والحث على الجود والسخاء، والترفع عن المدح، والفوز برضا الأخيار، وحسن التدبير، وسوء عاقبة الغضب، وتحاشي سوء الظن، وأهمية التثبت في المواقف، ومراعاة حق السلطان، وتقدير صحبته، والوفاء للصديق، وتوخي رضاه، والتودد للعامة، واختيار الأصحاب، وتجنّب الهزل، ومغبة الغرور، وفضيلة المصابرة، وحسن المناظرة، ومراعاة تباين الطبائع، وعدم التجاوز، والتهويل، وتجنب السفه، والتمسك بالمروءة، وحسن المعاشرة، وآداب المجالسة، وإصلاح عورات النفس، وغيرها.
وفي (الأدب الصغير) يشير المؤلف إلى بعض الموضوعات الدقيقة، وكيفية التعامل معها، كالمحاسبة، والخصومة، والتعقّل، والصحة، والتخيّر، وفضل العلم، وآداب التعامل مع السلطان، والصدق، والجود، والعفو، والمال، والأعوان، ونحو ذلك من النصائح والحكم التي تدعو إلى بث السلوك الإيجابي، ونشر نفعه وأثره بين الفرد والمجتمع، بالإضافة إلى تحسين أداء الإنسان ومهاراته، والقدرة على التواصل مع الآخرين بشكل جيد، سواء كانوا من الخاصة، أم العامة، وهو ما تنظّر له اليوم أكثر كتب (تطوير الذات)، وتسعى إليه أكثر الدورات التدريبية المهتمة بـ(بناء الشخصية)، و(تعزيز الثقة بالنفس).
ولعل ما يلفت النظر في (الأدب الكبير) مثلاً، تلك المفضليات النثرية التي يتدرّج من خلالها الكاتب في إقناع مخاطبه، فيبدأ بأمر مفضّل، ثم ينتقل إلى ما هو أفضل منه، يقول مثلاً: «وأصل الأمر في الجود، ألا تضّن بالحقوق على أهلها، ثم إن قدرتَ أن تزيد ذا الحق على حقه، وتطول على من لا حق له فافعل؛ فهو أفضل»، ومثله قوله: «وأصل الأمر في الكلام أن تسلم من السقط بالتحفظ، ثم إن قدرت على بارع الصواب فهو أفضل»، ونحو ذلك من القواعد التفاضلية التي تخيّر المتلقي بين الجيد والأجود، والطيب والأطيب، والصواب والأصوب، والمهم والأهم.
ولعل هذا التفاضل يذكرنا بالعادة الثالثة عند (ستيفن كوفي) في كتابه (العادات السبع للناس الأكثر فعالية)، وهي قاعدة (ابدأ بالأهم قبل المهم)، غير أن ابن المقفع يركّز على فعل المهم، والاكتفاء به دون الأهم؛ لأن في تحقيقه قيام بما يسد ويكفي، وهذا الأمر على مستوى القناعة والرضا قد يكون مقبولاً، أما (ستيفن كوفي) فهو ينطلق من مستوى التطلع والطموح، وتحقيق الأهداف، وعموماً فإن في التصورين معاً ما يشير إلى تناص الفكر الحديث مع القديم، في التعاطي مع الدروس الفعالة، والقواعد المؤثرة في عملية التغيير الشخصي التي تنتهجها كتب تطوير الذات في زمننا هذا.
http://www.alriyadh.com/1891666]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]