المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : الفجوة بين النظرية والتطبيق



المراسل الإخباري
07-12-2021, 00:25
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png من المشكلات العميقة في مؤسسات اليوم وجود اختلاف بين ما هو مدون رسمياً وما هو ممارس في الواقع، وربما ينبع هذا الاختلاف لما نشير إليه عادة بالاختلاف بين النظرية والتطبيق.
يقضي شبابنا سنوات من عمرهم على مقاعد الدراسة يتلقون العلم عن أساتذة يحاولون تصوير الواقع لهم من منظار نظري، إلى أن يخرجوا إلى سوق العمل ليجدوا الواقع مختلفاً، وبذلك يترسخ لديهم إيمان أن عالم النظرية شيء وعالم الواقع شيء آخر.
ولأن الصدمة الأولى تتعمق في وجدان كل من يتلقاها، يصبح لدى البعض منظار نظري يرى منه العالم، ومنظار تطبيقي ينجز به ما يستطيع للحاق بمتطلبات العمل السريعة، ولأن الجمع بين العالمين صعب، يظل يوفق بينهما ولو داخلياً في نفسه قدر ما يستطيع، فإذا أراد أن يناقش في مسألة استعان بالنظرية، وإذا أراد أن ينفذ عملاً تخلى عنها، لذلك تجد ما يدون رسمياً ينتمي إلى عالم النظرية، حيث يدور النقاش الفكري الذي تتخلله الحلول الإبداعية، إنما إذا تتبعت العمل ميدانياً فستجد الفجوة تضيق وتتسع حسب مجريات الأمور.
إذا درست هيكلة مؤسسة مثلاً، فستجد أنها تنال عناية خاصة من التنفيذيين والقادة، ويدور حولها نقاش طويل ينتهي إلى نموذج قابل للتطبيق، أو هكذا هي النظرية، وإذا بدأ التنفيذ تتحور الهيكلة عملياً إلى أشكال مختلفة حسب من يسكنها، ليست بعيدة عن الصورة الأصلية إنما مختلفة عنها، بحسب من يشغل المكان وما يضيفه من تأثير، تتحول الهيكلة بما يشبه الإنثناءات التي تتيح للبعض تولي مسؤوليات استثنائية، ومن خلال مجاميع العمل واللجان تتشكل الهيكلة لتلائم المتطلبات الآنية حتى يتضح الاختلاف بين ما هو مدون رسمياً وما هو واقع على الحقيقية.
إذا كانت الفجوة بين النظرية والتطبيق تأتي بمشكلة في أحدهما، إما في النظرية وإما في التطبيق، وإما في كليهما معاً، فكيف لنا أن نضيق هذه الفجوة؟ على مستوى الممارسين، عليهم أن يجدوا حلولاً إبداعية يمكن تعميمها ونقلها من بيئة إلى بيئة أخرى، وبذلك يصبح لمن لديهم الخبرة إسهامات معرفية ذات قيمة، وعلى مستوى المنظرين، فعليهم الاقتراب من الواقع لدراسته أو الانخراط فيه لاختبار النظريات التي يؤمنون بها، وكلما دارت العجلة بين الفئتين تحسنت فرص تقليص الفجوة.
إنما المشكلة التي لابد من تحاشيها هي عدم الإيمان بالنظرية وبالتطبيق، فإما أن يشعر المنظر أن مجال التطبيق ليس بمستوى النظرية، أو أن يرى الممارس أن النظرية ليست في مستوى التطبيق، وفي كلتا الحالتين تكون لدينا فجوة جديدة أصعب من سابقتها، لأنها تمنع من دوران عجلة التحسين المستمر.




http://www.alriyadh.com/1895662]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]