المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : مقارنات



المراسل الإخباري
06-24-2021, 20:29
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png كم سيكون العالم جميلا ورائعا لو لم يعتمد على المنافسة والمقارنات! لكنه لن يكون العالم الذي نعرفه والذي يعتمد على المنافسة، لأن البقاء للأقوى كما تعلمنا.. لكن، ليته ليس كذلك على الأقل في مسائل الفن والأدب، ليتنا لا نقارن بين شاعر وشاعر وفنان وفنان، نتقبل الجميع ونترك ذائقة الفرد تختار ما تحب من دون وصاية ومن دون مقارنة، حيث في كثير من الأحيان يمكن للذائقة أن تختار الشاعرين معا، أو الفنانين معا.
ذكرني بهذه المسألة رحيل الشاعرة العراقية السامقة والباهرة لميعة عباس عمارة، أحببت هذه الشاعرة منذ زمن بعيد حين شاهدتها في التلفزيون تلقي شعرها بطريقتها الباذخة والجذابة، أعجبت بوقفتها، بملابسها، بالحلي التي تزين جيدها، بمخارج حروفها، بالسخرية اللاذعة التي يتمتع بها شعرها، بابتسامتها، بالثقة الهائلة التي تنطق بها قصائدها، كانت بالنسبة لي حالة مكتملة.
وعرفت نازك الملائكة في المدرسة، كانت متضمنة في المنهج الدراسي، ضمن فصل الشعر الحر في كتاب الأدب، النصوص كما كنا نسميه تلك الأيام، أغرمت بشعر نازك وبأسلوب الشعر الذي كانت تكتب به.
ظللت أسمع اسم نازك الملائكة يتردد دائما، في كل مكان، لكن لم يكن اسم لميعة يتكرر بذات الطريقة، ولم يشغل بالي الأمر، أحببت الاثنتين، لكل منهما عندي مكانة معينة، لا تؤثر إحداهما في الأخرى.
بنفس الطريقة أحببت فيروز وصباح، فيروز الرزانة والصوت الذي يبزغ معه الصباح، وصباح الغنج والرقص والفرح بالحياة، لكل منهما مكانة لا تؤثر إحداهما على الأخرى.
ولو كنت صادقة أكثر، وشفافة أكثر، ربما اعترفت أنني أميل إلى لميعة وصباح أكثر، أميل إلى حب الحياة والطريقة التي أعلنت بها لميعة وصباح هذا الحب، أكثر من الرزانة والثبات والحديث عن الكون والوجود بشكل فلسفي ووجودي.
مع إعلاني هذا يبدو وكأنني أنا التي أعقد المقارنات، لكن ليس هذا غرضي، أنا أقصد أنني بإعلاني هذا كأنني أسبح ضد التيار، كأنني أقول لعاقدي المقارنات إنكم لا تنجحون دائما، وأنه بالرغم من التبجيل المقدس لأسماء بعينها، هناك من يرى بعين أخرى.
وأتساءل الآن، لماذا في هذه المقارنات خصوصا بالنسبة للمرأة، نميل إلى تقديس المرأة التي تشبه الملاك، البعيدة عن التعبير عن حياتها كما هي روح وجسد، لماذا نميل للمرأة التي تعيش في صومعة، لا نريد أن نسمع لميعة وهي تعبر بشكل صارخ عن احتياجاتها، حتى لو كانت قصيدة بديعة، نتعامل مع المرأة التي تختار فساتينها بعناية كأنها الفستان الذي ترتديه.
هذه مجرد أسئلة، تراودني بين حين وآخر، كلما رأيت مقارنة تعقد.. والأسئلة تحتاج إلى بحث عن الإجابة، وليس الحكم على السؤال أو الإجابة عن سؤال مختلف.




http://www.alriyadh.com/1892617]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]