خدمة البيت العتيق

[المراسل الإخباري]

http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png أثبتت المملكة العربية السعودية قدرتها الفائقة على التعامل مع ملف الحج باحترافية لا تنافسها فيها أي دولة في العالم. أقول هذا وأنا أرى كغيري من الناس حجاج بيت الله الحرام ينصرفون من مكة المكرمة بكل يسر وسهولة بعد أن أتموا مناسك حجهم في جو من الأمن والطمأنينة. فعلى الرغم من قيام حج هذا العام في ظل جائحة كورونا التي تعصف بالعالم، والتي لم تصمد أمامها منظومات صحية لبعض أكبر الدول، والتي منعت أمامها التجمعات البشرية الصغيرة خوفاً من انتشار الوباء وتفشيه، استطاعت المملكة إدارة حشد إيماني تجاوز الستين ألفاً وبهذه النتيجة الرائعة. إن مثل هذا النجاح الكبير وراءه خطة محكمة تنطلق مع نهاية كل سنة ويقف على رأسها خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله -، وتتناغم فيها كل أجهزة هذه الدولة المباركة في سيمفونية رائعة هدفها الأسمى "خدمة حجاج بيت الله". لقد شرف الله المملكة العربية السعودية قيادة وشعباً بهذا الشرف الكبير، ولقد حملت المملكة هذه الأمانة بل ونافست نفسها كل سنة وعلى مر تاريخها لتقدم الأفضل. لقد تخلى حكام هذه البلاد - حفظهم الله - عن لقب صاحب الجلالة، وغيره من الألقاب التبجيلية التي يستحقونها وباقتدار، وحملوا لقب "خادم الحرمين الشريفين"؛ حيث يرون أن الشرف الأكبر والأسمى في هذه الخدمة التي اصطفاهم الله لها. ولقد جسد خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز - حفظه الله - في أقواله وأفعاله محورية العناية بالحرمين الشريفين وزوارهما. يقول - حفظه الله - في إحدى تغريداته على تويتر: "نبتهل إلى الله العلي القدير أن يجعل حج إخواننا ضيوف الرحمن حجاً مبروراً، وأن يتقبل منهم حجهم وعبادتهم، وإننا في هذه البلاد وقد شرفنا الله بخدمة الحرمين الشريفين نذرنا أنفسنا، قيادة وحكومة وشعباً لراحة ضيوف الرحمن، داعين الله أن يديم على أمتنا الخير والسلام، وكل عام وأنتم بخير". ويقول بمناسبة عيد الأضحى لهذا العام: "نحمد الله سبحانه الذي أكرمنا بخدمة الحرمين الشريفين، وإن ذلك لأكبر النعم التي حبانا الله بها..".
كما جاء برنامج خدمة ضيوف الحرمين الشريفين ضمن برامج رؤية المملكة 2030 امتداداً وتأكيداً لاهتمام ولاة الأمر - حفظهم الله - بالحرمين الشريفين وزوارهما. حيث يهدف هذا البرنامج إلى تيسير وصول هؤلاء الزوار في كافة مراحل رحلتهم منذ أن يقرروا الحج في بلدانهم حتى عودتهم إليها، وقد حققوا هذا الحلم العظيم. لقد أضافت المملكة أبعاداً جديدة لخدمة ضيوف الرحمن كالأمن الصحي في ظل هذه الجائحة العالمية، والانتقال من توفير الخدمات إلى الحرص على توفيرها بجودة عالية ومقاييس مرتفعة تناسب هؤلاء الضيوف، ويدل على ذلك وجود أكثر من 23 جهة حكومية ومئات الجهات الخاصة التي تعمل في نطاق هذا البرنامج فقط.
إن اختيار أرض المملكة العربية الطاهرة لتكون مقراً لبيت الله العتيق، واختيار هذه الدولة المباركة بقيادة خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان - حفظهما الله - لتولي شرف إدارة هذا البيت مع المسجد النبوي وضيوفهما، وتشريف الشعب السعودي الكريم بالمساهمة في هذه الضيافة والخدمة لهي أمور مقدرة إلهياً. فكما أن الله أعلم حيث يجعل رسالته، فهو أعلم أين يضع بيته، ومن يختاره لخدمته.




http://www.alriyadh.com/1898007]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]