المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل اقترب موت الشيلات؟



المراسل الإخباري
06-27-2021, 21:47
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png وصفَ الباحث أحمد الواصل الشيلات، في حوار أجري معه قبل عامين، بأنها «هوشة شارع»، كما وصفها بأوصاف أخرى منها أنها «أغنية تحريضية، فقيرة» من الناحية الفنية، وتنبأ بأنها لن تصمد طويلاً وستنتهي؛ لأنها مجرد اقتراح أو صورة من صور «الأغنية البديلة» التي تنشأ في سياق محاولة البحث عن مصادر جديدة للأغنية. وكذلك شبه ظهورها بظهور فن «الراب» الذي برز في السعودية في مرحلة زمنية معينة نتيجة عوامل اجتماعية محدّدة ليزول سريعاً بزوال تلك العوامل، وحين استمعت لكلام الواصل لأول مرّة لم أقتنع به كثيراً؛ ربما لأن تركيزي اتجه حينها ناحية العبارات المذكورة التي رأيتها متطرّفة وصادرة عن باحث في الغناء قد ينحاز ضد الشيلات التي يرى الداعمون لها أنها تُهدّد بقاء فنه المفضّل!
ومن الأمور التي أعادت إلى ذاكرتي حديث الواصل ما حدث للشيلات من تطورات متسارعة في السنوات الأخيرة، إضافة إلى اطلاعي على قراءة الدكتور عبدالرحمن الشقير المنشورة في كتابه الجميل (الذاكرة الشعبية) عن الشيلات، وهي قراءة يجمع بينها وبين حديث الواصل السعي للبحث عن أسباب نشوء الشيلات من جهة، ومحاولة التنبؤ بمستقبلها من جهة ثانية. واستعرض الشقير في قراءته تاريخ الشيلات بإيجاز متحدثاً عن صعوبة تحديد تاريخ دقيق لبدايتها، لكن بحثه دلّه إلى أن ظهورها كان بين عامي 2005 - 2010م، وذكر أيضاً أن حضورها الكثيف في الحرب على الحوثي قد يدل على أنها «بدأت لأغراض عسكرية» قبل أن تتحول إلى فن يشمل أغراضاً متنوعة. وطرح احتمالاً ثانياً لنشوئها هو أن «تكون نشأت من تطوّر فن المرادّ».
لا يمكن أن يكون ظهور الشيلات الجديدة بعيداً عن الفترة الزمنية التي حدّدها الشقير، إذ لم يكن لها ولا لمنشديها أي حضور ملحوظ قبل أن تتبناها مؤسسات الإنتاج الإعلامي التي تحوّل اهتمامها من إنتاج الأناشيد الإسلامية إلى إنتاج الشيلات، ثم جاءت مزاينات الإبل لتمنحها مزيداً من الوهج الإعلامي، ورأينا كيف كان لبعض الفنانين المعروفين حضور في أغاني المزاينات كحضور محمد عبده في أغنية «بنات الهرش عبدان حسكات الوبر»!
ويجد الباحث في مدونات التراث الشعبي ما يؤكد صحة ما ذهب إليه الشقير من وجود علاقة بين نشوء الشيلات وبين الصراعات الحربية، فقد ساق الشيخ محمد بن ناصر العبودي عدداً من الشواهد الشعرية القديمة في شرحه لكلمة «شيلوا»، وذكر أن معناها «ارفعوا أصواتكم بأغاني الحرب بصفة جماعية».
ولا شك أن أجواء المنافسة التي صاحبت مزاينات الإبل ساهمت مساهمة كبيرة في بث الروح في جسد الشيلات، وتحولت ساحة المنافسة بين بعض المشاركين فيها إلى ما يشبه ساحة الحرب الطاحنة التي يُحشد فيها المنشدون والشعراء للتفاخر بـ»المنقيات» ومهاجمة الخصوم / المنافسين.. ولنا عودة لاستكمال الحديث عن مستقبل الشيلات.




http://www.alriyadh.com/1893021]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]