المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الخسارة الغامضة



المراسل الإخباري
07-09-2021, 00:23
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png بولين بوس "Pauline Boss" هي عالمة نفس أميركية طورت نظرية (الخسارة الغامضة) التي بدأت في السبعينات عندما كانت تبحث عن الآباء الذين انفصلوا عن عائلاتهم بسبب العمل أو النقل العسكري، وسعت لاحقًا أبحاثها لتشمل جميع الخسائر التي تنطوي على ظروف لم يتم حلها، لا تزال النظرية جديدة نسبيًا في مجال علم النفس، فعادة ما يتم التفكير في الخسارة على أنها حدث أبيض أو أسود، لكن (الخسارة الغامضة) هي خسارة غير مؤكدة من دون حدود أو قرار واضح.
الخسارة الغامضة تُعرف بطريقتين مختلفتين؛ الأولى: عندما يكون الشخص حاضرًا جسديًا ولكنه غائب نفسيًا (كما هو الحال في الخرف أو إدمان المخدرات)، والثانية: عندما يكون الشخص غائبًا جسديًا ولكنه موجود نفسياً (كما في الحضانة / التبني)، تشمل على سبيل المثال لا الحصر، الأشخاص المفقودين (عمليات الاختطاف والجثث غير المستردة)، الانتقال العسكري أو الغيابات المتعلقة بالعمل، الانفصال العاطفي، الهجر، الطلاق، إصابات الدماغ الرضية، مشكلات الذاكرة، مشكلات الصحة العقلية المزمنة، الإجهاض، وفاة الرضع، الهجرة، السجن.
تحدث هذه الخسائر عادة من دون طقوس وإقرار اجتماعي بسبب الطبيعة غير المؤكدة للخسارة التي حدثت، ونظراً لأن معظم العالم يخضع للحجر الصحي بسبب جائحة الكورونا؛ فتم فقد الكثير من الأشخاص في جميع أنحاء العالم أحباءهم دون أن يتمكنوا من توديعهم، وتترك هذه التجربة المفجوعين معزولين في حزنهم، ومن دون متنفس للتعبير عن هذه المشاعر، وتعد الطقوس والاعتراف العلني جزءًا مهمًا من الشفاء وتزود الدماغ بشعور بالخاتمة والقدرة على الحزن، ويمكن أن تظهر أعراض الصدمة من دون حل الخسارة.
للتعامل الإيجابي مع شعور الخسارة الغامضة، لا بد من التواصل مع الأشخاص الذين يعانون منها، فمجموعات الدعم مفيدة لهذا النوع من الحزن بسبب الطبيعة الخارجية للصدمة، فالخسارة هي شيء يحدث خارج النطاق ويؤثر على الحالة الداخلية ولا ينبع من ضائقة داخلية. وللتعامل معها أيضاً لا بد من منح العقل استراحة من محاولة إيجاد حل يوميًا، حيث يمكن أن تكون العقول مكانًا محمومًا عندما لا يكون هناك تصنيف للخسارة، وسيعمل الدماغ غريزيًا في اللاوعي، متناسياً علامات الاستفهام، ما يؤدي إلى الإرهاق العقلي، وهذا الانشغال بالقلق يجعل من الصعب على البالغين والأطفال التعلم واتباع التعليمات وتنظيم المشاعر.
وكذلك أيضاً لا بد من مناقشة كيف يمكن للأدوار في الأسرة أن تتغير وتحدد الأدوار الجديدة؛ فعندما لا يكون أحد أفراد الأسرة موجودًا لفترة زمنية غير محددة، فمن الطبيعي الاستمرار في الأدوار العائلية المعتادة، ومع ذلك في مرحلة ما قد يكون من المفيد إعادة تقييم وظائف أفراد الأسرة، وقد تضطر الأم إلى القيام بأدوار كان يقوم بها الأب، وقد يصبح الطفل الأوسط فجأة الأكبر سنًا أو الأصغر في الأسرة.
المفتاح الذي يجب أن يتذكره الشخص هو أنه ليس وحده في الخسارة، وقد يكون من المفيد أن يتذكر أنه بمرور الوقت سوف يتكيف مع الوضع الطبيعي الجديد، حتماً سيستغرق الأمر وقتا، لكن وُجد أنه يمكن أن نعيش حياة منتجة من دون إجابات واضحة، والهدف هو أن الشعور بالراحة مع عدم المعرفة، وعلى الرغم من أن هذا ليس بالأمر السهل، إلا أنه ممكن.. وحتماً يوجد دائماً أمل.




http://www.alriyadh.com/1895194]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]