تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : "صبح" التاريخ..!



المراسل الإخباري
06-26-2021, 17:31
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png حين نقلب في صفحات التاريخ سنعثر على مساحات واسعة من الإخصاب الأنثوي، سواء جاء حضاريا أو سياسيا أو حتى عدائيا متمثلا بامراة هنا وأخرى هناك تشكل حضورها في بلاط السلاطين ذات السلطة الذكورية بطبعها، اليوم سنقف عند امرأة ربما توارت كثيرا في قصاصات الرواة لكننا نستحضرها حين يتزامن حضورها تاريخيا مع أزهى عصور الحضارة الإسلامية حيث الضوء المشرق في الأندلس في زمن الخليفة الأموي الناصر وما تلاه بقليل قبل أن تسقط الأندلس ويعود العرب إلى مشرقهم..
إنها صبح البشكنجية "أورورا".. فمن دار الغناء التي أنشأها زرياب في قرطبة انطلق صوتها مخاصرا العود وباحثا له عن مخبأ في قلوب الأثرياء والوجهاء في تلك المدينة التي كانت يومها الشمس والحقيقة معا.. وقعت عيناها على (محمد بن أبي عامر) فعلقت به روحها بينما كان هو يبحث عن حلم العظمة وجوار السلطان كما يتذاكر المؤرخون، لكن صوتها الساحر مع صورتها الفاتنة جاءت أكبر من أن تكون لفتى طامحٍ مهما كان وسيما أو صاحب حضور مدهش، لهذا باتت هذه الجارية الساحرة المفتونة بابن أبي عامر بين ليلة وغنائها في قصر الحكم بن عبدالرحمن الناصر يقيم بها وينجب منها على كبرٍ ولدين الأول عبدالرحمن الذي مات صغيرا ثم المؤيد بالله هشام بن الحكم بن عبدالرحمن الناصر.. دعّمت هذه الحظوة ليصبح عند الخليفة الحضور الكبير لابن أبي عامر في بلاط الخلافة الأموية فحين أخذ الخليفة الحكم بن عبدالرحمن البيعة لابنه هشام وهو ابن الثانية عشرة، جعل ابن أبي عامر وكيلا له ولأمه صبح حتى يشب ويكبر. لم يقدم لنا التاريخ عن "أورورا" وابن أبي عامر من حيث الصحبة إلا الشيمة والمروءة وحفظ أمانة السلطان لكنه لم ينكر أيضا أن قلب "أورورا" ظلّ معلّقا بابن أبي عامر قبل موت مولاها وبعده حتى وهي تراه يسلب ابنها الخليفة حقه في الحكم ويحجبه عن الناس بحجّة الوصاية عليه، ناضلت ودبّرت وخطّطت وتآمرت أحيانا من أجل إعادة حق ابنها المغتصب بحجج الوصاية وحفظ الدولة وابتدار أعمال الخلافة وشؤون الحكم نيابة عنه لكنها لم تفلح في مسعاها وبالتالي كانت نهاية عهد ابن أبي عامر بداية عهد ملوك الطوائف في الأندلس.. ظلت تلك الصبح البشكنجية طوال حياتها كأم للخليفة الصغير تجاهد مشطورة الروح بين واجبات الأم (السلطانة) التي سيحمّلها التاريخ وزر تفريطها بحق ابنها وبين رغبات القلب المعلّق بابن أبي عامر على الرغم من أنه كان وما زال العاشق الحرام والمعشوق المحرّم.. "أورورا" أو صبح البشكنجية لم تكن يومًا غير وردةٍ في ربيع الأندلس يحمل شذاها التاريخ ملوكا ودولا وحكايا شتى، ثم يتناقلها الرواة بغموضٍ مغرٍ وحقيقةٍ مشتهاة.




http://www.alriyadh.com/1892918]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]