المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : في بَاحَةِ الضَّبَابِ هَنَاكَ رواية



المراسل الإخباري
07-03-2021, 05:08
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png ارتبط الضباب بمنطقة الباحة ارتباطاً جميلاً، حتى صار أيقونةً شاعرية تتناغم مع السحاب، والخضرة، والسهل، والجبل، ومع الباحة، وأهلها الطيبين؛ هذا الباحة الجميلة التي تميزت بتضاريسها الفاتنة، ومتنزهاتها الأنيقة، وغاباتها الطبيعية، وإطلالاتها الساحرة، ما زالت تحرّض الفن والفنانين على رصد جماليات القمم، والسهول الخضراء، والمناظر الخلابة، وسلال الفواكه المتنوعة؛ لذلك فإن كل شيء في الباحة يدعو إلى الإعجاب، وكل شيء في الباحة يُشعِر بالراحة، لونها التهامي، ورونقها الحجازي، وتراثها الأصيل، وتاريخها العريق، حتى لكأنك تنتشي منها عبير الماضي، وشذا الحاضر، ورياحين المستقبل، فما أجمل الباحة، وما أجمل كل شبرٍ في وطننا الغالي!.
ويبدو أن الباحة أخذت تضيف إلى هذا الجمال جمالاً، وإلى الإبداع إبداعاً، فعلى الصعيد الثقافي لا أنكر إعجابي بما يقوم به نادي الباحة الأدبي الثقافي منذ سنوات من اهتمام عميق بالرواية العربية بوصفها من أهم الأجناس الأدبية المعاصرة، والحق أنني رأيت عملاً لم أعهده من قبل في مجال الاهتمام بالرواية، وهو عمل ليس بغريب أو كبير على من يعملون في ذلك النادي رئيسًا وفريقاً، فشكراً للشاعر الجميل الأستاذ حسن الزهراني، وطاقمه الرائع على عقد هذه الملتقيات المتواصلة، بعناوينها المتواكبة والمغايرة، التي تكشف عن جهد منقطع النظير، ولو أحصينا عدد الملتقيات الروائية التي نظمها هذا النادي العريق، ولو أمعنا النظر في عناوينها العريضة منذ أول ملتقى، لوجدنا عملاً رائعاً لا نبالغ إذا قلنا: إنه قاعدة بيانات مهمة لدراسات الرواية ونقدها، وتجديد حقولها.
وعلى الرغم من أن نادي الباحة الأدبي الثقافي اهتم بأركان أدبية أخرى مهمة كالشعر، والقصة، والمسرح، وخصّص لها المهرجانات والملتقيات، غير أن اهتمامه بالرواية جاء مختلفاً من وجوه كثيرة، لعل من أهمها: التجديد، والتنوع، والمواكبة، والتوسع، ويأتي الملتقى السادس للرواية الذي انطلق قبل أيام برعاية كريمة من سمو أمير المنطقة امتداداً لذلك الاعتناء الذي تقدمه الباحة للأدب العربي، وجعل منها قبلةً للرواية، وبوصلة للسرد، وقد توشّح هذا الملتقى البهيج بعنوان (الرواية العربية من 2000 - 2020م ملامح وآفاق)، وكان من حسن الحظ أن شاركتُ فيه بورقة علمية متواضعة عنونتها بـ(الرواية الرسائلية السعودية: قراءة في تشكلات الجنس الجديد وتحولاته) مع كوكبة من الباحثين، والنقاد الذين بلغت أوراقهم العلمية خمسين بحثاً.
ومما زاد من قيمة هذا الملتقى الجميل، وجعله يكتسي لباس المؤتمرات، أن قام بتكريم بعض الشخصيات السعودية المؤثرة في فضاء الرواية ودراساتها، وهم: أ. د. معجب الزهراني، وأ. د. صالح معيض الغامدي، وأ. د. محمد ربيع، وأ. د. صالح زياد الغامدي، وأ. د. معجب العدواني، واحتفى الملتقى بالروائية السعودية الكبيرة، الأديبة ابنة الأديب، أميمة الخميس، وشاركتْ في هذا الملتقى الفاخر أسماء لامعة من بقاع مختلفة من العالم، من أوروبا، وكافة الدول العربية، بالإضافة إلى مشاركين مبدعين من مختلف مناطق مملكتنا الحبيبة من السعوديين وغيرهم من الإخوة العرب المقيمين.
واليوم لم تعد الباحة عاصمة للضباب، والسحاب فحسب، بل تعدت ذلك لتصبح عاصمةً للرواية العربية، وموئلاً للسرد العربي بكل أطيافه، وتحولت الباحة إلى روايةٍ في حد ذاتها، في عالم مليء بالخضرة، والمطر، والجمال، والناس الطيبين.




http://www.alriyadh.com/1894210]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]