المراسل الإخباري
07-09-2021, 21:51
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png قرات قبل أيام مقالاً نارياً عن الحمام، لم يترك كاتبه رزية لم يلصقها في الحمام الذي يعتبر من رموز السلام؛ حتى أن من يسعى للتوسط بين متخاصمين يلقب بانه "حمامة سلام" بمعنى أنه تدخل للاصلاح بين متخاصمين، من الأفراد أو الدول، دون أن تكون له مصلحة عند أحد من الطرفين. وقد قال ذلك الكاتب إن الحمام من أبرز ملوثي البيئة ولا نفع له يبرر الاعتناء به، ولذلك ينبغى اتخاذ أقصى الإجراءات لمنعه من التحليق أو النزول في ساحة أو مجلس أو حديقة أو باحة مسجد، ولن يتم ذلك إلا بعدم تقديم الأكل أو الماء له في الساحات والميادين والسطوح التي يحط فيها! وكنت على قناعة تامة بان القطط أبرز أعداء الحمام الدقيق الرقيق المسالم، حتى قرأت تلك المقالة، التي نسف صاحبها بدم بارد كافة المثل والعادات التي أوصتنا بالرفق بالحيوانات والطيور؛ بل إن عديداً من الدول بها أفراد ليس لهم من هم إلا التقاط الطيور والحيوانات الصغيرة مثل القطط من الشوارع وتقديم العون لها، وفي تلك الدول ميادين رحبة ضيوفها من الطيور أكثر من ضيوفها من البشر، الذين اعتادوا عند قدومهم لتلك الميادين، جلب الحبوب وفتات الخبز للطيور؛ وحتى وقت قريب كان في سوق البرسيم في المدينة المنورة محلات لعرض الحمام بمختلف أسمائه وأكاد أقول ألوانه وطبقاته، وكان الإقبال على تلك المحلات كبيراً من مختلف طبقات المجتمع؛ بل إن المسجد النبوي كانت تتبعه مستودعات لتخزين الحبوب التي يأتي بها الزوار لحمام الحرم الذي نعرفه بلونه السماوي ونتحرج من صيده أو أكله، وقد تولعت في فترة من صباي بتربية الحمام، بل إنني خصصت له غرفة في منزلنا، حتى جاء يوم فتحنا فيه الغرفة لنجد الحمام مصروعاً بعد أن سطت القطط عليه، من وقتها عاقبت نفسي بعدم الاهتمام بحمام لم أحسن رعايته والحفاظ عليه، وكان أرق الأوقات وأجملها عندما أخرج من مدرستي الملاصقة للمسجد النبوي هو الجلوس وسط أسراب الحمام الذي كان يحف بالمسجد من جميع جهاته. وما هو موجود من أوجه العناية بالحمام في المدينة وجدته في الديرة عندما أتيت إلى الرياض. إن البشر، كل البشر جبلوا على العناية ليس ببعضهم فقط ولكن بالحيوانات والطيور، وأعرف في المدينة رجلين، أحدهما كان يسير بدراجته من الفجر ومعه أكياس اللحوم ليقوم بتوزيعها على القطط، وكلما وصل إلى موقع كانت تخرج له لأخذ حصتها، دون أن يكون معه جرس أو منبه ينادي بواسطته عليها، ومثل هذا المعتني بالقطط هناك المهتمون بالحيوانات السائبة والمهتمون برصد التجاوزات التي يرتكبها بعض الأفراد تجاه الحيوانات السارحة في الشوارع أو حتى التي تخصهم، وليس ببعيد ما تعرض له رئيس أميركي تعامل مع كلبه بقسوة، لتشن عليه جمعية الرفق بالحيوانات حملة، جعلته يقدم اعتذاراً عن تصرف عفوي لم يتعمده؛ الحمام رمز نبيل والرموز حتى لو لم تكن من البشر يتعين علينا الرفق بها!
http://www.alriyadh.com/1895394]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]
http://www.alriyadh.com/1895394]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]