القيادة وتكريم المميزين

[المراسل الإخباري]

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png
ما يجري اليوم في مناطق المملكة من حراك جميل، ومنه قرب أمراء المناطق من الشباب وتلمس حاجاتهم ليس إلا صدى لما يجري على مستوى القيادة العليا ممثلة بالملك سلمان -يحفظه الله- وولي عهده الأمير محمد -وفقه الله وأعانه-..
تكريم الموظف المثالي ممارسة حضارية تطبقها الدول المتقدمة والمؤسسات الناجحة، ويحرص عليها القائد الناجح. قبل أيام أقامت إمارة منطقة القصيم حفلاً لتكريم المميزين على مستوى المنطقة، وأقيم الحفل بحضور أمير المنطقة الأمير فيصل بن مشعل بن عبدالعزيز آل سعود وجميع المحافظين ورؤساء المراكز في منطقة القصيم، إضافة إلى جميع المكرمين وعددهم مئة وستة وخمسون موظفاً، وقد سرّني أن أكون ضيف الشرف لذلك الاحتفال.
سياسة التحفيز ورفع الروح المعنوية من أهم أسس القيادة، ومنها أن تقول شكراً لكل مميز، وهو ما يعني دفعه للمزيد من العطاء وإيجاد التنافس الشريف بين الموظفين للحصول على التكريم أمام رئيسه وزملائه، وقد أحسنت الإمارة بشمول التكريم لجميع الفئات المستحقة، وقد كان لحضور أمير المنطقة وكلماته المحفزة وثنائه على الموظفين المكرمين وقعاً خاصاً، وقد خص الأميرُ وكيلَ الإمارة الدكتور عبدالرحمن الوزان بما يستحق من ثناء وتقدير.
وقد طُلب مني كضيف شرف أن ألقي كلمة بهذه المناسبة، فشكرت سمو الأمير على إقامة هذه المناسبة النبيلة، مناسبة الوفاء، وتحدثت إلى الحضور عن ثلاثة أشياء مهمة يجب أن نركز عليها في كل مناسبة، وأن يتشبع بها جيل الشباب وخصوصاً في المدارس والجامعات وهي:
أولاً: إبراز ما تعيشه المملكة من أمن شمل جميع مدن المملكة وقراها وطرقها وصحاريها الشاسعة، فهو مصدر إطمئنان وفخر، يكفي أن تسافر بسيارتك الخاصة ومعك أسرتك من أقصى حدود المملكة في الشمال إلى الجنوب، ومن الساحل الشرقي إلى الغربي لا تخاف إلا الله، ونقارن ذلك بما كانت عليه المملكة قبل توحيدها على يد الملك عبدالعزيز -رحمه الله-، حيث كانت القرى المتجاورة والقبائل تتقاتل فيما بينها لتتقاسم شظف العيش، وتعيش خلافات على المراعي والأودية مع ما يصاحب ذلك من سلب ونهب، ويكفي أن ننظر لما تعيشه بعض الدول المجاورة من انفلات أمني وجوع وفقر لنشكر الله على نعمة الأمن.
ثانياً: ثبت الملك عبدالعزيز ومن جاء بعده من أبنائه الحكم بالتنمية، فقد عمموا أهم عوامل التقدم وهو التعليم ليصبح في كل مدينة وقرية مدرسة، وذكرت كمثال على ذلك تلك المدرسة التي أشار إليها أحد كبار السن في منطقة جازان، وقد أقيمت المدرسة في قرية تقع على قمة أحد الجبال، كان المعلمون لا يصلونها إلا على ظهور الدواب، وقد خرّجت تلك المدرسة أطباء ومهندسين وطيارين وقضاة ومعلمين، وهو ما يعني إخراج مئات الأسر من دائرة الفقر والعوز، ولم تقتصر التنمية على المدارس فقط، بل شقت الطرق ووصلت الرعاية الصحية والخدمات الأساسية لكل مدينة وقرية.
ثالثاً: تحدثت إلى الحضور وخاصة المحافظين ورؤساء المراكز عما يتعرض له شباب المملكة من مخاطر، تتمثل في الكميات الهائلة من المخدرات التي يحاول أعداء المملكة وتجار المخدرات إدخالها بطرق كثيرة، حيث يتوجب علينا أن نقترب أكثر من الشباب ونتحدث إليهم في مدارسهم وأنديتهم، ونحضر مناسباتهم لنحذرهم من هذا الداء الخطير، كما نحذرهم مما تمتلئ به مواقع التواصل من أخبار ملفقة وهجوم مستمر على المملكة لتقزيم منجزاتها والنيل من مكانتها، مستخدمين أسماء مستعارة وبعضها من مصادر استخباراتية من خارج المملكة، علينا أن نوضح لهم الحقيقة وما تحفل به الرؤية 2030 وبرامجها من خيرات كثيرة قادمة تصب في مصلحة الاقتصاد وتنويع مصادره ومكافحة الفساد والبطالة والفقر والجهل بأنواعه.
ما يجري اليوم في مناطق المملكة من حراك جميل، ومنه قرب أمراء المناطق من الشباب وتلمس حاجاتهم ليس إلا صدى لما يجري على مستوى القيادة العليا ممثلة بالملك سلمان -يحفظه الله- وولي عهده الأمير محمد -وفقه الله وأعانه-، لقد كان الملك سلمان مدرسة في الوفاء، من زيارات للمرضى وكبار السن، ومشاركة في مختلف الفعاليات التي تقام في مناسبات التكريم وغيرها.
المملكة اليوم تسير بخطى ثابتة ومدروسة لتأسيس دولة حديثة ذات اقتصاد قوي متعدد المصادر، في ظل العدالة والمساواة والحرية المنضبطة وجودة الحياة، دولة الأنظمة الحديثة وسلطاتها الثلاث المستقلة عن بعضها، دولة الفرص الواعدة والكثيرة بإذن الله.




http://www.alriyadh.com/1896764]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]