المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : المقال.. المقال



المراسل الإخباري
07-15-2021, 19:07
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png سأجرب أن أكتب عني اليوم. عن طقوسي في الكتابة، كتابة المقال خصوصاً. سيكون مقالاً ذاتياً جداً، وعاماً جداً، كما هو معروف عني، هل يحق لي، بعد كل هذه السنين، بعد كل اللقاءات والحوارات عن حياتي الخاصة والعامة، أريد أن أخبركم ببعض ما يخوضه كتاب المقالات. أو ما أخوضه أنا لكتابة المقال. الآن أنا على سفر، وكثيراً ما كتبت المقال وأنا على سفر، ينصحني البعض أن أكتب بشكل مسبق، أحتفظ بمقالتين أو ثلاث تغنيني عن التفكير فيما سأكتب وأنا مسافرة، لكنني ببساطة لا أستطيع، لا أجد الأمر ممتعاً أو لست قادرة عليه، وأنا في كل ما أمارس أحرص جداً على أن أستبقي شيئًا من المتعة يمكنني من الشعور بالفرح والحياة فيما أنجز.
اليوم أنا في القاهرة، عائدة من منتجع في العين السخنة، أمضيت هناك يومين ولا أروع، لكن بقي هناك جزء في الدماغ يذكرني بأن علي كتابة المقال اليوم، يوم العودة، وصلت إلى الفندق، دخلت وحصلت على الغرفة ووضعت أغراضي وبدلت ملابسي وفي كامل زينتي بدل أن أنزل للجلوس على مقهى على النيل جلست كي أكتب المقال.
أكتبه الآن على الآيباد، كنت في السابق أكتبه على اللابتوب ولكن لأنني أصبحت من أنصار السفر بأقل حمل أستطيع قررت أن أستغني عنه وأكتفي بالآيباد ميني الذي أقرأ منه وألعب عليه وأتابع فيه تويتر وأسأل منه غوغل عن أي شيء.
في السابق. في زمن بعيد مضى كنت أكتب مقالاتي بخط اليد، ثم أرسله عبر الفاكس إما من مكتب سنترال أو من الفندق الذي أنزل فيه، يمكنكم إذا أن تتخيلوا لأي مدى صارت حياة الكتاب أسهل، لا يتبقى سوى الفكرة التي نبحث عنها، بالنسبة لي أنا ومنذ بدأت الكتابة في جريدة الرياض أبحث عن فكرتي بين دفتي كتاب قرأته، أو أغنية سمعتها، فيلم شاهدته في السينما أو التلفزيون، فنان أثر فينا أو متحف زرته، أي منبع جمال هو غايتي وهدفي في الكتابة، أي فكرة أساسها الفن أو الأدب هي ما يثير قلمي ويحفز روحي للكتابة. إذا حضرت الفكرة بقي الأسلوب، وصرتم تعرفونه، لا ألجأ إلى العبارات الصعبة والمعقدة، وفي ذات الوقت تهمني جداً العبارات الجذابة البسيطة المريحة غير المتكلفة لكن غير المستهلكة ولا الساذجة أو الفجة، فإذا كانت الأفكار ملقاة على الطرقات، الكلمات يجب أن لا تكون كذلك، يجب أن تكون أنيقة، راقية، شفافة بدون ابتذال وشامخة بدون غرور.
بمجرد أن أنتهي من الكتابة يبقى أن أرسله. سهولة الموضوع ومقارنته بالأيام التي كنا نطبع المقال كي نرسله عبر الفاكس مسألة تفوق الاستيعاب وتدخل في باب السحر.
شكراً للأجهزة الذكية، بتكة زر سيصل المقال في الموعد للمحرر الذي أكن له كل التقدير لحرصه على نزول مقالي في الوقت المحدد. كم يتحملنا محررو الجرائد وكم نحن نتدلل عليهم، لا أملك سوى الكلمات كي أشكرهم وأؤكد لهم تقديري الشديد لما يفعلوه من أجلنا نحن الكتاب.
كنت أريد أن أكتب عن بكاء محمد عبده الذي أبكانا وهو يغني تعبت الظلم وإجحافك، كانت هذه الفكرة الأولى، لكن السفر والبحر أوصلوني إلى الكتابة عن مغامرة الكتابة أثناء السفر. وبقي وقت قليل قبل أن أرسل المقال قبل أن يغضب مني المحرر أو يبحث عن مقال بديل.




http://www.alriyadh.com/1896420]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]