المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : هل خلعت الشيلات حجابها؟



المراسل الإخباري
07-04-2021, 12:35
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png لم يتحدّث الدكتور عبدالرحمن الشقير عن «مستقبل الشيلات» بعبارات مباشرة كما فعل الأستاذ أحمد الواصل، ففي قراءته لفن الشيلات ميّز أولاً بين نوعين منها وركّز على النوع الثاني وهو «الشيلات السلبية»: أي التي «تبث قيماً لا تتفق مع قوانين المجتمع وعاداته والقيم الإسلامية»، وتشيع فيها عبارات من نوع: دق خشوم، وادعس، والعن ثوى. ثم ذكر أن استمرار هذا النوع مرهون بأمرين هما: «ضعف سيادة القانون»، و»انتشار ظاهر الوعظ الشكلاني». وكان قد ذكر قبل حديثه عن «مستقبل الشيلات» أن ثنائية «القانون والوعظ» تكشف عن وجود حالة تناقض بين «شكلانيتهما» وانخفاض تأثيرهما في الحياة اليومية، ورأى أن الشيلات مؤشر اجتماعي تقاس به «المسافة بين أقوال الناس عن جماليات القانون والوعظ، وبين تطبيقاتهما في الحياة العملية».
واليوم بعد مرور عامين على توقعات الشقير والواصل لمستقبل الشيلات يمكن بسهولة ملاحظة صدق ما توقعاه وتراجع الاهتمام بها على أكثر من مستوى، أبرزها تغيّر موقف المنشدين أنفسهم من استعمال الآلات الموسيقية في أعمالهم، فأصبح الواحد منهم يطرح العمل مصحوباً بموسيقى صاخبة وصريحة من دون الادعاء بأنه «شيله»، ويمكن التمثيل على ذلك بأغنية «يا لحون العود» لفلاح المسردي وأعمال أخرى صدرت مؤخراً لبندر بن عوير وفهد بن فصلا وصالح اليامي وعبدالعزيز اليامي وغيرهم. والياميان صالح وعبدالعزيز من القلائل الذين امتلكوا الجرأة لوضع لقب «فنان» في التعريف الخاص بهما بدلاً من «منشد». وبهذا التحوّل يُمكن القول بأن الشيلات التي وُصفت من الساخرين بأنها «الأغاني المحجبة» قد خلعت حجابها بعد أن باءت كل محاولات الترويج لها على أنها «أغاني الصالحين» بالفشل.

وكانت بعض شركات الإنتاج قد أدركت في مرحلة سابقة أن الشيلات غير قادرة على تسويق نفسها بصورة جيدة، ففرضت على المنشدين إعادة غناء أغان مشهورة وناجحة بنفس ألحانها مع تعويض الموسيقى بمؤثرات صوتية متنوعة، بحيث يتضمن الألبوم عدداً من الشيلات الجديدة وعدداً أقل من الأغاني القديمة التي يستعين بها المنتج لترويج الألبوم الهجين.

أمّا الشيلات التي وصفها الواصل بأنها «أغانٍ تحريضية»، ووصفها الشقير بالشيلات السلبية فقد فقدت وهجها بعد أن وُضعت ضوابط ساهمت، إلى حدٍ كبير، في السيطرة عليها ونزع عناصر الإثارة والجذب منها. وفقدت تدريجياً الفئة الكبرى من جمهورها وهي فئة الشباب بعد أن أعلنت إدارة مهرجان الملك عبدالعزيز للإبل عام 2014م عن خضوع جميع القصائد والشيلات للرقابة ولضوابط جرّدتها من عناصر التأثير والإشباع النفسي الموجودة فيها.
وبهذا لم تعد للشيلات في صورتها الحقيقية قدرة على لفت الانتباه بعد خفوت الترويج لها وبعد انتهاء المرحلة التي تهيأت فيها الظروف المناسبة لعودة تألقها، ومن المتوقع أن تعود للعيش في الظل إلى جانب فنون شعبية أخرى لا تكاد تُعرف إلا لدى فئة محدودة من المهتمين.




http://www.alriyadh.com/1894358]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]