المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نظرية «المراية» في الإدارة



المراسل الإخباري
07-16-2021, 16:23
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png حصلت هذه القصة لشخص كان مسؤولاً عن إحدى الإدارات الحكومية، ورده اتصال من أحد المواطنين يشتكي على موظفة من جهة في القطاع الخاص تقدم خدمات للمواطنين بالتعاقد مع تلك الجهة الحكومية. لم يتردد المسؤول لحظة واحدة واستدعى الموظفة التي جاءت عليها الشكوى ووبخها وزجرها أمام مديريها في مكتبه، لم ترد تلك الموظفة بكلمة واحدة وإنما اكتفت بدمعة ذرفت من عينها، وبعد فترة من الزمن تبين لذلك المسؤول أن تلك الشكوى كيدية وأن تلك الموظفة كانت مظلومة ومفترى عليها، ولم يمر شهران إلا ويفاجأ ذلك المسؤول بشخص يرفع عليه شكوى كيدية ويأتي مسؤولون أعلى منه مرتبة يتعاملون معه بنفس الطريقة التي تعامل بها مع تلك الموظفة في نفس مكتبه، يحكي ذلك المسؤول أنه تذكر مباشرة كيف تعامل مع تلك الموظفة المظلومة بكل كبرياء وعنف، يروي أنه طلب مباشرة اجتماعا مع تلك الشركة بحضور الموظفة ومديريها وقدم لها الاعتذار، وقام بتكريمها لاحقاً أمام الجميع، وما هي إلا أيام بسيطة ويصدر تقرير رسمي يثبت براءته من التهم الكيدية التي تم توجيهها إليه..
مقالة اليوم بعنوان "نظرية المراية في الإدارة".
من أعظم الأخطاء الإدارية هي غرور المدير أو المسؤول بقوة المنصب والجاه واستخدام القوة والسلطات في التجبر على الموظفين الضعفاء وبخسهم حقوقهم وفي بعض الأحيان تخويفهم أو فصلهم من وظائفهم. ولعل من الأمور التي شاهدتها عبر مسيرتي المهنية أن هذه النوعية من المديرين والمسؤولين لا تستطيع البقاء ولا تعمر طويلا، والسبب ببساطة هو خسارة الولاء وقتل بيئة العمل وتسميمها مما يؤدي إلى مغادرة أفضل الكفاءات ورحيلها عن المنظمة بكل خبراتها وعلاقاتها والمعرفة التي اكتسبتها عبر سنوات والتي من الصعب جداً تعويضها باستقطاب موظفين آخرين مهما كانت سيرهم الذاتية وتجاربهم السابقة. وهذا بدروه يترتب عليه ضعف أداء المنظمة وعجزها عن تحقيق إنجازات جديدة. الغريب هنا أنه ما من مسؤول يطغى ويتجبر على من تحته إلا ويلقى من يتعامل معه بنفس الطريقة من فوقه، والعكس صحيح تماما، فما تجد مسؤولاً عادلاً منصفاً محترماً رحيماً إلا ووجد ذلك في نفسه وذريته وعمله، وليست هذه دعوة إلى التراخي والتساهل والتسيب، فالحزم مطلوب والانضباط والنظام ضروريان، ولكن دون ظلم أو تحرش باستخدام قوة المنصب والسلطة، وهذا يذكرني بمقولة لابن القيم - رحمه الله - يقول فيها: "إن بينك وبين الله خطايا وذنوب لا يعلمها إلا هو، وإنك تحب أن يغفرها لك، فاغفر لعباده فالجزاء من جنس العمل".
وختاما، من الجيد أن يتذكر المدير والمسؤول أن تصرفاته مع الآخرين وقراراته كالمراية التي سترتد وترجع إليه سواء بالخير أو الشر، وسواء في الحياة الدنيا أو بعد الرحيل. وأختم بكلمات روبين ويليام: "كل شخص تقابله يخوض معركة لا تعرف عنها شيئاً، كن لطيفاً في كل الأوقات".




http://www.alriyadh.com/1896623]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]