تفريغ الغضب

[المراسل الإخباري]

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png Analyze This فيلم كوميدي يحكي قصة "بول فيتي" وهو زعيم إحدى فصائل المافيا في نيويورك يزور طبيباً نفسياً، والمواقف الطريفة التي تحصل بسبب ذلك، وفي أحد المشاهد يتشاجر فيتي مع زعيم منافس ثم رجع للطبيب وهو في شدة الغيظ، وقال له الطبيب: "هل تعلم ما أفعل أنا إذا غضبت؟ إني أضرب المخدة". وهي طريقة استعملها بعض المعالجين النفسيين في السابق ليحث الشخص على تفريغ غضبه - والنظرية أنه إذا أفرغ الشخص غضبه حتى ولو بضرب مخدة فإن الغضب يتلاشى -، وفور أن سمع فيتي ذلك أخرج مسدسه أمام الطبيب الفَزِع وأهال الرصاص على المخدة!
هذه النظرية قديمة ويراها الكثير من الناس صحيحة، لكن الحقيقة أن إظهار الغضب ليست جيدة لإزالته، بل هي تأتي بالعكس، أي أنها تزيد الشخص غضباً. ودلنا على ذلك تجارب طبقها علماء نفسيون، من أشهرها دراسة العام 2002م للعالم براد بوشمان أظهر فيها أن تفريغ الغضب بالصراخ وضرب المخدات يزيد مشاعر الغضب لديك، حتى إن مجرد أن لا تفعل أي شيء لمدة دقيقتين بعد الموقف كان أنفع لزوال الغضب من ضرب المخدة، وتصرفات الناس الذين أفرغوا غضبهم لوحظ أنها بعد التفريغ ذاك اليوم كانت أكثر حدة وعصبية ممن لم ينفجروا غاضبين.
ماذا عن تفريغ الغضب بالكلام؟ هناك مواقع إنترنت تتيح للشخص أن يدخلها ويفرغ كل ما في نفسه من حنق بما في ذلك الشتم واللعن، فهل هذا أفضل؟ لا. دراسة العام 2013م على هذه المواقع أظهرت أن الذين استخدموها لم يكونوا أقل بل أكثر غضباً، حتى إن هذا أثّر على نفسياتهم وعلاقاتهم مع أزواجهم وأصدقائهم.
التخلص من الغضب يأتي من عدة طرق، منها التشاغل بشيء آخر؛ لأن هذا يوجه دوائر التفكير إلى مهمة أخرى مما يمنع العقل من الانشغال على الانفعال وتكريس الوقت والتفكير له، ومن ذلك ما يسمى إعادة تقييم الموقف، وهنا تتخيل أن من أغضبك حصلت له ظروف مؤلمة جعلته يتصرف بهذه الطريقة، وأنك لست أنت السبب بل هم يمرون بوضعٍ عسير، ومجرد تخيل ذلك يغير مشاعرك.




http://www.alriyadh.com/1893204]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]