تسجيل الدخول

مشاهدة النسخة كاملة : الأندية لن تصنع لنا أبطالاً أولمبيين!



المراسل الإخباري
08-01-2021, 05:44
http://www.alriyadh.com/theme2/imgs/404.png لن أكرر الكلام الذي قلته ويقوله الجميع بعد كل أولمبياد عن خيبة الأمل والحزن والخذلان الذي نشعر به ونحن نشاهد عشرات الدول تفاخر بأبطالها وميدالياتها كلٌ حسب طموحه وإمكاناته، بينما نحن نبحث عن ميدالية (ولو جبر خاطر)، حتى أصبحت فضية هادي صوعان وبرونزية خالد العيد في أولمبياد سيدني 2000 بمثابة حلم، بعد أن كنا نظن أنها مجرد بداية.
لن أبكي على اللبن المسكوب، ولن أقسو على لاعبينا المشاركين، فهم ضحايا أكثر من أن يكونوا مذنبين، أما المذنب فهم من اختارهم بطريقة عشوائية وبدائية، وأشرف على إعدادهم وتجهيزهم بشكل متواضع وارتجالي، وذهب بهم أمام أنظار العالم لينافسوا أبطالًا حقيقيين، وقعت عليهم منذ الصغر أعين الخبراء المحترفين، وخضعوا منذ سن مبكرة لبرامج وخطط تدريبية وغذائية حقيقية واحترافية من قبل أبطال سابقين ومحترفين قادرين وأكفاء.
إذا أردنا أن نجيب على السؤال القديم الذي لا نتذكره إلا كل 4 سنوات: لماذا لا نملك أبطالًا أولمبيين؟! علينا أن نجيب على الأسئلة الأهم: ماذا فعلنا لنصنعهم؟! ماذا فعلنا منذ أول مشاركة في الأولمبياد عام 1972 في أولمبياد ميونيخ؟! ماذا فعلنا بعد كل مرة نشارك لمجرد المشاركة؟! ماذا فعلنا منذ أن قررنا ألا نشارك لمجرد المشاركة؟! هل مشكلتنا في عدم امتلاكنا لخامات قابلة للصناعة أم في عدم وجود مصانع للأبطال؟! هل وضعنا أيدينا على الجرح الحقيقي وعالجناه أم أننا ما نزال نتطبب ونجرب في كل فترة خلطة شعبية وصفها لنا متطببون؟!.
لا أريد هنا أن أتطبب ولا أن أشخص الداء وأصرف الدواء، لأني لست الخبير ولا الطبيب، ورحم الله امرئ عرف قدر نفسه، لكني أجزم بخبرتي المتواضعة وبنظرة المتابع البسيط الفقير إلى الله أنَّ مشكلتنا في أنَّنا نملك الخامات القابلة لصناعة الأبطال، ونملك المواهب المدفونة في كثير من بقاع بلادي الشاسعة، لكننا لا نملك مشروعًا حقيقيًا ومصانع متخصصة لاستكشاف هذه المواهب وصناعتها بجودة عالية لننافس بها المنتجات العالمية، بل لا نملك اليوم حتى ما ننافس به المنتجات العربية رغم الإمكانات المالية الضخمة والاهتمام الحكومي الذي لم يستغل حتى الآن بالطريقة الصحيحة.
مشكلتنا أنَّنا ما نزال ننتظر صناعة الأبطال من أنديتنا الرياضية، التي تديرها إدارات أشغلتها كرة القدم عن كل شيء آخر، ويصنع القرار فيها رؤساء قد تتحكم في بقائهم أو رحيلهم نتيجة مباراة واحدة في كرة القدم! أنديتنا الشغوفة والمشغولة بكرة القدم (عساها بحملها تثور) لن تصنع لنا أبطالًا حقيقيين في ألعاب القوى والدفاع عن النفس والسباحة والرماية، والكثير من الألعاب والرياضات التي تحتاج إلى كيانات مستقلة وميزانيات خاصة، ومن يعرف حال مسؤولي الألعاب المختلفة والرياضات الأخرى في أنديتنا وكيف أنهم (غلابى) يرثى لحالهم، وهم يبحثون عمن يؤمن لهم الملابس والأدوات الخاصة في اللعبة، وقد يدفع بعضهم من ماله الخاص إن كان ممارسًا للعبة وشغوفًا بها، وهذه البيئة لن تصنع لنا أبطالًا حقيقيين ومحترفين يحضرون في كل أولمبياد لا لينافسوا الصين واليابان وأميركا وروسيا، بل ليحققوا لنا بضع ميداليات يروون بها ظمأنا، وسنظل (نزرع بصلاً) وغيرنا (يصنع بطلاً).
إذا أردنا أبطالًا أولمبيين يرفعون راية بلادنا خفاقة -وأتحدث هنا تحديدًا عن الألعاب الفردية- فعلينا أن نلغي أنديتنا الرياضية من المعادلة، وأن نسارع إلى إنشاء أندية جديدة خاصة ومتخصصة ومتطورة ومحترفة تهتم بهذه الألعاب، ولها إداراتها المحترفة والمختصة المطعمة بالدراسة والدراية والتجربة، ولها ميزانياتها الخاصة التي لن تبخل دولتنا بها تحت إشراف اللجنة الأولمبية، ويكون من مهام هذه الأندية البحث على مدار العام عن الخامات والمواهب، واستقطابها في سن مبكرة، وصناعتها وتطويرها بالبرامج والمعسكرات الداخلية والخارجية، تحت إشراف مدربين عالميين ذوي خبرة وتجربة أولمبية، والأكيد أن تكلفة هذه الأندية بكل أجهزتها ومصروفاتها ومقراتها ومعسكراتها لن تمثل شيئًا يذكر أمام فاتورة ما يصرف على كرة القدم!.
بيننا اليوم العشرات من (هادي صوعان)، والعشرات من (خالد العيد) وبقية زملائه الفرسان الذين حققوا برونزية لندن 2012، ونحن كما قلت لا نشكو نقصًا في المواهب ولا في المال، لكننا نفتقد لمصانع متخصصة في استكشاف وصناعة الأبطال، وننتظر من أنديتنا أن تفعل ذلك، لكنها لم تفعل، ولن تفعل.




http://www.alriyadh.com/1899045]إضغط (>[url) هنا لقراءة المزيد...[/url]