المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : القيادة والأبواب المغلقة



المراسل الإخباري
07-03-2021, 05:08
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
القيادة والإشراف بحاجة إلى حضور مستمر ومتابعة لجميع مراحل التنفيذ، ووضوح في إصدار الأوامر وكتابة العقود وسواء كان لبناء مشروع تجاري، أو إدارة مدرسة أو جامعة، أو أبناء بيتك الخاص بك، أو تربية طفل في مختلف مراحل نموه..
جاء إلى الكلية حديثاً، ولمعرفته بأهمية الرياضة بشكل عام واللياقة البدنية للقائد في الميدان بشكل خاص فقد كانت ضمن الأولويات، سأل عن لياقة الطلبة والضباط والجنود فكان الجواب: ممتازة، طلب تنظيم سباق الضاحية، ولمسافة لا تتعدى خمسة كيلو مترات، لكنها كافية لمعرفة مستوى لياقة المشاركين، أخبرهم أنه سيشارك في السباق وعلى الجميع الحضور في المكان والوقت المحددين. أعلن بدء السباق وانطلق الطلبة في الأمام وانطلق معهم، في منتصف السباق نظر إلى الخلف فوجد أن نحو نصف المشاركين خلفه، عرف أن اللياقة ليست على ما يرام وإلا كيف يسبق الطلبة من هو في سنّ يقارب ثلاثة أضعاف أعمار كل منهم، تم مجازاة الجميع وجدولة سباق آخر بعد شهر من تاريخ السباق الأول، وفي هذا السباق كانت المفاجأة، التفت وراءه فوجد نفسه وحيداً خلف المتسابقين، لقد أثمر الاستعداد للجولة الثانية، كافأ الجميع بخروج مبكر وعفو عن جميع الجزاءات.
لو لم يشارك في المرة الأولى هل سيعرف الحقيقة؟ وهل ستكون النتائج كما هي في المرة الثانية؟ المشكلة أن الكثير من القادة يعتمد على تقارير شفهية أو مكتوبة توضح أن كل شيء يسير حسب ما يطلبه القائد، وحالما تتضح النتائج تكون غير ذلك، وهذا ينطبق على أبسط الأمور، فكم قادت الثقة العمياء وعدم التركيز على المهمة الأساس إلى نتائج غير سارة، فالعامل الذي لا يراقب في كل مراحل عمله سيحاول الاختصار والتوفير ما استطاع إلى ذلك سبيلا، وهكذا مع تربية الأبناء والبنات خصوصاً في هذا الوقت الذي أصبح فيه الفضاء مفتوحاً على مصراعيه، يدخل البيوت والغرف دون استئذان ويبث ما يشاء من أفكار دون التفكير بعواقبها.
يقول أحد المهندسين من شركة أرامكو: كنت أحد المسؤولين عن مشروع مكلفة به أرامكو، وقد تم الطلب منا اختصار الوقت من عامين إلى عام واحد، فما كان من إحدى الشركات إلا أن استغلت هذا الظرف وقامت بسفلتة الطريق المؤدي إلى المشروع بسرعة وطلبت منا استلامه، ولأن هذا مخالف لما في العقد فقد طلب من الشركة تجريف الطريق مرة ثانية وإعادة سفلتته مع توجيه إنذار لها بعدم تكرار الخطأ وإلا جاءها الإنذار في المرة الثانية من القيادة في الظهران، فقد خالفت الشركة الإجراءات كما ذكر المهندس، فقد كان الواجب أن تبدأ بدك الطريق أولاً وبعد معاينته واختباره تعطي الضوء الأخضر لوضع الطبقة الأولى، وبعد المعاينة يسمح لها بوضع الطبقة الثانية وهكذا.
القيادة والإشراف بحاجة إلى حضور مستمر ومتابعة لجميع مراحل التنفيذ ووضوح في إصدار الأوامر وكتابة العقود وسواء كان لبناء مشروع تجاري، أو إدارة مدرسة أو جامعة، أو أبناء بيتك الخاص بك، أو تربية طفل في مختلف مراحل نموه، دروس كثيرة تتكرر دائماً ولا يستوعبها الكثير من القادة أو المديرين أو الوالدين إلا بعد تكرار الخطأ وربما بعد فوات الأوان، ومن أهم هذه الدروس:
أولاً: من أكثر أسباب فشل القيادة أو الإدارة سياسة الأبواب المغلقة، فهي لا تبقي المسؤول معزولاً عن مرؤوسيه وما يجري في مؤسسته فقط، لكنها تحجب عنه الكثير من الحقائق التي من الواجب أن يلم بها، خصوصاً حسن تنفيذ المهمة الأساس للمؤسسة أو الوزارة أو الوحدة العسكرية، والتي لا يعوض فيها فشله أي نجاح في المهمات المساندة، يجب أن يسأل كل قائد أو مسؤول: ما المهمة الأساس لمؤسستي؟ وهل المنتج النهائي يتوافق مع متطلباتها؟ ولا شيء كالمشاركة لمعرفة أن النتائج النهائية تتوافق مع ما وضع من أهداف ومواصفات. .
ثانياً. ليست مهمة القائد التشجيع والثناء فقط، لكنه قد يضطر أحياناً إلى القسوة وإصدار الجزاءات في سبيل إنجاز المهمة، بشرط أن تكون مسببة وعادلة وفي أضيق نطاق، مع تغليب المكافآت والتشجيع كلما أمكن ذلك، القائد الناجح يزرع محبتة بين مرؤوسيه حال وصوله إلى المؤسسة ويشعرهم أنه جاء لمساعدتهم بالبحث عما يعاني منه الموظفون أو الجنود أو الطلبة فيعالجه بطرق علمية مدروسة، يتأكد من إعطائهم كامل حقوقهم ثم يطالبهم بما عليهم من واجبات.
القيادة فن وخبرة وبعد نظر، والأهم هو أن يحيط القائد نفسه بالمخلصين من القادة والمساعدين والمستشارين، وأن يتخلص من المنافقين والفاسدين مهما أبدوا له من حسن المعشر واللطافة.




http://www.alriyadh.com/1894222]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]