المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : ما يحدث في الشارع



المراسل الإخباري
06-25-2021, 03:25
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png في كثير من الأحيان قد يفكر بعض الناس في نثر وصاياهم، عندما يرغبون الخروج من المنزل أو الذهاب إلى أعمالهم أو جلب أبنائهم من مدارسهم، وقد أصبحت واحدا من هؤلاء خصوصا عندما وصلت إلى مرحلة من العمر أيقنت فيها - والأعمار بيد الله سبحانه وتعالي - أن زيت القنديل بات محدودا، وأن الأعصاب باتت سريعة الاشتعال لأقل الأحداث أو التصرفات التي تحدث من الأطراف المقابلة، على مختلف أعمارهم ومهامهم في الشوارع والدواوين؛ خصوصا إذا كان ذلك الطرف من الشباب. لكنني الآن وأنا في غاية من الهدوء وربما بعض الحكمة، أسترجع يوما واحدا خرجت فيه كعادتي من البيت بعد أذان العشاء، لزيارة المكتبة وشراء أغراض البيت، وبعد ذلك ممارسة المشي، كما هي عادتي يوميا لمدة نصف ساعة، وهي كافية لمن يتريض دون ونيس.
عند خروجي من المنزل أركب السيارة، أربط الحزام، وآخذ طريقي في شوارع قد لا تتغير كثيرا عند واحد شعاره "دريب دربه وحدة!"، في ذلك اليوم كانت أمامي سيارة نظيفة وحديثة سائقها يسير ببطء وكأنه يسير على طبق بيض، من شدة حرصه على نفسه وعلى سيارته كما خمّنت، وليس على شارع نظيف وجيد الإضاءة تتلاطم فيه العربات في كافة الاتجاهات، وإن كان أغلب سائقيها ملتزمين بالأميال المطلوبة في مساراتهم، تخطيت السائق وكان آسيويا، لأراه متربعا على كرسيه في غاية الحبور، واضعا "الجوال" أمامه وكان واضحا أنه كان يدير حديثا مصورا، وبينما كنت في سيري الطبيعي انحاز علي سائق من جهة اليسار، وكأن لسانه يهدر بكلام كثير، دون أن أدرك إلى من كان يوجه شتائمه، حتى فتح شباكه ليؤكد أنه كان يقصدني بمعزوفته الطويلة؛ مع أنني في تلك اللحظة كنت أسير في طريقي ملتزما باللوحة التي تحدد السرعة، وتنذر بعواقب الكاميرات الراصدة، التي يتساوى عندها العدو بالحبيب، للدخول إلى "المول" أوقفت سيارتي في المواقف، التي كانت شبه خالية. خرجت لأجد صاحب سيارة يقف في المنتصف ومعه أيضا جواله، حال رؤيته لي متجها لسيارتي تحرك، ليقف خلف سيارة أخرى بمنتهى الهدوء! سألت نفسي.. لماذا لا يقف مثل عباد الله الصالحين في المواقف الخالية؟ وللأسف لن أجرؤ على توجيه هذه النصيحة له، بعد الوصلة التي تلقيتها قبل دقائق، هذا في الشوارع الطويلة العريضة، المزودة بالكاميرات والممرات والجسور والأنفاق، وحيث السرعات محددة والكاميرات ترصد حتى آكلي السندويتشات؛ أما في شوارع الأحياء الضيقة، فسوف لن تعدم من يتعمد الوقوف خلف سيارتك ثم يدخل هانئا مطمئنا إلى مسكنه، ولن تعدم من يربي في منزله كلابا تشبه الخرفان، تطلق نباحها إذا نام الجيران، وهي يوميا تقضي حاجتها رفقة أصحابها في الأراضي المجاورة، ولن تعدم من يقف في منتصف الطريق الضيق منتظرا صديقه أو زوجته، ولن تعدم إذا جاء المساء من يتهور في قيادته بشارع هو في أمس الحاجة لأمثال صاحبنا الذي يقود سيارته وكأنه يعبر على بيض!




http://www.alriyadh.com/1892793]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]