المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : بين «الوطنية» و«الوطنجية»



المراسل الإخباري
07-12-2021, 21:54
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png للجماعات المتطرفة طرق وأساليب نفسية للتأثير على أبناء هذا الوطن وعلاقتهم المميزة بوطنهم عن طريق مخاطبة عقلهم اللاواعي، وفي النهاية يتم التلبيس على هؤلاء الشباب حتى يروا الحق باطلاً، والباطل حقا، ويهمني في هذا المقال إشكالية «الوطن» بمفهومه الجيوسياسي عند هذه الجماعات وكيف أنها تعمل على محاربته عن طريق تشكيك أبناء الوطن في هويتهم وفي جهودهم للدفاع عن وطنهم. فلو كنت شاباً أو شابة سعودية أخذت على عاتقك الثناء على وطنك وإنجازاته والذب عنه وعن قيادته الرشيدة فإنهم ينعتونك «وطنجي»، وبلا شك أن إضافة الجيم هنا محاولة وصم إعلامي من أجل أبعادك عن ذلك، حيث تحمل كلمة «وطنجي» في فكر هذه الجماعات وأبواقها الإعلامية المختلفة دلالة سلبية ويقصد بها المتزلف، غير الصادق، المستفيد ماديا مما يقدم، المتحدث دون قناعة... إلى آخر هذه الدلالات. والبديل لدى هذه الجماعات هو «الأمة» غير المعترفة بالحدود الوطنية ولا بصيرورة الجغرافيا والتاريخ. وكل ذلك لكي يسهل على القائمين على هذه الجماعات السيطرة على هؤلاء الشباب وتوظيفهم في مشروعهم السياسي. ولو تأملنا واقع الشباب السعودي لوجدنا -ولله الحمد- جميع المدافعين عن الوطن والعاشقين له والملتفين حول قيادتهم يقومون بكل ذلك باقتناع تام، كيف لا، وهذا الوطن هو موطن أول بيت وضع للناس العام 1750 قبل الميلاد، وموطن اللغة العربية المحكية قبل الإسلام، وموطن تطور الخط العربي قبل الإسلام، وموطن رسالة الإسلام الخالدة، وموطن الدولة السعودية تلك الدولة المباركة التي أعادت لهذه الأرض توازنها الديني والسياسي الذي كانت تفتقده منذ عصر الخلفاء الراشدين -رضوان الله عليهم- إلى العام 1157 هـ عندما قامت الدولة السعودية المباركة حتى يومنا هذا، في هذ الدولة المباركة يقع المواطن من وطنه وقادته موقع القلب من الجسد، حيث الحرص على كرامته، وراحته، وصحته، وتعليمه، وأمنه ...إلخ، بل وفي هذه الدولة المباركة يتمتع المقيم بكافة الحقوق ويعامل بإنسانية منقطعة النظير، حتى من يخالف منهم نظام الإقامة والعمل، يقول خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز -حفظه الله-: «إن كل مواطن في بلادنا وكل جزء من أجزاء وطننا الغالي هو محل اهتمامي ورعايتي، فلا فرق بين مواطن وآخر، ولا بين منطقة وأخرى، وأتطلع إلى إسهام الجميع في خدمة الوطن، ولقد وجهت سمو وزير الداخلية بالتأكيد على أمراء المناطق باستقبال المواطنين والاستماع لهم ورفع ما قد يبدونه من أفكار ومقترحات تخدم الوطن والمواطن، وتوفر أسباب الراحة لهم، ونؤكد حرصنا على التصدي لأسباب الاختلاف ودواعي الفرقة، والقضاء على كل ما من شأنه تصنيف المجتمع بما يضر بالوحدة الوطنية، فأبناء الوطن متساوون في الحقوق والواجبات»، فهل بعد ذلك كله نملك ألا أن نكون وطنيين؟




http://www.alriyadh.com/1895804]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]