المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عُمان.. ليست مجرد دولة



المراسل الإخباري
07-16-2021, 16:23
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png قيل قديماً: إن العلم «طائر باض في المدينة وفرخ في البصرة وطار إلى عُمان» ولأننا أبناء اليوم نجد أن هذه المقولة تتسق مع ما هي عليه عُمان الحاضر أيضا.. بالإطلالة العمانية الجديدة المنفتحة على المستقبل المتطلعة بشغف للارتقاء بشعبها ومد كل جسور التعاون مع شقيقتها المرتبطة بها إنسانا وتاريخا وحضارة المملكة العربية السعودية.
ومع مشاعر الفخر بما هي عليه من الأخوة والتعاضد بين بلادي السعودية وعمان أعترف بأن من يبحث في ماهية عُمان يهوله ما يجد من ثراء حضاري لافت.. هي من خلاله مختلفة عن غيرها في تسيير حضارتها التي امتدت عبر التاريخ، فبالإضافة إلى ما قدمت للبشرية من رحالة وشعراء، وما عرفته ضمن محيطها من قدرة على التوسع حتى بلغت شأنا كبيرا في إدارة ممالكها في إفريقيا، كانت لها علاقاتها مع العالم أجمع من الصين وحتى الأمريكتين، ولم تغب عنها لحظة مهمة الاضطلاع بنشر الثقافة العربية والإسلامية تثمينا لرسالتها الأسمى.
سلطنة عمان تمكنت من التعايش مع موقعها الجغرافي بما ينفع الحضارة الإنسانية انطلاقا من علاقة حميمة لها مع البحر، فمنذ مطلع التاريخ كان التجار العمانيون ينقلون رسالة التسامح كما البضائع عبر البحار إلى كل أصقاع العالم.. فهي ذات حضور ثقافي واقتصادي وتطور اجتماعي لم يقف عند حدود السلطنة، بل كان ممتدا بتفاعل زاد ألقه موقعها، علـى بحـر العــرب وبحر عُمـان والخليج العربي، كمــا أنهــا تتحكم بمضيق هـرمـز والـذي يعتبر مـن أكـثـر المرافـق الـحيويـة أهميـة فـي المنطـقة حيث يـربـط خـليـج عُمــان بالخيلج العربي وهـو بوابـة دخـول جميع الســفن القـادمـة من الـمـحـيـط الـهـنـدي وبحر العرب.
والآن عمان الأصالة والمستقبل تفتح جميع النوافذ مستثمرة علاقاتها الهادئة والمتسامحة مع الجميع لتستغل عبقرية القيادة والموقع وتأثيره حاليا من خلال توظيف إمكاناتها سياحيا وتجاريا واستراتيجيا مع دول المنطقة والعالم، لتكون العلاقات بين سلطنة عُمان والسعودية علاقات نموذجية بامتياز، لم تنجرف مع التحولات السياسية الإقليمية والدولية، لأنها ترتكز على أبعاد تاريخية ومصير واحد، وتسير الآن بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وجلالة السلطان هيثم بن طارق نحو آفاق رائعة، لا شك أن شعبي البلدين سيجدان نتاجها مثمرا عامرا.
من قصيدة للملاح العماني أحمد بن ماجد الذي أسس علم البحار وما زال أيقونة الرحلات:
تَرَكتُ اشتغالي بالمَهَا والجآذر
وصرتُ مُغَرَّى بالنجومِ الزَّوَاهِر
وكيفَ اشتغالي عَن مرام أرومُهُ
ودونَ ارتقاءِ المَجدِ حزُّ الحناجِر
فلا بُدَّ لي أن أتركَ الأهلَ والكرى
وَأصبِرَ عَن وَصلِ المِلاحِ النوادِر
وَأعزِمَ عَن ما يَقصُرُ الطيرُ دونَهُ
وَأركَبَ فيَّاضاً مِنَ الموجِ زَاخِر
على ظَهرِ مُعتَدٍّ مِنَ الساج هَلَّلَتْ
عليهِ المسا والصبحَ سَبعُ العشاير
أقيسُ بِهِ والليلُ مُرخٍ سُدُولهُ
نجوماً بها رُشدي وفيها أشاير
فَأزهَرُهَا نوراً وأكثرُهَا هُدىً
وَأَدومُهَا في عَامِهَا للمُسافِر
إن الثقافة في عمان هي أحد المبادئ التي أكد عليها النظام الأساسي للدولة، الصادر في العام 1996م وقد أضحت تمثل شاغلاً من شواغل السياسة العامة ونظام العلاقات.




http://www.alriyadh.com/1896625]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]